81 09 2 8 88 2 8 29 7 1 184 1 9 4ل 20 13 24 1 143 4 4 199 4 24 1 4 6 2 - 14 7] 17 (1 [471 311
صفحة ١
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٢
============================================================
طب التلوب
صفحة ٣
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٤
============================================================
وس طب التلوب ضةتطب مانه الشرخ علاء الدين التتي تدى شرحها : الشيخ حسين رمضيان الخالدي كتب امقدمة مع ترجمة حياة الشيخ علاء الدين كتب لها التمهيد وغنى بطبعها امين النقشبندي
صفحة ٥
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٦
============================================================
وطب التوب) طب القلوب" للمرشد الكامل الشيخ علاء الدين نجل الشيخ عمر ضياء الدين العثماني النقشبندي الطويلي قدس الله تعالى روحهما
صفحة ٧
============================================================
EMPTY PAGE?
صفحة ٨
============================================================
يد* " أمين علاء الدين النقشبندي منذ ان رأيت لأول مرة رسالة المرحوم الشيخ الوالد، طيب الله ثراه، وقرأتها بامعان اصبحت أتحين الفرص لطبعها ونشرها . وكنت ابحث عمن يكتب لها مقدمة من الذين هم اطلاع عن كثب على حياته وعاصروه عن قرب ليوضح للقارى، الكريم جوانب من حياته الكريمة فلم اجد أحسن وأوثق من استاذي العزيز الشيخ عبدالكريم المدرس ؛ ومن هنا رجوت منه كتابة المقدمة فلبى الرجاء مشكورا، وأعدها معتمدا على ذاكرته القوية ولا يسعني في هذا المجال الا ان اقدم له جزيل شكري وامتناني داعيا المولى القدير ان يوفقه اكثرواكثر لنشر العلم وتنوير المستفيدين.
ويسعدني ان اوضح نقطتين رثيسيتين، اولاهما كيفية كتابة الرسالة من قبل المرحوم والدي. وثانيتهما تعريف العالم الفاضل المرحوم الشيخ حسين رمضان الخالدي شارح الرسالة بالقراء الكرام ومن ضمنهم منتسبو المرحوم والدي، وذلك عرفانا مني بجميله وتقديرا لعمله المشكور.
كيفية كتابة الرسالة: عندما زار المرحوم والدي الشيخ علاء الدين مدينة دير الزور في سورية سنة 13410 ، الهجرية ، ونزل في تكية جدي من امي المرحوم الحاج الشيخ احمد العزي خليفة ضياء الدين، وفد عليه اناس كثيرون من سكان المدينة متبركين بلقائه وذلك لشهرته وذيوع صيته في المنطقة كمرشد بارز للطريقة النقشبندية اما علماء المدينة، فرغم معرفتهم السابقة بان المرحوم الحاج الشيخ احمد المقبول لديهم والمعروف عندهم بالورع والتقوى هو حلينة ضياء الدين، والد علاء الدين، ما انقادوا له لاول وهلة من مجيثه، الا انهم، وبعد مدة وجيزة من ترددهم عليه والاطلاع على وضعه وعلو اخلاقه، ازداد تعلقهم به ومحبتهم له ومدوا له يد الاخلاص وانقادوا لطريقته كان احد هولاء العلماء الافاضل العالم الجليل الشيخ حسين رمضان الخالدي شارح هذه الرسالة . ان قصة انقياد هذا العالم الورع للشيخ الوالد وانتسابه للطريقة على يده قصة طويلة. وقد كتب الدكترر حمسن حسني الملا حساتي في اطروحته لنيل شهادة الدكتوراه 1969 - 1970 عن حياة الشيخ حسين هذا وكيفية انقياده لحضرة الشيخ الوالذ ما يعتبر في
صفحة ٩
============================================================
حد ذاته كرامة للشيخ الوالد، قدس سره.
وفي يوم من الايام وعندما كان نخبة من علماء دير الزور الافاضل في مجلس والدي يرجون من حضرته ان ينصحهم فلبى طلبهم وقال هم : انا مستعد وبكل سرور ان اكتب لكم النصيحة. وفي نفس اليوم وتلبية لرغبتهم كنب هذه الرسالة. وبعد مدة شرحها المرحوم الشيخ حسين الآنف الذكر. والحق يقال لولا هذا الشرح لكان من الصعب استيعاب مغزى الرسالة: وفي سنة (1345) طبع خالي المرحوم الشيخ عبدالله الأحرار هذا الشرح على حسايه الخاص: وللمرحوم والدي رسالة اخرى باسم (القول الحقيق في من تفسق باسم اهل الطريق) ومن المؤسف انه ليست لدي نسخة منها هذا عن الرسالة. واما المرحوم الشيخ حسين شارح الرسالة، فقد قال الدكتور حسن حسني الملا حساني في اطروحته المشار اليها قبل قليل، انه ولد في مدينة دير الزور سنة 130 الهجرية المصادفة 1887 الميلادية واسم والده الشيخ رمضان الخالدي واشتهر اجداده بالخالديين الذين كانوا قادة في الجيش العثماني . وقبل ان يأخذ الطريقة من المرحوم والدي كان خليفة قريبه الشيخ محمد سعيد (داره) النقشبندي الذي كان من مشائخ النقشبندية في الجزيرة، وجدهم الشيخ حامد كان خليفة مولانا خالد النقشبندي وذكر صاحب الاطروحة اسماء ثلاثة عشر كتابا من مؤلفات المرحوم الشيخ حسين منها (مفتاح الغيوب) و(فرقان الالباب) و(يحتائق صوفية).. وغيرها. وكذلك ذكر له اسماء اربعة دواوين شعرية، إضافة الى مؤلفين حول الزجل والعتابة قسم من هذه الكتب مطبوع، والقسم الاخر لم يطبع لحد الان وهذا يدل على علو مقامه العلمي والمعنوي وطول باعه في الادب والشعر.
وفي سنتي (1944) و (1953) وخلال زياراي لدير الزور كنت اتشرف بلقاء هذا الرجل الجليل كان، رحمه الله، مع كبر سنه وعلو مقامه العلمي يحترمني الى درجة كنت أخجل من نفسي. لله دره ما اكثر تواضعه ؟ كان هو يزورني ويتفقدني في تكية خالي المرحوم الشيخ عبدالله الاحرار وما كان ليرضى ان اذهب انا لزيارته ، ومعلوم ان احترامه هذا كان نتيجة اخلاصه لوالدي وحبه العميق له.
كتب كثيرا من الاشعار الى والديي وقد ادرجت كلها في اطروحة الدكةور حسن
صفحة ١٠
============================================================
حسني الآنف الذكر، ومحتواها مدح والدي وعشقه المعنوي له، ولدي نسخة من هذه الاطروحة. وكذلك كتب مرثية للشيخ الوالد يقول فيها : هوى الكوكب الذري فالليل سرمد واظلمت الدنيا واشرق مرقد عاى الدين الحيف أفوله اذا أعوز الايام هاد ومرشد رزية دين احزنت كل مؤمن ره ريب ومد د ن جازع قد عيل بالخلب صبره الصر، والصبر أحد ثم يغزي مريديه ويواسيهم بآن مكانه لن يضيع ولن يخلو من مرشد وپمدح طريقتهم بقوله: يا اه يده و طوهم شوط الباري وابعد يهم شيخ الشيوغ منت طوف به بيف اللحى وهو آمرد قيق با قال الستوأل انهم ات يدام يد ايا ناشد الفتح المبين بخيرهم ب، فياب الفتح دونق موصد زوا بني عشمان والله عونكم ات من ييه ذكر خلد مزل عند الاله مؤرخ (يظل علاءالدين أطيب مقعد) توفي، رحمه الله، في 1379 ه المصادف ايلول 1959 عن عمر ناهز} 7 عاما في مدينة دير الزور. طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه امين: أمين النقشبندي *
صفحة ١١
============================================================
د بقلم الشيخ عبدالكريم المدرس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي تجلى على عباده الاخيار برحمته، وأسبغ عليهم وافر نعمته والصلاة والسلام على حبيبه محمد خاتم الانبياء والمرسلين في تبليغ شريعته، وعلى اله وصحبه الفائزين بسعادة الدارين من صحبته، وعلى آتباعه المحسنين الى يوم الدين وبعد فلما اكتحلت عيناي بمطالعة كتاب " مفتاح الغيوب " للعلامة الفهامة الجامع بين الايمان والاسلام والاحسان فضيلة الشيخ حسين رمضيان الخالدي، وقد الفه شرحا للرسالة المسماة ب (طب القلوب) لسيدي ومرشدي حضرة الشيخ علاء الدين العثماني النقشيندي، تفمده الله تعالى برحمته واسكنه فسيح جنته، وقد اشتملت على نصائح جليلة وفرائد جميلة لتوجيه المؤمنين الى اليقظة والانتباه لاداء الواجبات في الدين وتداوى امراض القلب للخلاص من قيود غفلة الغافلين، أحببت ان اضيف اليه مقدمة للتعريف بشيخي المرحوم علاء الدين صاحب رسالة (طب القلوب) والخادم للدين؛ كي يقتدي به من اراد سلوك مسالك الاخيار، ويهتدي بانواره من اراد الوصول الى مقاصد الابرار: وجعلتها أقباسا مضيئة بين أيدي المقتبسين من الانوار
صفحة ١٢
============================================================
القبس الاول في التصوف : يجب ان نعلم أولا ان الانسان اكرم الخلائق عند الله حيث وهبه العقل والوجدان اللذين هما اقوى وسائل النجاح . ومن المعلوم ان الانسان لا يصلح فوضى بلا نظام ، وان النظام المادي لا يكتفى به في السر والخلوات، ولا يمنع الانسان من اتباع الشهوات الا الخوف من المحاسبة والمسؤولية امام الله ؛ فيحتاج المجتمع في صلاحه الى الدين كمايجب ان نعلم ان الدين الاسلامي هو واف بجميع اسباب السعادة؛ حيث قال الله تعالى : (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا). وينبغي ان نعلم كذلك ان الدين عبارة عن الاعتقاد والاعمال المقارنة للاخلاص والتقوى الكامل بحيث يسكن القلب والجوارح من رهبة مقامه، جل جلاله، كما اتصف به الرسول صلى الله عليه وسلم. وللصدر الاول من الامة الاسلامية التي هي خير امة اخرجت للمناس اال وسائل وطرق الوصول الى هذه الحال السليمة، فاختار بعضهم طريق الذكر جهرا، وبعضهم طريق الجهاد بالنفس والمال والنفع العام، وبعضهم طريق الذكر بالقلب والتفكر في عظمة الباري، سبحانه وتعالى، ومنهم الصحابي الجليل ابو يكر الصديق رضي الله عنه، فقد وصل الى الاقتراب من الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع اخلاقه وأعماله من التفكر في آلاء الله تعالى، ودوام الحزن، والصبر على البلايا، والشكر على العطايا، واداء المأمورات وترك المنهيات حتى يتنور القلب وتفيض انواره على اجزاء الجسد. وكذلك اللذين اختاروا الذكر الجهري ذكروا الله كثيرا حتى تنورت قلوبهم واختصوا بالمكاشفات الروحية.
وقد ترقى أصحاب الطرائق حتى تبعهم اكثر المسلمين وتنورت قلوبهم بها. ولكل طريق آدابه الخاصة للوصول الى اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فطريق الصديق المشهور اليوم بالنقشبندية هو دوام الذكر السري بالقلب، حتى يتنور القلب بذكر الله تعالى، ودوام صحبة المرشد وغيره من الصادقين حسب امره تعالى "يا أمها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا من الصادقين " وبعد تنور القلب تتنور اللطائف المودعة في صدر كل انسان وهي لطيفة القلب والروح والسر والخفي والاخفى ثم تتنور لطيفة النفس ، وبعد ذلك يغلب على الانسان دوام الحضور والنوجه الى الله تعالى وهو غاية المأمول.
والمترجم له الذي نحن بصدد سرد نيذة يسيرة عن مسيرة حياته الشريفة المعطاء كان
صفحة ١٣
============================================================
أحد أبرز مرشدي هذه الطريقة العلية المباركة في عصره . وقد خدمها، قدس الله سره، خدمات جلى هي في حد ذاتها خدمة اللدين الاسلامي الحنيف . جزاه الله عن المسلمين خير زاء ومنحه رضاه واليكم تلكم النبذة:
صفحة ١٤
============================================================
القبس الثاني: ولادته، نسبه شأته: هو الشيخ الجليل صاحب النسب الأصيل المرحوم محمد علاء الدين بن الشيخ عمر ضياء الدين بن الشيخ عثمان سراج الدين بن خالد آغا بن عبدالله آغا بن السيد محمد بن السيد درويش بن السيد مشرف بن السيد جمعه بن السيد ظاهر النعيمي، الذي كان قاطنا في سلسلة جبل حمرين كما هو مخطوط بأنامل ارشد اولاد المرحوم الشيخ عثمان سراح الدين وهو المرحوم الشيخ محمد بهاء الدين العثماني رحمه الله تعالى وكانت ولادته في قرية (طويلة التابعة لقضاء حلبجة) يوم الجمعة الثاني مشر من ربيع الاول سنة الف ومائتين وثمانين الهجرية على هاجرها الصلاة والسلام. ووالدته السيدة المحترمة فاطمة بنت ميران اغا ابن اخي الشيخ عثمان سراج الدين ترب شيخي، رحمه الله في بيت مبارك منور بزيت الايمان والتقوى والعنم والعمل الصالح، احسن تربية ووصل سن التمييز فدخل المدرسة المهيأة لتعليم القران الكريم والكتب الدينية والأدبية البدائية وحتم القران الكريم ودرس الكتب النافعة لفهم الاصول الاسلامية والمعتقدات الديتية. وتدرج في الدراسة فتعلم الصرف والنحو والفقه عل مذهب الامام الشافعي، رضي الله عنه، مواصلا ومواظبا الى ان فرأ ودرس الفية ابن مالك على اسناذه الماجد اللا حامد الكاتب الخاص لحضرة جده الشيخ عثمان سراج الدين وخليفته في تعليم الطريقة النقشبندية ولما وصل هذا امستوى، وكان انذاك في العاشرة من عهره، أبره والده الماجد الثيخ عمر ضياء الدين بالدخول في اداب الطربقة والسلوك عند عمه الجليل والمرشد النبيل الشيخ حمد بها، الدين؛ فلبى امره وتميك هو وأخوه المرحوم الشيخ نجم الدين، نور الله أرواحها، بعمهما المبارك واشتغلا بالآداب المرسومة في الطريقة من الذكر والفكر والرابطة القلبية وغيرها فتنورت لطائفهما وترقيا في مراتب الطريقة المبنية على اتباع القران الكريم والسنة السنية النبوية، على صاحبها الصلاة والسلام، ملازمين للطاعات وارعين عن الشبهات مبتعدين عن الشهوات. واستمر! على هذا النهج الاسلامي طيلة حياة مرشدهما وبعد وفانه، رحمه الله، سنة الف ومائتين وثمان وتسعين في قرية (طويلة) انتقلا الى قرية (بيارة) التابعة لناحية خورمال في قضا: حلبجة حاليا
صفحة ١٥
============================================================
القبس الثالث في عهد دخوله في تربية والده الماجد الشيخ عمر ضياء الدين، قدس سره.
ولما انتقل والده الشيخ عمر ضياء الدين الى قرية (بيارة) وانتقل اليه امر الارشاد لازمه شيخنا المرحوم الشيخ علاء الدين سالكا في اداب الطريقة بارشاده وتوجهاته الروحية مع اخيه المرحوم الشيخ نجم الدين، قدس سرهما ولم يفارقه لا في الحضر ولا في السفر الا بامره . ولما اراد والده السفر الى بغداد بعد استقرار اهله في (بيارة) كان شيخنا المرحرم في ركابه فوصلا بغداد وبقيا هناك اشهرا ثم رجعا في مستهل سنة الف وثلاثماثة الى بيارة وشرع والده ببناء دور السكن لأهله على الشاطىء الغربي من وادي بيارة. وبعد ذلك سافر والده الى قصبة السعدية عام الف وثلاثماثة وراحدة . وبنى هناك تكية وولى أمرها الشيخ عارف ابن الشيخ حسين ابن الشيخ حمد الهوريني. ثم رجع الى بيارة ومعه شيفنا المرحوم مشتغلا بالسلوك وملازما للطاعة . وفي مستهل سنة الف وثلاثماثة وثلاث سافر والده الى بلدة خانقين، وكان معه ايضا. وبنى والده تكية على شاطىء نهر (الوند). ثم رجعا الى بيارة مستمرين على القيام بمهام أمور الدين. ثم سافر مع والده سنة الف وثلاثماثة وست الى بلدة (كفري) المعروفة بالصلاحية وبنى فيها تكية وولى أمرها خليفته الملا احمد وبعد ايام من انتهاء البناء عاد الى بيارة على ما كان عليه من الارشاد. وفي بداية سنة الف وثلاثماثة وسبع بنى تكية بيارة واستقر فيها المريدون وكانوا قبل بنائها يقيمون الصلاة ويقومون بالسلوك في مسجد قرية بيارة على الرغم من ضيق البناء وكثرة الزحام مما شجعه على بناء التكية المذكورة وفي سنة الف وثلاثمائة وعشر خطب له والده المبجل كريمة الحاج الشيخ محمد صادق الوزيري الساكن في قرية (سولاوا) التابعة لمنطقة هورامان ايران، وهي السيدة نوري جان وفي نفس السنة أمر والده ضياء الدين، قدس سره، باقامة حفلة دينية مباركة بقراعة القران الكريم والصلوات على حضرة حبيبنا وسيدنا محمد صلى الله عليه ال وسلم، وتلك لتخريج شيخنا المرحوم علاء الدين مع اخيه المرحوم الشيخ نجم الدين واجازتهما الارشاد وتربية المريدين حسب الاصول المتعارفة آنذاك
صفحة ١٦
============================================================
وما سمعته من شيخي المرحوم ان والده ضياء الدين آمره بالحضور امام خليفته الشيخ ملا خضر ليتوجه اليه وذلك في ليلة يوم الاجازة . وفعلا جاءه الخليفة واشتغل بالتوجهات الروحية اليه بعد العشاء الى قرب طلوع الصبح حتى جاه والده ينفسه وجلس عنده فتوجها اليه الى طلوع الصبح، فاستبشر الوالد وقال: الحمد لله الذي عافانا من القاءات الشيطان الى القلب في هذه المرحلة الاخيرة، ثم قال له : * يا بني أبشرك بانك الان نجوت من تسلط النفس والشيطان، . وهذا المقام يسمى عند اهل الطريق بمقام (البقاء بعد الفناء)، وتطبق على اصحاب هذا المقام الآية الكريمة (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) ثم بقي شيخي المرحوم مع اخيه المرحوم الشيخ نجم الدين مشتغلين بتربية المريدين والقاء التوجهات اليهم في ظل والدهما الجليل، قدس سره. ورزقه الله تعالى ابناء وبنات، من جملة ابناءه الكرام ابنه الارشد الشيخ عثمان الدي ولد سنة الف وثلاثماثة واربع عشرة الهجرية . وسياتي ذكره اكثر تفصيلا في القبس الرابع ان شاء الله .
وفي سنة الف وثلاثمائة وخمس عشرة رزق بابنه الثاني محمد خالد . وبقي هومداوما على الاذكار والاوراد والانشغال بأداب الطريقة تحت رعاية والده ضياء الدين. وبعد انتقال الوالد المبجل الى جوار ربه الرحيم، راضيا مرضيا محفوفا بالانوار الربانية، سنة الف وثلاثماثة وثماني عشرة الهجرية استقر اخوه المرحوم الشيخ تجم الدين في محل والده مرشدا في بيارة. وانتقل شيخي الى قرية (دهره شيش) قرب قصبة حلبجة واستقر فيها مشغولا بالارشاد. وينى في هذه القرية سنة الف وثلاثماثة وتسع عشرة دارا لسكناه وتكية للمريدين واشتغل بخدمة المسلمين وفي سنة الف وثلاثمائة وعشرين اقترح اصهاره في هورامان ايران ان ينتقل اليهم فلبى دعوتهم وانتقل الى قرية (سولاوا) البعيدة عن بيارة مسافة اثنتي عشرة ساعة مشيا على الاقدام، واستقر فيها مع اهله واولاده منصرفا الى ارشاد السالكين وخدمة المسلمين وفي سنة الف وثلاثمائة وثلاث وعشرين ترجى منه بعض الوجهاء في المنطقة ان ينتقل الى قرية (دوورووه) المقابلة للقرية السابقة والقريبة منها فانتقل اليها وبنى بها تكية ومدرسة اضافة الى غرف للزائرين. كما ينى قرب التكية دارا لنفسه، ومد ساقية من النهر الكبير لسقي المزارع والبساتين واشتغل كعادته بالارشاد وخدمة العلم والدين والجهد في اصلاح شؤون المسلمين ويقي هناك الى سنة الف وثلاثمائة وثمان وعشرين. وفي هذه السنة تألم
صفحة ١٧
============================================================
من بعض الاحداث فانتقل منها الى قرية (باشماق) قرب قضاء بنجوين وبفي فيها سنة، ثم ترجاه وجهاء هورامان ان يعود الى مكانه السابق ليستفيدوا من وجوده وجهوده هناك فرجع وزاد على ما سبق خدماته للعلم والدين الى ان دخلت السنة الثالثة والثلاثون بعد الالف والثلائمائة الهجرية المصادفة لسنة الف وتسعمائة واربع عشرة الميلادية حيث ابلنت الحرب العالمية الاولى فاضطربت الديار وغات الاسعار وعم القحط والدمار غتلف الاقطار. عند ذلك شمر الشيخ عن ساعد الجد في خدمة المسلمين وطلاب علوم الدين، فرعى المدرسة وطلابها ومدرسيها كما رغى السالكين في التكية والمسلمين والفقراء الماتجثين اليها من مختلف الاماكن بما لديه من المال والحال والامكانيات رغم كونها محدودة الى ان كشف الله الغلاء والبلاء واسنهلت سنة الف وثلاثماثة وسبع وثلاثين الهجرية وفي عاشر شهر محرم الحرام من نفس السنة انتقل الى جوار ربه اخوه المرحوم المبرور الشيخ نجم الدين الذي حل محل والده في تكية بيارة مرشدا؛ فسافر شيخنا المرحوم من زدوروه) الى بيارة لحضور مجلس الفاتحة المقام على روح اخيه ومكث هناك شهرا ليرجع بعده الى حله مواظبا على ما كان عليه من خدمة الدين وارشاد المسلمين الى سنة الف وثلائمائة وتسع وثلاثين الهجرية حيث رجع الى تكية (بيارة) مركزهم الاصلي لخلوها من المرشد والمدرس ومن يقوم بواجبها فاستقر بها مرشدا متمكنا من ادارتها واجتمع حوله المريدون والسالكون واتوه من كل حدب وصوب، فجدد وضع الارشاد وتوجيه العباد الى الله تعالى، واستفاد كثير من الناس من البركات والاذكار والطاعات وكسب العلوم الدينية من اهل العلم والتدريس المقيمين فيها، وبذل قصارى جهده في هذا المضمار الى ان وافاه الاجل المحتوم سنة الف وثلاثمائة وثلاث وسبعين هجرية، فكانت مدة اقامته وارشاده في خانقاه بيارة بعد وفاة اخيه المرحوم نجم الدين خمسا وثلاثين سنة قمرية. وكان عمره الشريف قد بلغ ثلاثا وتسعين سنة قمرية . ودفن بجوار حضرة والده ضياء الدين واخيه نجم الدين تقمدهم الله برحمته الواسعة واسكنهم فسيح جنته امين
صفحة ١٨
============================================================
القبس الرابع أهله وأولاده عندما اتتقل مولانا عمر ضياء الدين الى بيارة واستقر بها مع أهله وأولاده كان عمر سيدنا الشيخ علاء الدين عشرين عاما. ولما بلغ الثامنة والعشرين تروج من المزحومة توري جان كريمة الحاج الشيخ محمد صادق الوزيري فأتجبت له ولدين وخمس بنات واكبر الولدين هو محمد عثمان الذي ولد سنة الف وثلاثماثة واربع عشرة، وسماه عثمان على اسم جده الكبير الشيخ عثمان سراج الدين، وكانت هذه التسمية بامر والده ضياء الدين، وهذا الامر بناء على اشارة من والده المرحوم عثمان سراج الدين بالمكاشفة، مبشرا اياه بأن ولده هذا صاحب مقام الخلافة والنيابة في العاثلة العثمانية. واني رأيت كتابا حاويا لهذا المعنى بخط حضرة الشيخ عمر ضياء الدين الى شيخي علاء الدين في خارج بيارة حيث ولد الشيخ عثمان هناك وقد تحقق ما أفاده جده فأصبح صاحب المقام بعد وفاة والده واجتمع عنده متتسبو والده علاء الدين علاوة على من انتسب عليه مباشرة من المسلمين وكان له دور في خدمة العلم وارشاد الطالبين وغير ذلك من المنافع، وهوحي يرزق عند كتابة هذه الكلمات وثاني ابنيه من المرحومة نوري جان هو الشيخ محمد خالد المشهور بمولانا وله مكانته الخاصة لدى أصدقائه ومحبيه من الذين يكبرون فيه هدوهه ورزانته وخلقه الرفيع، وهو ايضا حي يرزق عند كتابة هذه الكلمات. واما البنات الخس فهن (آمنة وفاطمة وثويبة وحميدة وحسيبة) وفي سنة الف وثلاثمائة واحدى وثلاثين هجرية انتقلت الى رحمة الله المرحومة نوري جان ثم تزوج شيخي المرحومة (زبيدة) كريمة مصطفى خان الباوهجاني، وأنجبت له اربعة بنين وثلاث بنات. اما البنون فهم بالترتيب: عزالدين وقد توفي صغيرا ثم محمد زاهد الذي ولد في (بيارة) سنة الف وثلاثمائة وواحدة واربعين هجرية وكان انسانا لطيفا وذكيا. عاش وتزوج وله اولاد، ثم توفي، رحمه الله، وعمره حوالي ثلاث وستين سنه ثم أحمد مختار، وهوفي وقت تحرير هذه الكلمات حي يرزق. ثم عمد نوري الذي توفي، وهو بعد في مقتبل العمر، بعد ان تزوج. ولهذين الولدين أولاد موجودون الآن . واما البنات الثلاث فهن المرحومة نجيبة وحفصة وعافية والاخيرتان في قيد الحياة عند كتابة هذه الكلمات: وفي سنة الف وثلاثمائة وثمان وثلاثين تزوج شيخي ، رحمه الله، بنت احد الشيوخ
صفحة ١٩
============================================================
وانجبت له ولدا اسمه محمد ثم توفيت بعد اشهر قليلة. واما الشيخ محمد فهو حي يرزق الآن وله مكانته. وفي سنة الف وثلاثمائة وتسع وثلاثين غادر شيخي، رحمه الله، قرية (دوورووه) عائدا الى بيارة مركزهم الاصلي ليستقر فيها مرشدا للسالكين وخادما للدين كما سبق ذكر ذلك قبل قليل. ثم سافرسنة الف وثلاثمائة واحدى واربعين الى بغداد ومنها الى بلدة (دير الزور) في سورية، ونزل ضيفا على الابن الأرشد لخليفة والده الحاج الشيخ احمد العزي ، وهو الشيخ عبدالله احرار العزي النقشبندي. ويقي هناك اشهرا وتزوج بنت الشيخ احمد المرحومة السيدة (رابعة ) وجاء بها الى بيارة وانجبت له ثلاثة بنين وبنتا واحدة اما البنون فهم الشيخ امين النقشبندي المعني بنشر هذه الرسالة، والمحامي ثابت النقشبندي والدكتور مظهر النقشبندي، واما البنت فهي السيدة اديبة والكل أحياء عند كتابة هذه الكلمات وفي سنة الف وثلاثمائة واربع واربعين الهجرية تزوج السيدة ناهيدة كريمة علي خان الشرفبياني، وانجبت له ابنين وثلاث بنات اما ابناه فهما عبدالحميد وقد توفي صغيرا ومحمد ناجي وهو الان حي يرزق واما البنات فهن السيدات سلمى ولطفية وخاتمة. وقد توفيت هذه الاخيرة في صغرها . واما الاوليتان فباقيتان عند كتابة هذه الكلمات: وفي تلك السنة نفسها تخرجت انا من دراسة العلوم الدينية على يد استاذي وسيدي الشيخ عمر ابن القرداغي واخذت منه الاجازة العلمية، نور الله ضريحه، وجزاه الله عني خير الجزاء، وذلك في بلدة السليمانية. وتعينت مدرسا في قرية (نرگسه جار) غربي قضاء حلبجة المتروكة الأن بسبب انشاء بحيرة (دربندخان) . واثناء انشغالي بالتدريس هناك سمعت بجيء شيخي ومرشدي علاء الدين الى جبال (شميران) وانه في مصيف (پلكزي) في قرية (بان خوشك) فذهبت مع طلابي لزيارته هناك وبقينا ملازمين حضرته حوالي عشرة ايام فتمتعنا ببركاته والطافه. وكان حوله كثيرون من مريديه ومنتسييه؛ منهم احد خلفائه وهو الحاج السيد توفيق الناصري التكريي، ومنهم الملا السيد حسين القلبي وكنت في حضرة الشيخ اذ جاءه احد مريديه وهو المرحوم الملا عبد الله بن الملا عيسى واقترح عليه ان يزوجني بنته المرحومة آمنة فوافق حضرته مسرورا والتزم مشكورا بتهيئة لوازم حفلة العقد ووقى بها على احسن وجه فتزوجتها ووهب الله لي منها ابني فاتحا في الثالث من رجب سنة (1345) الهجرية
صفحة ٢٠