والأحجار السائرة،
والرمال المغنية ...
ما الذي كانت تعنيه هذه الكلمات؟ أكانت مجرد بلدة من المخيلة؟
هنا في العراء، في هذه الأرض البدائية، كان لهذا الكلام ملاءمة تقلل بطريقة ما من غرابته. كان من الممكن أن يصدق هذا الصباح أنه توجد أماكن على الأرض يمكن للأحجار فيها أن تسير. ألا توجد أماكن؛ أماكن معروفة، حتى في منطقة المرتفعات الاسكتلندية يمكن لرجل وحيد وسط ضوء الشمس الساطع أن يستولي عليه الشعور بإدراك وجود مراقبين له غير مرئيين، فيملؤه خوف شديد ويهرع هاربا من المكان وقد اعتراه الذعر؟ أجل، ومن دون أي مقابلات سابقة بأطباء نفسيين في ويمبول ستريت، أيضا. في الأماكن «العتيقة» كان كل شيء ممكنا. حتى الوحوش المتكلمة.
من أين تحصل راكب المقصورة «بي 7» على فكرته عن الغرابة؟
أطلقا القارب الخفيف من مدرجه الخشبي، وجدف جرانت نحو البحيرة، وقصد الطرف الذي تهب منه الريح. كان الجو مشمسا للغاية، لكن كان ثمة نفحة هواء تكاد ترقى إلى نسيم قوي بما يكفي لأن يصنع تموجا على صفحة الماء. راقب بات وهو يجمع صنارته ويربط طعما في الخيط، وقال في نفسه إنه إن لم يتمكن من أن ينال سعادة أن يكون له ابن من صلبه فابن قريبته الصغير أحمر الشعر كان بديلا جيدا جدا.
سأله بات وهو منشغل بالطعم: «هل سبق أن قدمت باقة أزهار هدية، يا ألان؟» نطق كلمة باقة «باكة».
أجاب جرانت بحذر: «لا أتذكر أنني فعلت.» وسأل: «لماذا؟» «يريدون مني أن أقدم واحدة إلى فيكونتيسة ستأتي لافتتاح قاعة دالمور.» «قاعة؟»
قال بات بمرارة: «تلك السقيفة عند مفترق الطرق.» ثم صمت للحظة، كان من الواضح أنه يفكر أثناءها في الأمر. وأضاف: «إن تقديم باقة من الأزهار لهو فعل متخنث فظيع.»
راح جرانت، ملزما بواجبه نحو لورا الغائبة، يفكر ويفتش في عقله. ثم قال: «إنه شرف عظيم.» «إذن فليجعلوا «الطفلة» تحظى بهذا الشرف.» «إنها لا تزال صغيرة على مثل هذه المسئولية.» «حسنا، إن كانت لا تزال صغيرة جدا على هذه المسئولية فأنا أكبر بكثير من مثل تلك الأفعال الصبيانية. لذا سيتعين عليهم أن يجدوا عائلة أخرى لتفعل ذلك. هذا كله أمر لا طائل من ورائه على أي حال. فالقاعة مفتوحة منذ أشهر.»
صفحة غير معروفة