============================================================
غير وجود العقسل الاول ولا ادراك مثل ادراك الاول ، وذلك حال فان التالي له وجود غير وجود الاول ، وله ادراك كادراك الاول، ولا يستحق ان يقال انه مبدع كما لا يستحق الموجود الاول ان يقال انه منبعث ، وكلاهما عقلان محضان ، قد احاط كل منهما بذاته واتحفظت ايه بذاته ، وهما متشابهان من وجه وغير مكشابهين من وجه ، علي ما قدم الكلام عليه ، واذا كان هذا هكذا فلا معني لتشبيه الفكرة پما شبهها به ، ولا معني ايضا ان يجعل نفس البشر بمنزلة العقل الاول ، ولا الفكرة منها بمنزلة النفس الكلية ، فان شرف النفس البشرية وخروجها من القوة الي الفعل ليس إلا في الاكتساب ، والاكتساب لا يكون الا من جهة الحواس عملا ومن جهة التصور علما ، واذا كان شرف الانفس في الاكتساب الذي منه ما يكون بالفكر والاستدلال تصورا ، ولم تكن الفكرة من الانفس إلا لتشرف بها فكأنه قد جعل علة شرف العقل الاول العقل الثاني المسمي النفس ، وتلك قضية معكوسة، فان شرف التالي ورتبته بما تقدم عليه وجوده الذي هو السايق لأن شرف السابق ورثبته بما تأخر عنه ، وحكم ما يكون وجوده وجودا آخرا في الكمال والتمام ، ان يكون بعكس ما وجوده وجودأ اولا فلا ذاك يجري مجري هذا في ذلك ، ولا هذا يجري مجري ذلك ، وان كانا مشتركين من جهة اخري وصاحب التصرة ، قد حكم علي ما كان وجوده وجودا اولا لمسا عليه وجود ما يكون وجوده وجودا آخرا ، وذلك من المحال .
الفصل الحادي والعشرون من الباب الاول قال صاحب النصرة .
ومن أوضح الدلائل علي نقصان النفس ، وكمال العقل الاول ، ان
صفحة ٧٨