رجال الحكم والإدارة في فلسطين: من عهد الخلفاء الراشدين إلى القرن الرابع عشر الهجري
تصانيف
واضطرب الجيش في سنة 284ه/897م على هارون بن خمارويه، فأقاموا له جعفر بن أبان، فبعث إلى دمشق، وكانت قد منعت البيعة تسعة أشهر بعد أبيه، واضطربت أحوالها فبعث إليهم جيشا مع بدر الحمامي والحسن بن أحمد الماذرائي، فأصلحا أمرها واستعملا على نيابتها طغج بن خف ورجعا إلى مصر. البداية والنهاية (11 / 77).
وقصد القرامطة دمشق في سنة 289ه/901م، فقاتلهم نائبها طغج بن خف من جهة هارون بن خمارويه، فهزموه مرات متعددة، وكان ذلك بسفارة يحيى بن زكرويه بن بهرويه، ومات الخليفة المعتضد، وخلفه المكتفي بالله.
وفي سنة 290ه/902م قتل يحيى بن زكرويه القرمطي على باب دمشق، قتله مغربي من جيش المصريين، وخلفه أخوه الحسين وتسمى بأحمد وتكنى بأبي العباس، وحاصر دمشق فصالحه أهلها على مال، وسار إلى حمص وحماه والمعرة، فكتب أهل الشام إلى الخليفة، فأرسل جيشا كثيفا لحربه وقتل سنة 291ه/903م.
وأرسل الخليفة المكتفي إلى الديار المصرية جيشا لمحاربة هارون بن خمارويه في سنة 292ه/904م فقضى على الدولة الطولونية.
عودة الشام ومصر إلى حظيرة العباسيين
وظهر في سنة 293ه/905م رجل بمصر يقال له: الخليجي، وخلع الطاعة، فأمر الخليفة أحمد بن كنغلغ نائب دمشق أن يقاتله فلم يقدر عليه، ثم هاجم القرامطة دمشق فلم يقدروا عليها، فذهبوا إلى طبرية فقتلوا أكثر أهلها، وتوفي الخليفة المعتضد في سنة 295ه/907م، وخلفه المقتدر، وفي سنة 309ه/921م قلد المقتدر مؤنس الخادم بلاد مصر والشام ولقبه المظفر، وأمر أن يكتب ذلك في المراسلات إلى الآفاق. البداية والنهاية (11 / 132).
وجاء في البداية والنهاية (11 / 148) أن الوزير ابن الفرات أشار على الخليفة المقتدر بالله أن يبعد عنه مؤنسا الخادم إلى الشام - وكان قد قدم من بلاد الروم من الجهاد، وقد فتح شيئا كثيرا من حصون الروم وبلدانهم وغنم غنائم كثيرة - فأجابه إلى ذلك، فسأل مؤنس الخليفة أن ينظره إلى سلخ رمضان، وكان مؤنس قد أعلم الخليفة بما يعتمده ابن الوزير من تعذيب الناس ومصادرتهم أموالهم، فأمر الخليفة مؤنسا بالخروج إلى الشام.
واستدعى الخليفة مؤنسا في سنة 312ه/924م لقتال القرامطة، وكلف علي بن عيسى أن ينظر في أمر الشام ومصر، وكان مقيما بمكة ويسير إلى تلك البلاد في بعض الأوقات فيعمل ما ينبغي ثم يرجع إلى مكة، وفي سنة 314ه/926م ولى الخليفة أبا القاسم عبيد الله بن محمد الكلوذاني نيابة عن علي بن عيسى حتى يقدم، ثم أرسل في طلب علي بن عيسى، وهو بدمشق، فقدم بغداد في أبهة عظيمة، فنظر في المصالح الخاصة والعامة، ورد الأمور إلى السداد. البداية والنهاية (11 / 154). وأصبح علي بن عيسى وزيرا في سنة 315ه/927م.
وخلع المقتدر في سنة 317ه/929م، وتولى القاهر، ثم عاد المقتدر، وفي سنة 319ه/930م خلع علي ابنه العباس الراضي، وجعله نائب بلاد المغرب ومصر والشام، وجعل مؤنس الخادم يسد عنه أمورها، وقتل المقتدر سنة 320ه/832م، وبويع للقاهر وظهر آل بويه سنة 321ه/933م وملكوا بغداد من أيدي الخلفاء العباسيين، وخلع القاهر سنة 321ه/933م وسملت عيناه وعذب ومات سنة 333ه/944م، وافتقر حتى كان يستعطي، وبويع بعده الراضي بالله، وفي سنة 322ه/933م توفي المهدي أبو محمد عبيد الله أول الخلفاء الفاطميين في إفريقية.
لم يبق للخليفة حكم في غير بغداد ومعاملتها سنة 324ه/935م فكانت مصر والشام في يد محمد بن طغج، وعزل الخليفة أحمد بن كلغلغ عن نيابة الشام، وأضاف ذلك إلى ابن طغج نائب الديار المصرية .
صفحة غير معروفة