لمؤمن أن يقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام رضي بذلك أو أحبه بل من تفوه بهذا كان من المرتدين وكيف يرضى مؤمن بمخالفة مولاه وهل لأحد شئ مع الله نعم هو واقع بإرادته تعالى كما هو مذهب أهل السنة ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وأما قولهم من أين لنا أنهم ماتوا على الإسلام فهو قول خبيث يجر لقائله الوبال والوقوع في مهاوي البهتان والضلال إذ ذاك يجره إلى الشك في نفي الصحبة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقول هذا الخبيث من أين علمتم أنهم ماتوا على الإسلام فإن أقر بموجب هذه المقالة قلنا له يا خاسر الدين يا عدو خاصة المسلمين هم نجوم الإسلام ومصابيحه بشهادة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فقد ألزمت نفسك الشك في بقائهم على أكمل الحالات بعد الموت فحرمت بركة أنوارهم وأسرارهم وفاتك من الخيرات أعظم فوت وإن قال كلامي في غير هذه العصابة المرضية قلنا له أي فرق وهم سادات الأولياء وأعاظمهم بغير مرية بل ربما جره إلى الكفر والعياذ بالله بأن يصرح في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بتلك العبارة الشنيعة فما أقبح ذلك الخبيث وأقل حياءه وهو لو قيل له لا نصلي عليك بعد موتك ولا ندفنك في مقابر أهل الإسلام لتقطع غيظا واستشاط غضبا وامتلأ سما من ذلك الكلام وكيف يصلى على من لا يدري هل من مات على الكفر أو الإيمان وهو مقر بذلك على غيره أفلا يسلم ذلك في نفسه وهو بزعمه من أهل الايقان فإن لم يرض بذلك لنفسه فيكف يتجارى على من غمر رضا الله في رمسه ومما يكذبه صريحا أمره عليه الصلاة والسلام بزيارة القبور على العموم ولم يقل لا تزوروا إلا من تحققتم موته على الإسلام ومما يجري على ألسنة تلك الجماعة في استدلالهم على منع زيارة الأولياء وأهل الطاعة قوله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا وقد أخطأوا في فهم المراد منه فقد قال الشهاب الخفاجي الحنفي في شرحه على الشفاء الصحيح
صفحة ٨