أدب أهلك وولدك ومن وليت أمره واحملهم على خلقك وأدبك حتى يتأدبوا على ما أنت عليه فيكونوا لك أعوانا على طاعة الله فإنه بلغني عن ابن مسعود أنه قال:( كل مؤدب يحب أن يؤخذ بأدبه وإن أدب الله هو القرآن ).
إذا استشارك أحد فإن شئت فأشر واجتهد رأيك وإن شئت فأمسك عن المشورة فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( المستشار بالخيار إن شاء تكلم وإن شاء سكت)
لا تفش على أحد سرا أفشاه إليك فإنما هي أمانة استودعكها وائتمنك عليها إلا أن يكون إفشاؤه خيرا له في دنياه وآخرته فأفشه عليه وانصحه فيه فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( من حق المسلم على المسلم إذا استنصحه أن ينصحه )، تفقد من أخيك حقوقه عليك فإنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( حقوق المسلم على المسلم ستة يحييه إذا لقيه ويشمته إذا عطس ويجيبه إذا دعاه وينصحه إذا استنصحه ويعوده إذا مرض ويشهده إذا مات ).
إذا تعلمت علما من طاعة الله فلير عليك أثره ولير فيك سمته، وتعلم للذي تعمله، وتعلم له السكينة والحلم والوقار، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما انضم شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم) وقال:( العلماء ورثة الأنبياء ).
اردد جواب الكتاب على كل أحد كتب إليك فإنما هو كرد السلام وقد قال عز وجل {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا }النساء86، وبلغني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:( أرى رجع الجواب على حقا كما أرى رجع السلام).
الزم الحياء فإنه خلق الإسلام وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء).
صفحة ١٥