فقال آرتشي بصوته الرفيع القاصر: «ماذا؟» «هل توجد «أي أحجار تسير في كلادا»؟» «لا. إنها في لويس.»
وانطلق المخلوق الشبيه باليعسوب بصوته الشبيه بصوت البعوض مبتعدا في الأفق البني.
الفصل الثالث
عاد جرانت وبات إلى المنزل وقت تناول الشاي بخمس سمكات سلمون مرقط متواضعة الحجم وشهية كبيرة. وأوضح بات، مبررا اصطياد سمك السلمون المرقط الصغير، أنه في يوم كهذا لا يمكن للمرء أن يتوقع أن يصطاد أي شيء سوى ما أطلق عليه «الأسماك الحمقاء»؛ فعقلية السمك الجدير بالاحترام لا تسمح بأن يصطاد في طقس كهذا. وقد سارا نصف الميل الأخير حتى بلدة كلون وكأنهما جوادان عائدان إلى الدار، فكان بات يتقافز بين طبقات العشب وكأنه جدي صغير، وكان في أثناء ذلك طلق اللسان بقدر ما كان صموتا عندما كانا في طريقهما للرحيل. كان العالم ونهر لندن يبدوان له باتساع الفضاء النجمي البعيد، وكان جرانت في قمة السعادة.
ولكن، بينما كانا يكشطان القاذورات عن حذاءيهما عند المدخل المرصوف لمنزل بلدة كلون، انتبه جرانت إلى نفاد صبره غير المعقول لرؤية تلك الصحيفة. وبما أنه كان يكره صفة اللامنطقية في أي شخص ويمقتها في نفسه، راح يكشط القاذورات من حذائه بعناية من جديد للمرة الثانية.
قال بات وهو يمسح حذاءه مسحا سطحيا على المكشطة الثنائية: «يا إلهي، أنت دقيق للغاية.» «من الفظاظة أن يدخل المرء منزلا وبحذائه طين.»
سأل بات، الذي، كما توقع جرانت، كان يعتبر النظافة تصرفا «متخنثا»: «فظاظة؟» «أجل. إنه فعل يشي بالقذارة وانعدام النضج.»
غمغم بات بدهشة: «هاه»؛ وراح خلسة يكشط القاذورات من حذائه مجددا. ثم قال مؤكدا من جديد على استقلاليته: «إنه لبيت بائس ذلك الذي لا يمكن أن يطيق القليل من الطين»، ثم مضى مقتحما غرفة الجلوس مثل جيش غزاة.
في غرفة الجلوس كان تومي يقطر العسل على كعكة ساخنة، ولورا تصب الشاي، وبريدجيت ترتب مجموعة جديدة من الأغراض بشكل معين على الأرض، وكلب الصيد يدور حول الطاولة لينتهز أي فرصة للحصول على طعام. كان المشهد هو نفس مشهد الليلة الماضية فيما عدا أن ضوء النهار قد أضيف إلى ضوء المدفأة. وكان ثمة اختلاف واحد. ففي مكان ما في الغرفة كانت توجد صحيفة يومية مهمة.
حين رأت لورا نظرة الاستقصاء في عينيه، سألته عما إذا كان يبحث عن شيء ما. «أجل، الصحيفة اليومية.»
صفحة غير معروفة