رسالة الألفة بين المسلمين
محقق
عبد الفتاح أبو غدة
الناشر
دار البشائر الإسلامية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٧ هجري
مكان النشر
حلب
وقال: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ﴾(١).
وقال: ﴿لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾(٢).
المحافظةُ على الجماعة
من أعظم أصول الإسلام
وهذا الأصلُ العظيم - وهو الاعتصامُ بحبل الله جميعاً وأن لا يتفرقوا - هو مِن أعظم أصول الإسلام، ومما عَظَّمَتْ وصيةُ الله تعالى به في كتابه، ومما عَظَّمَ ذَمَّه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرِهم، ومما عَظُمت به وصيةُ النبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في مواطنَ عامةٍ وخاصَّةٍ، مثلُ:
قولِهِ: ((عليكم بالجماعة، فإنَّ يدَ الله على الجماعة))(٣).
(١) من سورة الحُجُرات، الآية ١٠.
(٢) من سورة النساء، الآية ١١٤.
(٣) اختُلِف في المعنِّي بالجماعة هنا على أقوال، فقيل: الجماعةُ هي السوادُ الأعظم، أي جُمهور الناس. وقيل: هم الصحابة دُونَ من بعدهم. وقيل: هم أهل العلم، لأن الله تعالى جعلهم حجةً على الخلق، والناسُ تبعٌ لهم في أمر الدين.
قال عبد الفتاح: وهذا القول هو أرجح الأقوال وأصحها، والمرادُ بأهل العلم: العلماء الكبار النبهاء، الموثوقُ بدينهم وعلمهم وصلاحهم، وحصافةِ رأيهم وحسنِ تبصرهم في عواقب الأمور، وليسوا أهل جَزَع ولا طمع، إذا قامت الفتنة، لهم من دينهم وعلمهم وبصيرتهم ورباطة جأشهم على الحق نورٌ وبرهان، ولهم من الله عون وسلطان، فهؤلاء هم الجماعة التي يجب على المسلم التزامُها والكينونةُ معها، والله الهادي سواءَ السبيل.
والأقوال المذكورة في تعيين الجماعة نقلها الحافظ ابن حجر في ((فتح الباري)) =
27