ومن شأن النفوس الملالة لما طال عليها، وكثر عندها. فليس لنا أن نكون من الأعوان على ذلك، ومن الجاهلين بما عليه طبائع البشر؛ فإن أقواهم ضعيف، وأنشطهم سؤوم؛ وإن كانت حالاتهم متفاوتة فإن الضعف لهم شامل، وعليهم غالب.
فإذا قرأ عليك - أيدك الله - هذا الكتاب التمسنا أوقات الجمام وساعات الفراغ، بقدر ما يمكن من ذلك ويتهيأ. والله الموفق لذلك، والمهيأ له. ثم أتبعنا كل كتاب بما يليه إن شاء الله.
وليست بحمد الله من باب الطفرة والمداخلة، ولا من باب الجوهر والعرض، بل كلها في الكتاب والسنة، وبجميع الأمة إليها أعظم الحاجة.
ثم نسأل الذي عرفنا فضلك، أن يصل حبلنا بحبلك، وأن يجعلنا من صالحي أعوانك، المستمعين منك، والناظرين معك؛ وأن يحسن في عينك ويزين في سمعك، ما تقربنا به إليك، والتمسنا الدنو منك، إنه قريب مجيب، فعال لما يريد.
أطال الله بقاءك، وأتم نعمته عليك، وكرامته لك في الدنيا والآخرة.
صفحة ٣١٩