41
لطباعتها ، وكان ذلك يوم 13 مايو 1940م، وبين يوم انتحارها في 28 مارس 1941م. لكنه ذكر أنها كانت قد مرضت فقط منذ وقت قريب: «فقدان التحكم في العقل بدأ فقط قبل شهر أو شهرين قبل واقعة الانتحار.»
وبالرغم من إقراره أن تلك الفترة بين التاريخين السابقين كانت مشحونة بالتوتر والضغط على الجميع، سيما في منطقة كجنوب إنجلترا آنذاك، حيث الغارات الجوية وتزايد فرص التهديد بالاجتياح، إلا أنه كتب: «إن فرجينيا كانت سعيدة معظم الوقت، وبدا عقلها هادئا أكثر من المعتاد.»
في شهري مايو ويونيو عام 1940م، كانا قد تناقشا، آل وولف، فيما بينهما وبين أصدقائهما حول الخطوة التي يجب أن يتخذاها حال الاجتياح النازي. لم يكن لديهما شك حول الكيفية التي يمكن أن يعامل بها نشطاء سياسيون مثلهما؛ مثقف يهودي وزوجته، من قبل النظام النازي. «اتفقنا أننا حين تحين اللحظة سوف نغلق باب الجراج وننتحر بالغاز السام.» في يونيو 1940م زودهما «آدريان ستيفن»، شقيق فرجينيا المحلل النفسي، بجرعات قاتلة من المورفين لتساعدهما على الموت في حال الغزو. كان هذا قرارا مشتركا بين الزوجين وليس من دلالة له على حالة الاكتئاب لديها، ولم يكن نتاج فكر ذي ملمح تدميري انتحاري من جانبها. حتى إنها لم تستخدم المورفين حين قررت إنهاء حياتها.
في فبراير 1940م أصيبت فرجينيا بالإنفلونزا، وأمضت ثلاثة أسابيع في الفراش. لم يكن قد سيطر بعد على هذا المرض من قبل الطب في ذلك الزمن، فكان يسبب لها، ضمن أعراضه، صداعا طويلا، وربما يخلف لونا من الاضطراب المزاجي إذا لم يعالج جيدا مع الراحة التامة.
خلال بقية العام كانت نشطة ومنتجة، إذ كانت متوفرة على كتابة ثلاثة أعمال في وقت واحد خلال نوفمبر 1940م. ومع ديسمبر كانت انتهت من مسودة روايتها الأخيرة «بين فصول العرض». غير أن حروف المخطوطة في ذاك الشهر وشت بأن يدها كانت ترتعش أثناء الكتابة. ومع نهاية العام كان ملمح من الإحباط وعدم الثقة بالنفس قد أعلن عن نفسه في خطابها لصديقتها الطبيبة، الممارس العام، «أوكتافيا ويلبرفورس»:
42 «فقدت كل سيطرة على الحروف، ليس بوسعي صياغة شيء منها.»
آثار الحرب كانت تمتد إليهم؛ منزلهم في لندن ومكان عملهم في ميدان ميكلنبرج
43
كانا قد فجرا بقذيفة. وتم نقل كل أثاث المنزلين والأوراق الخاصة بفرجينيا وزوجها وكذلك معدات الطباعة لتخزن في كوخ ملحق بالمنزل الريفي خاصتهما.
صفحة غير معروفة