مر بطاعة الله وأحبب عليها، وانه عن معاصي الله وأبغض عليها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر فإنه ما هلك من كان قبلكم إلا بتركهم النهي عن المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار، فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم الذي نزل بهم، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقدم أجلا ولا يقطع رزقا).
أحسن إلى من خولك الله تعالى، واشكر تفضيله إياك عليهم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي فانصرف وقال : (أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا عليه ملك ساجد، فمن كان له خول فليحسن إليهم، ومن كره فليستبدل، ولا تعذبوا خلق الله).
الزم الأدب فيمن وليت أمر أدبه ومن يجب عليك النظر في أمره، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للفضل بن العباس : (لا ترفع عصاك عن أهلك، وأخفهم في الله عز وجل).
لا تستسلم إلى الناس واستهدهم في طاعة الله، لا تغمص الناس واخفض لهم جناحك فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ألا أحدثكم بوصية نوح صلى الله عليه وسلم ابنه، قال : آمرك باثنتين وأنهاك عن اثنتين، آمرك بقول لا إله إلا الله فإنها لو كانت في كفة والسماوات والأرض في كفة وزنتهما، ولو كانتا حلقة قصمتها، وآمرك أن تقول: سبحان الله وبحمده فإنهما عبادة الخلق وبها يعطون أرزاقهم، وإنهما يكثران لمن قالهما الولوج على الله عز وجل؛ وأنهاك عن الشرك والكبر، فإن الله محتجب منهما، فقال له بعض أصحابه : أمن الكبر أن يكون لي الدابة النجيبة؟ قال : لا، قال أمن الكبر أن يكون لي الثوب الحسن؟ قال: لا، قال: أمن الكبر أن يكون لي الطعام أجمع عليه الناس؟ قال : لا، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمص الخلق ).
صفحة ٤