مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة
الناشر
مركز الدعوة والإرشاد
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
مكان النشر
القصب
تصانيف
المبحث الثالث: منافع الحج وفوائده ومقاصده والحكمة من مشروعيته:
النفع: ضدُّ الضرِّ، نفعه ينفعه نفعًا ومنفعة، يقال: نفعه بكذا فانتفع به، والاسم المنفعة، [وجمعه: المنافع]، ويقال: نفّاعٌ: كثير النفع، فالمنفعة: اسم ما انتفع به (١).
والنفع: الخير: وهو ما يتوصَّل به الإنسان إلى مطلوبه (٢).
وقيل: النفع: ما يُستعان به في الوصول إلى الخيرات، وما يتوصَّل به إلى الخير فهو خير، فالنفع خير، وضدّه الضر (٣).
ومنافع الحج، وفوائده، ومقاصده، والحكمة من مشروعيته كثيرة، لا تُحصر ولا تُعَدُّ، ولكن على وجه الاختصار منها ما يأتي:
أولًا: تعظيم شعائر اللَّه وحرماته، فمن أعظم المنافع للحج تعظيم شعائر اللَّه تعالى وحرماته، وهذه المنفعة من أعظم العبادات لله تعالى، قال اللَّه ﷿: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب﴾ (٤)، وقال جل وعلا: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ﴾ (٥).
قال ابن الأثير ﵀: «قد تكرر في الحديث ذكر (الشعائر)
_________
(١) لسان العرب، لابن منظور، ٨/ ٣٥٨، ومختار الصحاح، للرازي، ص ٢٨٠، وأضواء البيان، للشنقيطي، ٥/ ٤٨٩.
(٢) المصباح المنير، للفيومي، ٢/ ٦١٨.
(٣) مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص ٨١٩.
(٤) سورة الحج، الآية: ٣٢.
(٥) سورة الحج، الآية: ٣٠.
1 / 44