اصبر على ما أصابك من فجائع الدنيا وأحزانها فإن الله عز وجل يقول: {قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب }الزمر10 ، وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد).
لا تمارين أحدا وإن كنت محقا فإنه بلغني أن قول الله عز وجل( فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) أنه المراء.
إذا هممت بأمر من أمور الدنيا ففكر في عاقبته فإن وجدت ثواب الله عز وجل فأمضه وإن خفت عقوبة الله فيه فانته عنه فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا هممت بأمر من أمور الدنيا ففكر في عاقبته فإن كان رشدا فأمضه وإن كان غيا فانته عنه).
إياك والتجرد خاليا فإنه ينبغي لك أن تستحيي من الله إذا خلوت وإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان له أجير في إبل له فخرج إليها فوجده عريانا فقال له: كم لك عندنا؟ فقال: وما لي يا رسول الله ألم أحسن الرعاية والولاية؟ قال صلى الله عليه وسلم:( لا أحب أن يلي لي شيئا من لا يستحيي من الله إذا خلا)، وإياك أن تدخل الحمام والماء إلا بإزار ولا يدخل معك أحد الحمام إلا بإزار وأنت تقدر على ذلك فإن لم تقدر فغض طرفك عن كل أحد كان مكشوفا فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل الحمام إلا بمئزر).
أفش السلام، وإن استطعت أن لا يسبقك أحد إليه فافعل تعط بذلك فضلا على الناس، وقد بلغني عن ابن مسعود أنه قال: ( السلام اسم من أسماء الله عز وجل وضعه فيكم فأفشوه بينكم فإن الرجل إذا سلم على أخيه المسلم كتبت له عشر حسنات ).
صفحة ١٤