36
بالقرب من منزلها ببلدة «سسيكس»
37
في 28 مارس 1941م. وكانت قد انتهت لتوها من مسودة كتاب «بين فصول العرض».
وجدت بين أوراقها رسالتان تعلن فيهما عن انتحارها، إحداهما لشقيقتها فينيسا والأخرى لزوجها. الأولى بتاريخ يسبق توقيت الانتحار بعشرة أيام؛ مما يشي بأن محاولة فاشلة للانتحار قد تمت في ذاك التوقيت، سيما وقد عادت مرة إلى البيت مبتلة الثياب من جولة لها على الأقدام، وفسرت الأمر بأنها سقطت في الماء.
في رسالتها الأخيرة لزوجها كتبت وولف: «أيها الأعز، لدي يقين أنني أقترب من الجنون ثانية. وأشعر أننا لن نستطيع الصمود أمام تلك الأوقات الرهيبة مجددا. فلن أشفى هذه المرة. بدأت أسمع الأصوات ولم يعد في وسعي التركيز. لهذا سأفعل الشيء الذي أظنه الأفضل. لقد وهبتني أعظم سعادة ممكنة. كنت دائما لي كل ما يمكن أن يكونه المرء. لا أظن أن ثمة زوجين حصلا ما حصلناه من سعادة إلى أن ظهر هذا المرض اللعين. لقد كافحت طويلا ولم يعد لدي مزيد من المقاومة. أعرف أنني أفسدت حياتك، لكنك في غيابي سيمكنك العمل. وسوف تواصل العمل، أعرف هذا. أنت ترى أنني حتى لا يمكنني كتابة هذه الرسالة على نحو سليم. لم أعد أستطيع القراءة. ما أود أن أقول هو أنني أدين لك بكل سعادة مرت في حياتي. لقد كنت صبورا إلى أقصى حد، وطيبا على نحو لا يصدق. أود أن أقول هذا، كل الناس يعلمون هذا. إذا كان ثمة من أنقذني فقد كان أنت. كل شيء ضاع مني إلا يقيني بطيبتك. لا أستطيع أن أستمر في إفساد حياتك أكثر.»
ف. و.
بعدما أنهت تلك الرسالة، غادرت منزلها الريفي في رودميل
38
في الساعة الحادية عشرة صباحا، ومعها عصا التجوال، عبرت المرج الذي يفصل بيتها عن النهر، ثم أثقلت جيوب معطفها بالأحجار.
صفحة غير معروفة