دور علماء مكة المكرمة في خدمة السنة والسيرة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
يدرسن فيها. يقول الشيخ أحمد السباعي ﵀: «وكان للفتيات كتاتيب موزعة في بعض أحياء مكة أشهرها كتّاب آسية في المروة» (١) وقد كانت للكتاتيب احتفالات معروفة. يقول الأستاذ فيصل مقادمي: «عرفت الكتاتيب نوعين من الاحتفالات الخاصة بتعلم القرآن الكريم وحفظه، وذلك عندما يتخرج الطلاب، وينهون حفظ القرآن، أو عندما يجتازون مرحلة ما في حفظ قدر محدد من سور القرآن. فإذا وصل الطالب إلى هذا الحد أقام أهله احتفالًا بهذه المناسبة، وكانت هذه الاحتفالات تسمى الأصرفة والإقلابة» (٢) .
وقد كانت هناك كتاتيب متخصصة في تعليم الخط العربي مع تعليم بعض المواد الأخرى كالحساب. يقول الأستاذ محمد رفيع: «كما كان من وسائل التثقيف: ما يدعى بالخطاط يقوم بالمسجد الحرام» ويواصل حديثه قائلًا: «يجلس الأستاذ عند الباب، وأمامه صندوق صغير فيه ما يلزمه من أدوات الكتابة وترى التلاميذ منتشرين في الرواق الموالي للباب» (٣) .
ثم عرفت مكة المكرمة التعليم المدرسي فقد أنشئت مدارس لتعليم الطلبة وتدريسهم وقد كانت هذه المدارس ينشِئها المحسنون من الأثرياء من بلاد الإسلام، وقد اشتُهِرَ من هذه المدارس: المدرسة الصولتية، ومدرسة الفلاح ودار العلوم الدينية، وغيرها من المدارس الأهلية التي أدت دورًا عظيمًا في الحركة العلمية في مكة المكرمة.
يقول الأستاذ عمر عبد الجبار ﵀: «ولما تخرج الفوج الأول
_________
(١) المصدر السابق ص ٥٨٢.
(٢) التعليم الأهلي للبنين في مكة المكرمة ص ٩١.
(٣) مكة في القرن الرابع عشر الهجري ص ٣١٠.
1 / 7