115

============================================================

والرفعة التامة ، والعلم التام ، ولا جهل هناك ، ولا كدورة ، ولا ظلمة البتة ، وهما اسسا العالم الأعلي ، الذي هو معدن الطهارة ، والقدس، والحياة ، وأن الهيولي هي أثر من الثاني ، الذي هو جوهر هذا العالم ، وهو جوهر كدر ظلماني لا يوصف برحمة ، ولا قدرة ، وانما أظهرها بالفعل عنه ، وبالقوة المستفادة من الأول ، ثم أظهر منها الصورة وهي الطبيعة بالفعل .

شم قال صاحب الاصلاح (1) : ولا يجوز أن يقال أن الهيولي متولدة منه ، بل نقول انها اثر منه ، لذلك لا تشبهه ، وأن الثاني متولد من الأول ، وهو شبهه وان كان الأول اعلي مرقبة . هذا قوله ، ومحصوله ان الثاني متبعث من الأول وهو مثله ، وان كان الاول اعلي مرتبة منه وان اهيولي اثر من اثاني ، وجوهره جوهر ظلماني كدر ، لان سبيل الهيولي مع الثاني ، لا كسبيل الثاني مع الأول ، قان الأول والثاني نظيران ، والهيولي لا يشبه الثاني ، لكونهما الرآ منه ، واذا كان محصول قوله ذلك ، كان ما أجاب به صاحب النصرة ليس بجواب ، وصاحب الاصلاح لم يوجب في قوله ان ذلك العالم كله نور وضياء بل قال واصفا حال الأول ، والثاني ، ان الله تعالي جعلهما معدن الشرف والرفعة وليس قوله ذلك بدليل علي ان لا وجود لما لا يكون في مثل حالهما ، وفيما تقدم من الدلالة علي ان اهيولي ليست بتولدة من الثاني كقاية ، وغني عن تعريض الكلام وتطويله بما عساه يوجه الظنون الينا بما ليس من قصدنا وفي الجملة (1) .

نقول : ان الهيولي لاتشبه الثاني ، ولا الأول ، لكون وجودها في انبعائها من (1) سقطت بنسخة(أ) .

(2) في لسخة (ب) جاءت الجهلة .

كاب الرباض [8]

صفحة ١١٥