============================================================
القبس الثامن تي اسفاره : مما سمعته شخصيا من حضرته انه سافر ذات مرة الى منطقة (زهاو) لطلب العفو لسلم التجأ الى مقام والده الجليل ضياء الدين، وتفصيل ذلك انه قال : كنت عند حضرة والسدي في (شهرزور) اذ جاعه رجل عليه علامات الخوف والقلق. ويعد السلام والجلوس بين يدي حضرته بين له انه قتل ابن احد رؤساء العشائر في (زهاو) والتجا الى رؤساء المنطقة واحدا واحدا الا انهم رفضوا لجوءه، فاضيطررت للالتجاء اليكم . فرجه والدي الي الكلام وقال : يا ولدي علاء الدين ا تهيا للسفر الى صاحب القتيل وعندما تواجهه بلغه سلامي وقل له ان والدي يقول : " ان هذا القاتل الماثل بين يديك توسل بي لأطلب عفوه منك عما جناه وها انا قد ارسلته اليك فان تعف عنه فذلك من أحسن الخيرات، وان تأخذ القصاص فلا حرج عليك" قال شيخي: فسافرنا حتى وصلنا الى حله، وبعد ورودنا بساعة رأيت انه آمر باعداد بيت مؤنث كامل لم اعرف سبب إعداده . ولما حان وقت طعام العشاء نقلت له كلام والدي ورجاءه، فقال لي : اني عرفت قصدكم الا انني لو عفوت عنه الان، بدون تهيد، قتله اقاربي ولهذا مأزوجه بنتي وأجعله في مكان ابني حتى لا يتعرض له احد.
وفعلا زوجه بنته واجرى العقد الاستاذ الملا محمد الذي كان يصاحبفي في هذا السفر؛ قصارت تلك الحادثة ومعاملة ولي المقتول للقاتل بهذه الطريقة الرائعة تادرة من النوادر؛ حيث لم يكتف بالسماح عن القصاص وحسب، بل اكرم القاتل وزوجه ابنته وظهر ان اعداد البيت المؤنث كان لهذا الغرض ومن اسفاره انه ارسله والده الى قرية (صفي آباد) وكانت من موقوفات تكية بيارة، فذهب اليها مع اهله وعائلته سنة الف وثلاثمائة واثني عشرة المجرية، وبقي هناك نحو ثلاث سنين وعمرها، وهناك ولد اكبر اولاده الذكور الشيخ محمد عثمان وبعده بسنة ولد اخوه الشقيق الشيخ محمد خالد الملقب جمولاتا ومنها سفره الى قصبة (بانه) بامر والده للتوسط لدى حاكمها للعفو عن بعض الآغوات في المنطقة ، وكان الحاكم آنذاك ابن مشير الديوان الملقب بناظم الايالة.
ومن أسفاره ما حكاه لي بنفسه حيث قال ، طاب ثراه، انه قبل وفاة حضرة والدي
صفحة ٣٨