رسالة في تسليم البنت إلى الأب أو الأم

ابن تيمية ت. 728 هجري
22

رسالة في تسليم البنت إلى الأب أو الأم

محقق

سعد الدين بن محمد الكبي

الناشر

مكتبة المعارف

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣١ هجري

مكان النشر

الرياض

التخيير. ولأن القصد بالكفالة الحفظ للولد، والمميز أعرف بحفظه فيرجع إليه. وله بعد الاختيار لأحدهما أن يتحول إلى الآخر، وإن تكرر منه ذلك، لأنه قد يظهر له الأمر على خلاف ما ظنه. ولا تمنع الأم زيارة ولديها على العادة كيوم في أيام، والأم أولى بتمريض بنتها عند الأب إن رضي الأب وإلا فعندها، ويحترز عن الخلوة. وإن اختار الصبي أمه فيكون عندها ليلاً وعند أبيه نهاراً ليعلمه الأمور الدينية والدنيوية على ما يليق به. يقال: الأدب على الآباء والصلاح على الله تعالى.

وإن اختارت البنت أمها، فتكون عندها ليلاً ونهاراً، ويزورها الأب، وإن اختارهما مميز أقرع بينهما ويكون عند من خرجت قرعته منهما.

فإن لم يختر واحداً منهما فالأم أولى، لأن الحضانة لها ولم يختر غيرها.

الحنابلة(١):ومذهب الحنابلة في ذلك كمذهب الشافعية، يقولون بتخيير الولد فقط عند سن التمييز، إلا أنهم ذكروا شرطين للتخيير، فقالوا: وإنما يخير الغلام بشرطين:

(١) المغني لابن قدامة المقدسي (٤١٥/١١ - ٤١٧).

22