في وقت مبكر من الغسق كانت الغرفة تعج بضوء نار المدفأة وبظلال متمايلة. ظن أن الغرفة خالية حتى لاحظ أن شخصا ما كان يجلس على الكرسي المنجد ذي الذراعين الكبير بجوار المدفأة. كان امرأة؛ طويلة ورفيعة بحيث بدت رشيقة كالظلال، وتعين عليه أن ينظر مرة أخرى إليها ليتأكد من أنها لم تكن في واقع الأمر ظلا.
جاء صوت لورا من خلفه يقول بنبرة تقديم: «الليدي كينتالين. لقد عادت زوي إلى كلون من أجل صيد السمك لبضعة أيام.»
مالت المرأة إلى الأمام لتصافحه ورأى أنها كانت شابة صغيرة.
فقالت تحييه: «سيد جرانت، تقول لورا إنك تحب أن يناديك الناس بلقب سيد.» «أجل. أجل، أحب ذلك. فلقب «مفتش» غير جذاب في الحياة الخاصة.»
فقالت بصوتها الرقيق الناعم: «ومصطنع بعض الشيء أيضا. كشيء مأخوذ من قصة بوليسية.» «أجل؛ الناس يتوقعون من المرء أن يقول: «أين كنت في مساء ليلة معينة من الشهر الحالي؟»» كيف يمكن لهذا المخلوق الملائكي أن يكون أما لثلاثة أبناء أحدهم يكاد يكون كبيرا بما يكفي للانتهاء من المدرسة؟ «هل صادفك حظ سعيد في النهر؟» «اصطدت سمكة سلمون لا بأس بها صباح اليوم. ستتناولها على العشاء.»
كانت تتمتع بذلك النوع من الجمال الذي يتيح لامرأة أن تفرق شعرها من منتصف رأسها وينسدل عليها بسلاسة. رأس صغير داكن الشعر على رقبة طويلة ممشوقة.
تذكر فجأة غرفة النوم التي كانت قد جددت حديثا. إذن كان الدهان الجديد من أجل زوي كينتالين، وليس من أجل آخر مرشحات لورا له. كان هذا مبعث ارتياح كبير. كان من السيئ جدا أن يواجه بالنساء اللواتي كانت لورا ترشحهن للزواج، لكنه أن يشاطر سقف المنزل نفسه مع آخر ترشيحاتها كان سيصبح أمرا شاقا، وهذا أقل ما يقال عن ذلك.
قالت لورا معلقة على وصوله المبكر: «لا بد أن قطار أوبان وصل في موعده لأول مرة.»
فقال تومي وهو يلقي بقطعة حطب أخرى في النار: «أوه، لقد عاد بالطائرة.» قالها توم بعفوية، بغير إدراك مدى أهمية ذلك الحدث.
نظر جرانت إلى لورا، ورأى وجهها وقد أشرق من السعادة. أدارت رأسها لتجده بين الظلال، ورأت أنه كان ينظر إليها، فابتسم. هل كان الأمر يعني لها الكثير إذن ؟ يا عزيزتي لالا. عزيزتي لالا الحنونة المتفهمة.
صفحة غير معروفة