إن للاشتراكية معنيين؛ الأول: انمحاء طبيعة الملك الفردي، واعتبار أن كل ما يملكه الإنسان يمكن أن يكون ملكا لغيره.
الثاني: أن يعتبر الإنسان نفسه مساويا للآخرين، وأنه خادم للمجموع وحجر في البناء العام.
والأول والثاني صفتان من صفات القطيع الآدمي.
فإذا اطمأن الإنسان إلى أن للغريزة صفة العموم وأن هذه الصفة لا تموت اطمأن إلى أن غريزة القطيع باقية في الأعماق تعمل عملها وإن تغيرت المظاهر والأزياء، ولقد ذكر «ريفرز» بمناسبة غريزة الملك أنه تحدث مع أحد أفراد القبائل الأبوزنجية عن أحواله العامة ففهم منه أن ما يصيده ويكسبه هو ملك للجميع، ولما عرف ذلك الإنسان البدائي أن «ريفرز» يقتصد لنفسه ويودع في البنك ... إلخ. أخذ يقهقه ساخرا. ما من جدال في أنه فوق صفة العموم في الغريزة فإن لها صفة أخرى أشد أهمية ألا وهي قدرتها على المرونة والتكييف، ولقد عارض «ريفرز» ما قرره «والاس» عن الميراث الاجتماعي، وصرح في جرأة أن الوراثة تشمل من ناحية الغريزة ما هو مكتسب وما هو غير مكتسب، وهذا مبدأ خطير جدا وحديث جدا، لقد بالغ فيه علماء الروس وقالوا: إننا نرث من آبائنا حتى المهارة اليدوية، ولكن المهم أن الغريزة تتهذب وتترقى، ونحن نرثها برقيها وتهذيبها، وعاد «ريفرز» يضرب مثلا على ما جرى لغريزة القطيع، فأخذ أولا يدلل على وجودها بشكل قاطع كأساس في طبيعة العقل البشري السليم، فإن العقل إذا اختل كان أول مظاهر اختلاله الخروج على نظام القطيع والثورة على التقاليد المعروفة.
ثم عاد يقارن بين القطيع الآدمي من قديم، والقطيع الآدمي الحديث ليرسي علم الحكم على قواعد لا تنهار.
فهو يقسم القطيع إلى قيادي ولا قيادي والأخير شائع جدا في الحيوانات؛ فهناك من القطعان ما يسير في جماعات لا رئيس لها ، ولكنها تعيش وتنمو وتتكاثر وتدافع عن نفسها وتهاجم على سياق جيد رائع.
فهذه القطعان تعمل عملها بواسطة الإيحاء
Suggestion ، والإيحاء يتكون من ثلاثة عناصر؛ التعاطف والبصيرة والتقليد.
ولما كانت الطبيعة البشرية تقذف بنماذج جديدة بين آن وآخر
Varriation .
صفحة غير معروفة