كيف حال عمار بن ياسر؟ قال: حاص حيصة، ثم رجع" هذا العموم المؤكد يقتضي ارتداد علي وأهل البيت وهم لا يقولون بذلك، وهذا هدم لأساس الدين لأن أساسه القرآن والحديث، فإذا فرض ارتداد من أخذ من النبي ﷺ إلا النفر الذين لا يبلغ خبرهم التواتر، وقع الشك في القرآن والأحاديث، نعوذ بالله من اعتقاد يوجب هدم الدين. وقد اتخذ الملاحدة كلام هؤلاء الرافضة حجة لهم فقالوا: كيف يقول الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ ١ وقد ارتدوا بعد وفاة نبيهم إلا نحو خمسة أو ستة أنفس منهم، لامتناعهم من تقديم أبي بكر على علي وهو الموصى به. فانظر إلى كلام هذا الملحد تجده من كلام الرافضة، فهؤلاء أشد ضررا على الدين من اليهود والنصارى. وفي هذه الهفوة الفساد من وجوه: فإنها توجب إبطال الدين والشك فيه، وتجوز كتمان ما عورض به القرآن، وتجوز تغيير القرآن، وتخالف قوله تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ٢، وقوله تعالى: ﴿رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ﴾ ٣، وقوله فيمن آمن قبل الفتح وبعده: ﴿وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾ ٤، وقوله في حق المهاجرين والأنصار ﴿أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ ٥، ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ٦، وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ
_________
١ سورة آل عمران آية: ١١٠.
٢ سورة الفتح آية: ١٨.
٣ سورة المائدة آية: ١١٩.
٤ سورة النساء آية: ٩٥.
٥ سورة الحجرات آية: ١٥.
٦ سورة البقرة آية: ٥.
1 / 13