دور علماء مكة المكرمة في خدمة السنة والسيرة النبوية
الناشر
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة
تصانيف
ويأتي المسجد الحرام الجامع والجامعة في مقدمة الأماكن العلمية التي نهل منها الطلاب العلم؛ إذ كانت ساحاته وأروقته تغص بحلقات العلم التي كان يدرس بها علماء فطاحل من علماء الحرم المشهورين في علوم متعددة. وقد كانت حلقات التدريس بالمسجد الحرام من الكثرة بمكان. يقول الشيخ أحمد السباعي ﵀: «وقد أحصيت حلقات التدريس في المسجد الحرام فبلغت في بعض الأوقات نحو ١٢٠ حلقة تتناوب التدريس في الآصال والبكور بين أطراف الليل والنهار في نشاط وزحام» (١) .
ثم تأتي الكتاتيب في المكانة الثانية. والكُتَّاب: «هو المكان الذي يتلقى فيه الصبيان العلم» (٢) وقد انتشرت الكتاتيب في أحياء مكة المكرمة حتى بلغت عام ١٣٠٥ هـ ثلاثة وأربعين كُتابًا (٣) .
وقد أشار الشيخ أحمد السباعي ﵀ إلى هذه الكتاتيب في هذا القرن قائلًا: «وتعددت الكتاتيب في هذا العهد لتعلم القراءة والهجاء ومن أشهرها: كُتاب الشيخ محمد الخياط، والشيخ محمد العناني، والسيد عبد الله مجاهد، والشيخ عبد الله حمدوه السناري، والشيخ أحمد السوركتي» (٤) .
وقد كان التعليم في الكتاتيب يستغرق طوال النهار من الصباح حتى الظهر، ثم يعودون إلى الدراسة بعد الغداء إلى ما بعد العصر، وفي بعض الكتاتيب يواصل الطلاب حتى أذان المغرب، وقد كان للفتيات كتاتيب يدرسن فيها. يقول الشيخ أحمد السباعي ﵀: «وكان للفتيات كتاتيب
_________
(١) تاريخ مكة ص ٥٨٣.
(٢) التعليم الأهلي للبنين في مكة المكرمة ص ٧٢.
(٣) التعليم في مكة والمدينة ص ٢٩.
(٤) تاريخ مكة ص ٥٨١.
1 / 6