الرقة والبكاء لابن قدامة
محقق
محمد خير رمضان يوسف
الناشر
دار القلم،دمشق،الدار الشامية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هـ - ١٩٩٤ م
مكان النشر
بيروت
وَاتَّبَعَ الْكَبْشَ، فَأَخْرَجَهُ إِلَى الْجَمْرَةِ الأُولَى، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ أَفْلَتَهُ فَجَاءَهُ إِلَى الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى، فَأَخْرَجَهُ إِلَيْهَا، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ أَفْلَتَهُ، فَأَدْرَكَهُ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْكُبْرَى، فَرَمَاهُ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ، ثُمَّ أَخَذَهُ، فَأَتَى بِهِ الْمَنْحَرَ مِنْ مِنًى فَذَبَحَهُ.
قَالَ وَهْبٌ: فَجَاءَ جِبْرِيلُ إِسْحَاقَ، فَأَطْلَقَ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى، يَقُولُ: لَكَ عِنْدِي دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ بِصَبْرِكَ.
قَالَ: يَا رَبُّ أَسْأَلُكَ أَنْ تَعْفُوَ لِكُلِّ مَنْ مَاتَ وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ شَيْئًا، فَلَمَّا جَاءَهُ إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: يَا بُنَيَّ مَنْ أَطْلَقَكَ؟ فَقَالَ: رَجُلٌ، فَوَصَفَهُ لَهُ وَمَا قَالَ لَهُ، وَسَأَلَهُ قَالَ: يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَمُوَفَّقٌ.
قَالَ: فَأَتَاهُمَا نِدَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ: يَا إِبْرَاهِيمُ يَا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ، وَيَا إِسْحَاقُ يَا أَصْبَرَ الصَّابِرِينَ، كُنْتُمَا بِعَيْني، اخْتَبَرْتُكُمَا فَوَفَّقْتُكُمَا، وَابْتَلَيْتُكُمَا فَصَبَرْتُمَا، وَإِنَّمَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ بِكُمَا لأَبْلُغَ بِكُمَا الْمَنْزِلَةَ الَّتِي لا بَعْدَهَا، وَالدَّرَجَاتَ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ، وَفِي الدُّنْيَا لِسَانُ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ، إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ "
1 / 86