هذه رسالة في إثبات كرامات الأولياء للعلامة الأوحد والفهامة الأمجد * (شهاب الدين أحمد بن أحمد السجاعي) * رحمه الله ونفعنا به والمسلمين آمين م
صفحة ١
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي نصب لدينه من ذب عنه الرعاع وأزال بنور الحق ظلام الباطل وإن كاد لكثرة أهله يملأ سائر البقاع والصلاة والسلام على سيد الأنبياء بلا نزاع سيدنا ومولانا محمد صاحب المعجزات التي فاقت ضياء الشمس والقمر في الشعاع وعلى آله وأصحابه أولي الكرمات في الحياة وبعد الممات المشاهدات لمن فارق الابتداع وعلى التابعين وتابع التابعين لهم بإحسان وعلى من خالف هوى النفس فرجع إلى الحق وما ارتاع آمين * (أما بعد) * فيقول راجي من مولاه حسن المساعي أحمد ابن الشيخ أحمد السجاعي الشافعي الأحمدي إن السنة المحمدية المشرفة المحمية لما صارت غريبة عزيرة في هذه الأزمان المتأخرة الردية كثر أهل البدع وتكلموا بفاسد الاعتقاد وأوهموا الجاهلين أنها أمور حقية فضلوا وأضلوا وباءوا من الله بالطرد والإبعاد وأكثر ما يقع ذلك منهم في المجالس المظلمة بظلام الظلم وحب الدنيا للقوم الجاهلين قصدا لصيدهم حطامها الفاني فبئس ما قدمت لهم أنفسهم وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا عالمين فما تكلم به قوم رعاع وأذاعوه فأورثهم الحرمان وسوء الابتداع إنكار كرامات الأولياء أحياء وأمواتا ومنها إنكارهم على المسلمين زيارة الأولياء كقطب الأقطاب السيد البدوي واعتراضهم عليه بما يقع فيه من المخالفات لرب الأرباب ومنها وهو أشنع مما قبله قولهم من أين لنا أنهم ماتوا على الإسلام ومنها تكفيرهم الوليين العظيمين الجليلين القطب الكبير سيدي محيي الدين بن عربي والقطب
صفحة ٢
الجليل سيدي عمر بن الفارض نفعنا الله بهم آمين وقد سئلت في إظهار إبطال هذه الدعاوى التي ليست خافية على من له نور بصيرة من أهل الإيمان بالأدلة الواضحة التي هي كالشمس في رابعة النهار فأحببت الدخول في سلك السنة النبوية ورجوت بركة كرامات أولياء الله تعالى والنجاة من عذاب الدنيا وعذاب النار فقلت أما كرامات الأولياء فاعلم أن الكرامات جمع كرامة وهي أمر خارق للعادة غير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها يظهر على يد عبد ظاهر الصلاح ملتزم لمتابعة نبي كاف بشريعته مصحوب بصحيح الاعتقاد والعمل الصالح علم بها أو لم يعلم فتمتاز بعدم الاقتران المذكور عن المعجزة فلا تلتبس بها وبنفي مقدمتها عن الارهاص وهو ما يظهر على يد الأنبياء قبل النبوة كتظليل الغمام لنبينا صلى الله عليه وسلم وبظهور الصلاح عما يسمى معونة كما يظهر على يد بعض عوام المسلمين تخليصا لهم من المحن والمكاره وبالتزام متابعة نبي الخ عن الخوارق المؤكدة لكذب الكاذبين وتسمى إهانة كبصق مسيلمة بكسر اللام في بئر عذبة الماء ليزداد ماؤها حلاوة فصار ملحا أجاجا وبالمصحوبية بصحيح الاعتقاد الخ عن الاستدراج كما خرج السحر عن جهات عدة ودليل الجواز أن ظهور الخارق أمر ممكن في نفسه وكل ما هو كذلك فهو صالح لشمول القدرة لإيجاده ودليل ذلك الأمر وإمكانه أنه لا يلزم من فرض وقوعه محال ودليل الوقوع ما جاء في الكتاب العزيز من قصة مريم عليها السلام وولادتها عيسى على نبينا وعليه وعلى سائر الأنبياء الصلاة والسلام من غير زوج مع كفالة زكريا لها عليه الصلاة والسلام وكان لا يدخل عليها غيره وإذا خرج من عندها أغلق عليها سبعة أبواب وكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ومن قصة آصف وإتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد طرف سليمان عليه السلام وقد تواتر وقوع الكرامات من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقتنا هذا وقد أطال العلامة اللفاني وولده
صفحة ٣
الكلام على ذلك عند قوله في جوهرته وأثبتن للأولياء الكرامة * ومن نفاها إنبذن كلامه أي لطرح كلام من بنفيها من المعتزلة ومن جرى على طريقتهم وقد قال قال العلامة النسفي في عقائده كرامات الأولياء حق فتظهر الكرامة على طريق نقض العادة للولي من قطع المسافة البعيدة في المدة القليلة وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة والمشي على الماء وفي الهواء وكلام الجماد والعجماء وغير ذلك من الأشياء ويكون ذلك معجزة للرسول الذي ظهرت هذه الكرامة لواحد من أمته لأنه ظهر بها أنه ولي ولا يكون وليا إلا إذا كان محقا في ديانته برسالة رسوله انتهى وقد أقره شارحه سعد الدين وغيره من أئمة أهل السنة أسعد الله جميعهم وخذل أعداءهم إذا علمت هذا اتضح لك أن الفاعل للكرامات كالمعجزات إنما هو الله تعالى وحده لكن أظهرها الله سبحانه وتعالى على أيدي أهل طاعته الموصوفين بما تقدم إكراما لهم وإذلالا لمنازعيهم وخصمائهم وليس لهم في ذلك اكتساب ولا لهم على ذلك اقتدار فمن نسب لهم في ذلك فعلا فقد ضل وحاد عن الطريق المستقيم إذ مذهب أهل السنة والجماعة أن العبد لا يخلق شيئا من الأفعال بل المنفرد بالخلق والإيجاد هو الله الفاعل المختار وحينئذ لا فرق في إظهارها على يد أحد منهم بين كونه حيا أو ميتا وإنكار أهل الجهل والبهتان وقوعها على يد الأموات لاعتقادهم الفاسد أن الفاعل هو صاحب الكرامة وقد علمت بطلانه وأنه مبنى على قاعدة أهل الاعتزال والملامة ومن المشاهد المحسوس حفظ الله تعالى لمن أراد زيارتهم بحسن إخلاص واعتقاد صحيح من شر الأعداء المراقبين له ومن قطاع الطريق فلا يقع خلاف ذلك إلا نادرا فهذه كرامة عظمي وأما ما يقع من الإنس الباطني والإشراق الظاهري وحسن الحال لمن ذكر فأمر يعرفه من ذاقه من أهل الايقان ولا ينكره إلا المحروم المطرود عن باب الفضل
صفحة ٤
والإحسان قال المحقق الشهاب ابن حجر في فتاويه ما نصه وجاء عن المشايخ العارفين والأئمة الوارثين أنهم قالوا أقل عقوبة المنكر على العارفين حرمان بركاتهم قالوا ويخشى عليه سوء الخاتمة نعوذ بالله من سوء القضاء وقال بعض العافين من رأيتموه يؤذي الأولياء وينكر مواهب الأصفياء فاعلموا أنه محارب لله مبعود مطرود عن حقيقة قرب الله وقال الإمام المجمع على جلالته وإمامته أبو تراب النخشبي رضي الله عنه إذا ألف القلب الإعراض عن الله صحبته الوقيعة في أولياء الله تعالى وقال الإمام العارف شاه ابن شجاع الكرماني ما تعبد متعبد بأكثر من التحبب إلى أولياء الله لأن محبتهم دليل على محبة الله عز وجل ا ه ويكفى في عقوبة المنكر على الأولياء قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح القدسي من آذى لي وليا فقد آذنته بالحرب أي أعلمته أني محارب له ومن حارب الله لا يفلح أبدا قال العلماء لم يحارب الله عاصيا إلا المنكر على الأولياء وآكل الربا وكل منهما يخشى عليه خشية قريبة جدا من سوء الخاتمة إذ لا يحارب الله إلا كافرا ا ه قلت ومن أذية أولياء الله إيقاع المعاصي كالغيبة والنميمة وسائر المحرمات بأمكنتهم وكثرة اللغط فيها بغير ذكر الله المصحوب بخشيته تعالى نسأله سبحانه وتعالى بهم الحفظ من جميع المكاره ونسأله من فضله الدخول في حزبهم إلى أن نلقاه تعالى وهو راض عنا آمين وإذ قد سمعت كل ما سبق فهمت أنه لا اعتراض عليهم بشئ مما يقع في أمكنتهم من آحاد الناس ولنضرب مثالا كالشمس المنيرة لا يصد عنه إلا أعمى البصر أو البصيرة هو أن بعض الأموات من آحاد الناس يبالغ أهله في التجهيز والتكفين وفي تشريف قبره وإظهاره بين المسلمين فهل يسوغ لعاقل أن ينسب للميت شيئا من ذلك أو يلوم عليه فيما يقع هنالك والحاصل أن الله قد أكرم أحبابه في الحياة وبعد الممات فهو الفاعل جل جلاله لا غيره من سائر الممكنات ومن المقرر عند السادة الأعلام أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي وهو ادعاء النبوة
صفحة ٥
فاعرف المقام وأما إنكار أهل الضلال زيارة أهل الله الواصلين لكل كمال فهو زيادة في الحرمان لما ورد عن سيد ولد عدنان صلى الله عليه وسلم من طلب زيارة قبور المسلمين على الاطلاق فما بالك بزيارة أهل الله وخاصته ولا سيما أهل بيت المصطفى المطلوب زيادة إكرامهم بالاتفاق وقد قال مولانا سبحانه في كتابه العزيز قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى قال أهل التفسير المعنى لا أطلب على ما أتعاطاه من التبليغ والبشارة نفعا إلا أن تودوا قرابتي روى أنها لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال على وفاطمة وابناهما ذكر ذلك البيضاوي وقيل في الآية غير ذلك وطلب مودتهم لا يختص بحال الحياة ثم قال صاحب الحصن الحصين وجربت استجابة الدعاء عند قبور الصالحين بشروط معروفة وقال العارف بالله تعالى سيدي محمد بن عبد القادر الفاسي وقد كان الإمام الشافعي بقول قبر موسى الكاظم الترياق المجرب قال العارف بالله أحمد زروق قال أبو عبد الله وإذا كانت الرحمة تنزل عند ذكرهم فما ظنك بمواطن اجتماعهم على ربهم ويوم قدومهم عليه بالخروج من هذه الدار وهو يوم وفاتهم فزيارتهم فيه تهنئة لهم وتعرض لما يتجدد من نفحات الرحمة عليه فهي إذا مستحبة إن سلمت من محرم أو مكروه في أصل الشرع كاجتماع النساء وتلك الأمور التي تحدث ولبعضهم إن القساوة لا دواء لضرها * إلا زيارة ساكني الالحاد ولرب زورة عارف بها * منها على الزهاد والعباد ولخير أعمال العبيد جلوسهم * عند الولي هنيهة للصاد ورأى بعض الصالحين النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن أفضل الأعمال فقال عليه الصلاة والسلام أفضل الأعمال جلوسك عند ولي من أولياء الله قدر حلب شاة قال حيا كان أو ميتا يا رسول الله قال حيا كان أو ميتا قال الشيخ سيدي
صفحة ٦
محمد بن ناصر وهذا أقل ما ينبغي أن يمكث الزائر بين يدي الولي ومن كلام سيدي إبراهيم البازي رضي الله عنه وأرضاه ونفعنا به آمين زيارة أرباب التقى مرهم يبري * ومفتاح أبواب الهداية والخير وتحدث في صدر الخلي إرادة * وتشرح صدر أضاق من سعة الوزر وتنصر مظلوما وترفع خاملا * وتكسب معدوما وتجبر ذا كسر ولا فرق في إمكانها بين سالك * مرب ومجذوب وحى وذي قبر وذي الزهد والعباد فالكل منعم * عليهم ولكن ليست الشمس كالبدر فزر وتأدب بعد تصحيح نية * تأدب مملوك مع المالك الحر عليك بها فالقوم باحوا بسرها * ووصوا بها يا صاح في السر والجهر انتهى من الفتح المبين والدر الثمين للشيخ عبد الله الهاروش المغربي وأما ما يقع في أماكنهم من المعاصي والمخالفات فهم براء من ذلك ولا ينسب إليهم شئ من تلك القبائح ولا لوم عليهم في أمر من الأمور بل هي منسوبة لمن اكتسبها وهل أحد من أدنى المسلمين يرضى بذلك أو يهواه ولو كان من أكبر أصحاب المعاصي بل يعتقد إنه رذيلة ويبالغ في كتمه عن أعز الإخوان إلا من زادت فضيحته فابتلي بها وتجاهر بالامتحان يقضى على المرء في أيام محنته * حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن فكيف بالخاصة من أهل الله والعجب كل العجب من هذه الفرقة الضالة تنكر منهم الكرامات بعد الممات ويذمونهم بما يقع في مقاماتهم من المخالفات فإن أثبتوا أن لهم في المخالفات صنعا فاعترضوا عليهم بذلك فليقروا بالكرامات وليثبتوها بالقياس على ما هنالك وإلا فليتركوا تفاصيل الأحوال أليس قد وقع في مقام سيد الأصفياء وزين الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام كثير من المخالفات وهم عليهم الصلاة والسلام أحيا في قبورهم بلا خلاف فهل يحل
صفحة ٧
لمؤمن أن يقول إن الرسول عليه الصلاة والسلام رضي بذلك أو أحبه بل من تفوه بهذا كان من المرتدين وكيف يرضى مؤمن بمخالفة مولاه وهل لأحد شئ مع الله نعم هو واقع بإرادته تعالى كما هو مذهب أهل السنة ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وأما قولهم من أين لنا أنهم ماتوا على الإسلام فهو قول خبيث يجر لقائله الوبال والوقوع في مهاوي البهتان والضلال إذ ذاك يجره إلى الشك في نفي الصحبة عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يقول هذا الخبيث من أين علمتم أنهم ماتوا على الإسلام فإن أقر بموجب هذه المقالة قلنا له يا خاسر الدين يا عدو خاصة المسلمين هم نجوم الإسلام ومصابيحه بشهادة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فقد ألزمت نفسك الشك في بقائهم على أكمل الحالات بعد الموت فحرمت بركة أنوارهم وأسرارهم وفاتك من الخيرات أعظم فوت وإن قال كلامي في غير هذه العصابة المرضية قلنا له أي فرق وهم سادات الأولياء وأعاظمهم بغير مرية بل ربما جره إلى الكفر والعياذ بالله بأن يصرح في حق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بتلك العبارة الشنيعة فما أقبح ذلك الخبيث وأقل حياءه وهو لو قيل له لا نصلي عليك بعد موتك ولا ندفنك في مقابر أهل الإسلام لتقطع غيظا واستشاط غضبا وامتلأ سما من ذلك الكلام وكيف يصلى على من لا يدري هل من مات على الكفر أو الإيمان وهو مقر بذلك على غيره أفلا يسلم ذلك في نفسه وهو بزعمه من أهل الايقان فإن لم يرض بذلك لنفسه فيكف يتجارى على من غمر رضا الله في رمسه ومما يكذبه صريحا أمره عليه الصلاة والسلام بزيارة القبور على العموم ولم يقل لا تزوروا إلا من تحققتم موته على الإسلام ومما يجري على ألسنة تلك الجماعة في استدلالهم على منع زيارة الأولياء وأهل الطاعة قوله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا وقد أخطأوا في فهم المراد منه فقد قال الشهاب الخفاجي الحنفي في شرحه على الشفاء الصحيح
صفحة ٨
أن معناه لا تشد لنذر العبادة فيه ولذا قالوا لو نذر الصلاة في غيرها لم يلزمه فلا يكره شد الرحل لبعض الأماكن المتبرك بها أو لزيارة من فيها من الصالحين أو لطلب العلم بل قد يكون هذا واجبا عليه انتهى وأما تكفير هذين الإمامين الجليلين فمن فرط الاعتداء ومن مجاوزة الحدود وبذلك رجع معتقد هذا بالردا وقد تكرر السؤال عنهما من العلماء الأعلام فأجابوا بأحسن جواب وفوقوا على الطاعنين فيهما سهام الملام قال الإمام المحقق والشهاب المدقق علم المتأخرين وأستاذ العارفين الشيخ أحمد بن حجر الهيتمي في فتاويه ما نصه الشيخ محيي الدين بن عربي رحمه الله ورضي عنه أمام جمع بين العلم والعمل كما اتفق على ذلك من يعتد به كيف وقد ذكر بعض المنكرين في ترجمته أنه كان وصل لمرتبة الاجتهاد وحينئذ فإسلامه متيقن وكذلك علمه وعمله وزهادته وورعه ووصوله في الاجتهاد في العبادات إلى ما لم يصل إليه أكابر أهل الطريق فلا يجوز الإقدام على تنقيصه بمجرد التهور والتخيلات التي لا مستند لها يعتد به بل يستصحب ما علم من إسلامه وعلومه ومعارفه هذا ما يتعلق بذلك وأما الكتب المنسوبة له فالحق أنه واقع فيها ما ينكر ظاهره والمحققون من مشايخنا ومن قبلهم على تأويل تلك المشكلات فإنها جارية على اصطلاح القوم وليس المراد منها ظواهرها ثم قال والحاصل أنه يتعين على كل من أراد السلامة لدينه أن لا ينظر في تلك المشكلات ولا يعول عليها سواء قلنا إن لها باطنا صحيحا أم لا وأن لا يعتقد في ابن عربي خلاف ما علم منه في حياته من الزهد والعبادة الخارقين للعادة وقد ظهر له من الكرامات ما يؤيد ذلك منها ما حكاه صاحب القاموس أنه لما فرغ من تأليف كتابه الفتوحات المكية جعله وهو ورق مفرق على ظهر الكعبة فمكث سنة لم تطير الريح منه ورقة ولا وصلت إليها قطرة مطر على كثرة أمطارها ورياحها فسلامة تلك الأوراق من المطر والريح مع مكثها سنة على السطح من الكرامات الباهرة الدالة على إخلاصه
صفحة ٩
في تأليفه هذا الكتاب وأنه برئ مما نسب إليه فيه وفي غيره ا ه وقد تعدد هذا السؤال والجواب في فتاوى الشهاب المذكور أربع مرات وقد تكلم علماء الحنفية في ذلك في كتبهم بما يشفي العليل ففي معروضات مفتي الحنفية أبي السعود ما معناه من قال عن فصوص الحكم للشيخ محيي الدين بن عربي إنه خارج عن الشريعة وقد صنفه لإضلال خلق الله ومن طالعه ملحد ماذا يلزمه فأجاب نعم فيه كلمات تباين الشريعة لكنا تيقنا إن بعض اليهود افتراها على الشيخ قدس سره فيجب الاحتياط بترك مطالعة تلك الكلمات ا ه وقد أثنى عليه صاحب القاموس ثناء عظيما في سؤال ورد عليه إلى أن قال وإني أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وناطق بما كتبته وغالب ظني أني ما أنصفته وما على إذا ما قلت معتقدي * دع الجهول يظن الجهل عدوانا والله والله والله العظيم ومن * أقامه حجة لله برهانا إن الذي قلت بعض من مناقبه * ما زدت إلا لعلى زدت نقصانا ثم قال ومن خواص كتبه إن من واظب على مطالعتها انشرح صدره لفك المعضلات وحل المشكلات ا ه وقد أثنى عليه العارف سيدي عبد الوهاب الشعراني لا سيما في كتابه تنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علوم الأولياء وكذا أثنى كثير من العلماء والعارفين على الإمام الجليل سيدي عمر بن الفارض قصم الله من له يعارض هذا وقد قال العلماء رضي الله عنهم إنه لا يجوز تكفير مسلم أمكن حمل كلامه على محمل حسن أو كان في كفره خلاف ولو كان ذلك رواية ضعيفة وبالجملة والتفصيل فالكلام على هذه المسائل يستدعي جملة من التطويل لكن هذه النبذة فيها إشارة إجمالية يكتفى بها من له بصيرة ربانية ويرجع بها عن المنازعات إن كان ممن يخاف مقام ربه العظيم وسؤال ربه عن دخوله فيما لا يعنيه والتكلم في أولياء الله الذي يوجب سوء الختام والمقت من الله والخزي والانتقام جعلنا الله ممن
صفحة ١٠
اتعظ بغيره ولم يكن موعظة لسواه وختم لنا بخاتمة السعادة وحفظنا من كيد الشياطين وأدخلنا الجنة مع العلماء العاملين بمنه وكرمه آمين آمين آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين * قال مؤلفه كان ذلك في يوم الثلاث لليلتين مضتا من رجب الفرد الذي هو من شهور سنة ألف ومائة وأربع وتسعين من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية
صفحة ١١
السجاعي - أحمد بن شهاب الدين أحمد بن محمد السجاعي المصري الأزهري الشافعي المتوفى سنة 1197 سبع وتسعين ومائة وألف له من التصانيف الاحراز في أنواع المجاز من علم البلاغة. بدء الوسائل في ألفاظ الدلائل. بلوغ الإرب لشرح قصيدة من كلام العرب للسموأل. تحفة الأيام بتوريث ذوي الأرحام. تحفة ذوي الألباب فيما يتعلق بالآل والأصحاب. تقييد لطيف وأنموذج شريف حاشية على شرح الخطيب الشربيني في الفقه . الجوهر المنظمات في عقود المقولات. الجوهرة السنية منظومة. الدر والترياق في علوم الأوفاق. الروض النضير فيما يتعلق بآل بيت البشير النذير. السهم القوي في نحر كل غبي وعوى. شرح مختصر ابن أبي جمرة للبخاري. فتح الجليل على شرح ابن عقيل لألفيته في مجلد. فتح ذي الصفات العلية بشرح الجوهرة السنية. فتح ذي الصفات العلية بشرح متن الياسمينية. فتح رب البريات بتفسير وخواص الآيات. فتح الرحيم الغفار بشرح أسماء حبيبه المختار. فتح الغفار بمختصر الأذكار للنووي. فتح القادر المعيد بما يتعلق بقسمة التركة على العبيد. فتح القدير بشرح حزب قطب النووي الشهير.
فتح اللطيف القيوم بما يتعلق بصلاة الإمام والمأموم. فتح المالك يقول الناس وهو كذلك. فتح الملك الرزاق لشرح نظم أصول الأوفاق فتح المنان ببيان الرسل التي في القرآن. فتح المنان بشرح ما يذكر ويؤنث من أعضاء الإنسان. الفوائد اللطيفة
صفحة ١٢
بشرح ألفاظ الوظيفة. الفوائد اللطيفة في تخريج قولهم أبو قروان على الطريقة المنيفة. الفوائد المزهرة بشرح الدرة المتنضرة.
قلائد النحور في نظم البحور. القول الأزهر فيما يتعلق بالمحشر.
القول الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى. القول النفيس فيما يتعلق بالخلع على مذهب الشافعي ابن إدريس. لقط الجواهر في الخطوط والدوائر مختصر التحفة السنية بأجوبة الأسئلة المرضية وهو شرح المقالة الشناعة بشرح نظم أشراط الساعة. المقصد الأسنى بشرح منظومة أسماء الحسنى مناسك الحج. المنهج الحنيف في خواص اسمه تعالى اللطيف. هداية أولي الأبصار إلى معرفة أجزاء الليل والنهار وغير ذلك.
الشوبري محمد أحمد الشوبري (شوبر ككوثر قرية بمصر) شمس الدين الخطيب الشافعي ولد سنة 977 وتوفي سنة 1069 تسع وستين وألف له حاشية على شرح أربعين النووية. حاشية على شرح التحرير. حاشية على شرح المنهج.
حاشية على شرح المواهب اللدنية للقسطلائي.#
صفحة ١٣