مقدمة
في عهد الخلفاء الراشدين
فلسطين في عهد الأمويين
فلسطين في عهد العباسيين
الدولة الطولونية المصرية
عودة الشام ومصر إلى حظيرة العباسيين
فلسطين في عهد الإخشيديين
فلسطين في عهد الفاطميين
استيلاء المصريين على عدة بلاد من بلاد الشام
دخول الصليبيين سوريا
الدولة البورية
الدولة النورية
في عهد الأيوبيين1
في عهد المماليك البحريين
في عهد المماليك الشراكسة
في عهد الأتراك العثمانيين
فلسطين تحت الحكم المصري
فلسطين في يد العثمانيين ثانية
مقدمة
في عهد الخلفاء الراشدين
فلسطين في عهد الأمويين
فلسطين في عهد العباسيين
الدولة الطولونية المصرية
عودة الشام ومصر إلى حظيرة العباسيين
فلسطين في عهد الإخشيديين
فلسطين في عهد الفاطميين
استيلاء المصريين على عدة بلاد من بلاد الشام
دخول الصليبيين سوريا
الدولة البورية
الدولة النورية
في عهد الأيوبيين1
في عهد المماليك البحريين
في عهد المماليك الشراكسة
في عهد الأتراك العثمانيين
فلسطين تحت الحكم المصري
فلسطين في يد العثمانيين ثانية
رجال الحكم والإدارة في فلسطين
رجال الحكم والإدارة في فلسطين
من عهد الخلفاء الراشدين إلى القرن الرابع عشر الهجري
تأليف
أحمد سامح الخالدي
مقدمة
ليس القصد من هذه الرسالة أن نأتي على ذكر تاريخ فلسطين، من القرن الأول الهجري إلى القرن الرابع عشر، وإنما نقتصر على ذكر بعض الذين تولوا الحكم والإدارة في فلسطين، أو في أهم مدنها على توالي العصور.
وقد كانت فلسطين، في عهد الخلفاء الراشدين، تؤلف جندا (كورة) وكان عليها أمير، وكان في أهم مدنها عامل أو حاكم، وكان للجند أمير أشبه بالقائد العسكري اليوم.
وتبعت في عهد الأمويين دمشق الشام، وفكر سليمان بن عبد الملك أن يتخذ القدس عاصمة، وكانت الرملة (وهي مدينة أموية عربية). ذات شأن خاص، وظلت كذلك في عهد الفاطميين والمماليك.
وحاول المتوكل العباسي أن يتخذ من دمشق عاصمة للعباسيين وجربها مدة قصيرة، ولكن مناخها لم يعجبه فعدل عنها.
وكانت حكومة البلاد في العصور الإسلامية الأولى تشتمل على بيت المال (الخاصة والعامة) وديوان الشرطة (كان رئيسها يعرف بوالي الشرطة أو صاحب الشرطة)، وديوان الجند، وديوان الخراج، وديوان البريد، والقضاء، والحسبة، والإنشاء، والترسل، والمواريث، والمرتجع، وديوان الزمام (مراقبة الحسابات) وديوان التوقيع، وديوان الضياع، وديوان الجوالي، وديوان الأيتام والأوقاف ... إلخ.
ويشاهد أنه كان في عهد المماليك (من القرن 7-10 الهجري) أربع وظائف رئيسية في إدارة الحكم في فلسطين، أولاها نائب السلطان، ثم ناظر الحرمين (القدس والخليل) وكان يجمع بين هاتين الوظيفتين أحيانا، وشيخ المدرسة الصلاحية، والقضاة على المذاهب الأربعة.
ولما جاء العهد العثماني تبعت فلسطين دمشق، ثم صيدا، فعكا، ثم التحق قسم منها بولاية بيروت (من شمالي نهر العوجا إلى اللبن فالأردن شرقا)، وأصبحت القدس متصرفية مستقلة تخابر نظارة الداخلية مباشرة.
وكان رجال الحكم يعرفون بالأمير، أو النائب، أو العامل، أو الكافل أو الوالي، وكان في المدن في العهد العثماني، متسلم، أو مدير أو قائمقام، أو متصرف، أو وال.
ولسنا نتعرض في هذا البحث إلا إلى الذين تولوا الحكم، سواء أكان مركز الإدارة العامة المدينة، أو دمشق، أو بغداد، أو القاهرة، أو الآستانة.
وليس في الإمكان أن نسجل أسماء جميع رجال الحكم والإدارة لفقدان المصادر، ولكننا نرجو أن نكون قد أتينا على ذكر أهم الأمراء والحكام، من عهد الخلفاء الراشدين إلى القرن الرابع عشر الهجري.
ويرى القارئ أن فلسطين أصبحت مقاطعة مصرية، في عهد أحمد بن طولون، والإخشيديين، والفاطميين، والمماليك البحريين، والبرجيين، والعلويين (1830-1840م) ثم عادت إلى حظيرة الدولة، الدولة العثمانية، حتى سنة 1917م.
وفي القرن الخامس الهجري غزا الصليبيون سوريا وفلسطين، وملكوا القدس سنة 492ه، وظلوا فيها حتى سنة 583ه، يوم فتحها صلاح الدين، ثم تطورت الحالة في عهد المماليك، وملكها الصليبيون مدة قليلة، وعادوا فخرجوا منها وظلوا كذلك إلى أن قضى عليهم قضاء مبرما الظاهر بيبرس (1260-1277م) ومن بعده الملك المنصور قلاوون (1279-1290م) وولده الأشرف خليل (1290-1293م) ولم تقم لهم قائمة بعد ذلك.
ويتبين من هذا أن فلسطين ظلت مقاطعة مصرية تحكم من القاهرة، وتتأثر بمدنية الدول المصرية وثقافتها قرابة 657 سنة، أضف إلى ذلك أنها أصبحت مصرية مرة أخرى، في عهد محمد علي باشا الكبير، يوم فتحها إبراهيم باشا، وبقي حاكما فيها من (1830-1840م).
فنظم أمورها ، ووطد الأمن، ونشر العدل، وحكم البلاد حكما فعليا. فكان عهده مبدأ تنبه ويقظة سبق النهضة الحالية، بل وضع أسسها.
وفي عهد العثمانيين غزا نابليون فلسطين سنة 1789م، واحتل إبراهيم باشا المصري فلسطين وسوريا.
ولم يقتصر حكم إبراهيم باشا على إصلاحات إدارية ومالية واسعة النطاق، على الرغم من اشتغاله بالحروب والثورات، ومحاربة رجال الإقطاع في البلاد، وعلى نشر العدل والمساواة بين أهل البلاد، بل تعدى ذلك إلى إصلاحات عمرانية، كترميم حمامات طبرية، وأسوار عكا، وبناء القلاع على الطريق بين القدس ويافا، وبناء القشلاقات لإيواء العساكر محافظة على الأمن.
ثم إن الحكم المصري، الذي لم يطل أكثر من عشر سنين، قد ترك آثارا أخرى أجل من جميع ما ذكر، ذلك أن كثيرين من عساكر إبراهيم باشا، وقواده، وموظفيه لم يبرحوا البلاد، كما أن هذا الحكم قد جذب المئات، بل الألوف من المصريين للسكنى في فلسطين، وإنك لتتبين هذا في العروق والقبائل والعائلات المصرية التي استوطنت غزة، ويافا، والرملة، واللد، ونابلس، والقدس، والخليل، وقرى فلسطين من أدناها إلى أقصاها، ولا تزال هذه العروق تحمل الأسماء المصرية والسحن المصرية إلى يومنا هذا.
وفلسطين بلاد لها خطورتها في نظر العالم الإسلامي، من الناحية الدينية، لوقوع أولى القبلتين وثالث الحرمين فيها، ولكونها مشرفة بإسراء الرسول، وقد كانت ولا تزال تحتل مركزا رئيسيا في التاريخ العربي الإسلامي، وهي بمثابة القلب من البلدان العربية.
وقد كانت منذ البدء موقعا لأهم المعارك التاريخية الفاصلة، ففيها كانت واقعة أجنادين واليرموك، وفيها حدث طاعون عمواس، واستشهد فيها مئات من الصحابة والتابعين الكرام، وفيها قضى العباسيون على الأمويين (قرب نهر أبي فطرس-العوجا). وفيها اندحر الصليبيون في حطين على يد صلاح الدين، وفيها هزم التتار، وفروا هاربين في معركة عين جالوت في مرج ابن عامر، وتخلصت البلاد من شرهم.
وفيها كسر نابليون على أسوار عكا، فلم يعد في مقدوره أن يصبح إمبراطورا للشرق، وفي فلسطين تقرر مصير الدولة العثمانية في الحرب الكبرى الأولى (1914-1917م).
وإننا لنرجو أن يتاح لنا الوقت؛ لأن نتوسع في هذا البحث في فرصة أخرى، وإنما قصدنا الآن أن نأتي على ذكر ناحية خاصة غامضة من نواحي تاريخ البلاد، ولسنا ندعي أننا أتينا على ذكر جميع الحكام والولاة ورجال الحكم، وإنما أثبتنا هنا أهم أولئك الرجال الذين كانت لهم اليد الطولى في تسيير دفة الحكم في هذه البلاد، على توالي العصور.
أحمد سامح الخالدي
القدس
في عهد الخلفاء الراشدين
جاء في فتوح البلدان للإمام البلاذري المتوفى سنة 279ه (ص144): «كانت أول وقعة واقعها المسلمون الروم في خلافة أبي بكر
1
عند أرض فلسطين، وعلى الناس عمرو بن العاص، ثم إن عمرو بن العاص فتح غزة في خلافة أبي بكر، ثم فتح سبسطية، ونابلس، ثم فتح لد وأرضها، ثم فتح يبنى وعمواس وبيت جبرين، واتخذ بها ضيعة تدعى عجلان، باسم مولى له، وفتح يافا (ويقال: فتحها معاوية). وفتح عمرو رفح.
وقدم عليه أبو عبيدة بعد أن فتح قنسرين ونواحيها، وذلك سنة 16ه/637م وهو محاصر إيلياء (مدينة بيت المقدس). وطلب أهل إيلياء الأمان، على أن يتولى العقد عمر بن الخطاب، فكان ذلك، مما هو معلوم، سنة 17ه/638م.»
ومن أمراء الجيش شرحبيل بن حسنة، أحد أمراء الأرباع، وهو أمير فلسطين، أسلم وهاجر إلى الحبشة، وجهزه الصديق إلى الشام، فكان أميرا على ربع الجيش، وكذلك في الدولة العمرية، وطعن هو وأبو عبيدة وأبو مالك الأشعري في يوم واحد سنة 18ه/639م. البداية والنهاية (7 / 94).
وجاء في فتوح الشام للواقدي المتوفى سنة 207ه/822م الجزء الأول ص192: «بعث عمر بن الخطاب أبا عبيدة، وجعله أمير الشام، وأمره بالمسير إلى حلب، وأنطاكية، والمفرق وما يليها من الحصون، وبعث عمرو بن العاص إلى مصر، ويزيد بن أبي سفيان إلى ساحل الشام، فنازلوا قيسارية وهي آهلة بالخلق كثيرة الجند.»
وكان يزيد يسمي نفسه «العامل على بعض الشام» ص193، وبهذا يكون يزيد هو الحاكم الإداري الأول لفلسطين في العهد الإسلامي.
وفي فتوح البلدان للبلاذري ص145: «لما أتت عمر بن الخطاب وفاة أبي عبيدة، كتب إلى يزيد بن أبي سفيان بولاية الشام مكانه، وأمره أن يغزو قيسارية، وقال قوم: إن عمر إنما ولى يزيد الأردن وفلسطين، وإنه ولى دمشق أبا الدرداء.»
وفي رواية أخرى أن يزيد بن أبي سفيان كان يحاصر قيسارية سنة 18ه/639م، فمرض فمضى إلى دمشق واستخلف على قيسارية أخاه معاوية بن أبي سفيان، ففتحها وكتب عمر إلى معاوية، عند موت يزيد بن أبي سفيان، بتولية ما كان يتولاه، فشكر أبو سفيان ذلك له، ثم فتح معاوية عسقلان صلحا بعد كيد.
2
وجاء في مثير الغرام أن علقمة بن مجزز كان عاملا لعمر على جند فلسطين (ص12) وفي الإصابة (4 / 267) كان عاملا لعمر على حرب فلسطين.
ومن الأمراء على بيت المقدس في أوائل الفتح تميم الداري، جاء في مثير الغرام: «وكان تميم الداري أميرا على بيت المقدس، وكان تميم يعظ الناس بإذن عمر» (ص28). توفي سنة 40ه.
ومن الذين استعملهم عمر على بيت المقدس عبيد عامل عمر، قال حافد المغيرة: «ولما وقع الطاعون في بيت المقدس كان عمر بن الخطاب استعمل جدي على بيت المقدس.» (مثير الغرام ص37).
وجاء في البداية والنهاية (7 / 113)، وفي سنة 21ه، توفي خالد بن الوليد بحمص، وكان أمير دمشق في هذه السنة عمير بن سعيد، وهو أيضا على حمص وحوران وقنسرين والجزيرة، وكان معاوية على البلقاء، والأردن، وفلسطين، والسواحل، وأنطاكية.
وفي سنة 23ه/643م، توفي عمر بن الخطاب قتلا، وكان قد فتح في عهده الشام كله والجزيرة والموصل، وميافارقين، وآمد، وأرمينية، ومصر، وإسكندرية. فتح من الشام اليرموك وبصرى، ودمشق، والأردن، وبيسان، وطبرية، والجابية، ومن فلسطين الرملة، وعسقلان، وغزة، والسواحل، والقدس.
وطرابلس الغرب وبرقة، ومن مدن الشام بعلبك، وحمص، وقنسرين، وحلب، وأنطاكية، والجزيرة، وحران، والرها، والرقة، ونصيبين، ورأس العين، وشمشاط، وعين ورده، وديار بكر، وديار ربيعة، وبلاد الموصل، وأرمينية جميعها، وبالعراق القادسية والحيرة، ونهر سير، وساباط، ومدائن كسرى، وكورة الفرات، ودجلة، والأبلة، والبصرة، والأهواز، وفارس، ونهاوند، وهمذان، والري، وقومس، وخراسان، واصطخر، وأصبهان، والوس، ومرو، ونيسابور ، وجرجان، وإذربيجان، وغير ذلك.
وتولى الخلافة عثمان بن عفان سنة 24ه/644م، وكانت الدولة مقسمة إلى إمارات أجناد، فكان معاوية أمير الشام، وعمرو بن العاص أمير مصر، وعبد الله بن سعد أمير الغرب، وسعيد بن العاص أمير الكوفة، وعبد الله بن عامر أمير البصرة.
وفي سنة 35ه/655م قتل عثمان بن عفان، وكان الشام تقسم إلى خمسة أقسام، فعلى دمشق معاوية بن أبي سفيان، ونوابه على حمص: عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعلى قنسرين حبيب بن سلمة، وعلى الأدرن أبو الأعور، وعلى فلسطين حكيم بن علقمة. البداية والنهاية (7 / 227).
وفي سنة 36ه/656م تولى الخلافة علي بن أبي طالب فولى على الشام سهل بن حنيف بدل معاوية، فسار حتى بلغ تبوك فتلقته خيل معاوية، فقالوا: «من أنت؟» فقال: «أمير.» قالوا: «على أي شيء؟» قال: «على الشام.» فقالوا: «إن كان عثمان بعثك فحي هلا بك، وإن كان غيره فارجع.» قال: «أوما سمعتم الذي كان؟» قالوا: «بلى.» فرجع إلى علي. البداية والنهاية (7 / 228).
وبعث علي إلى معاوية كتبا كثيرة، فلم يرد عليه جوابها، وتكرر ذلك إلى الشهر الثالث من مقتل عثمان في صفر، فعزم علي على قتال أهل الشام، فنصحه الحسن أن يرجع عن ذلك حقنا للدماء، فلم يقبل منه، ولكن بعد أن استعد شغل عن ذلك بالمسير إلى البصرة ليمنع طلحة والزبير من دخولها. البداية والنهاية (7 / 229).
وفي سنة 40ه/660م قتل علي بن أبي طالب، وفي هذه السنة بويع لمعاوية بإيلياء، وقام أهل الشام، فبايعوه، وبويع للحسن في العراق، فسلم الأمر لمعاوية سنة 41ه/661م.
3
فلسطين في عهد الأمويين
كان عامل (والي) بيت المقدس من قبل معاوية سلامة بن قيصر، وله عقب بها (مثير الغرام ص34). وفي سنة 60ه/679م توفي معاوية وبويع لولده يزيد بن معاوية سنة 60ه، وقد أقر نواب أبيه على الأقاليم ولم يعزل أحدا منهم، وهذا من ذكائه. البداية والنهاية (8 / 146).
وكان نائبه في دمشق الضحاك بن قيس.
وكان معاوية أول من اتخذ الحرس؛ على حجابته سعدا مولاه، وعلى الشرطة قيس بن حمزة، وكان معاوية أول من اتخذ ديوان الخاتم، وختم الكتب. البداية والنهاية (8 / 145). وتوفي يزيد سنة 64ه/683م، وكان قد أمر روح بن زنباع على جند فلسطين، مات سنة 84ه، وخلفه معاوية ابنه ولم تطل مدته، وخلفه مروان بن الحكم، وبويع في دمشق للضحاك بن قيس نائب معاوية على دمشق، حتى تجتمع الناس على إمام.
ومات مروان سنة 65ه/684م، وتولى بعده عبد الملك بن مروان ولده، وهو الذي بنى الصخرة والجامع الأقصى سنة 73ه/692م، وبنى ورمم قيسارية وصور وعكا الخارجة (فتوح البلدان ص148). وكان نائب دمشق عبد الرحمن بن أم الحكم، توفي عبد الملك سنة 86ه/705م، وولي إمرة دمشق ثم القضاء بها بلال بن أبي الدرداء، وعزله عبد الملك، مات سنة 93ه/711م.
وتولى الخلافة الوليد بن عبد الملك سنة 86ه/705م وكانت الدولة في عهده تقسم إلى الشام، ومكة، والمدينة، والمشرق بكماله، وخراسان، والكوفة، ولكل منها نائب.
جاء في فتوح البلدان للبلاذري ص149: «ولى الوليد بن عبد الملك سليمان بن عبد الملك جند فلسطين فنزل لد، ثم أحدث مدينة الرملة ومصرها، وكان أول ما بنى فيها قصره والدار التي تعرف بدار الصباغين وجعل في الدار صهريجا متوسطا لها، ثم اختط للمسجد خطته وبناه، فولي الخلافة قبل استتمامه، ثم بنى فيه بعد في خلافته، ثم أتمه عمر بن عبد العزيز ونقص من الخطة، وقال: «أهل الرملة يكتفون بهذا المقدار الذي اقتصرت لهم عليه.» وأذن للناس في البناء فبنوا، واحتفر لأهل الرملة قناتهم التي تدعى بردة، واحتفر آبارا وولى النفقة عليها كاتبا له نصرانيا من أهل لد، ولم تكن مدينة الرملة قبل سليمان، وكان موضعها رملة.
وصارت دار الصباغين إلى ورثة صالح بن علي بن عبد الله بن العباس؛ لأنها قبضت مع أموال بني أمية، قالوا: وكان بنو أمية ينفقون على آبار الرملة وقناتها بعد سليمان، فلما استخلف بنو العباس 132ه، أنفقوا عليها، وكان الأمر في تلك النفقة يخرج كل سنة من خليفة إلى خليفة، فلما استخلف أمير المؤمنين أبو إسحاق المعتصم سجل بتلك النفقة سجلا، فانقطع الاستثمار وصارت جارية يحتسب بها العمال فتحسب لهم، قالوا: وبفلسطين فروز بسجلات من الخلفاء مفردة من خراج العامة، وبها التخفيف والردود، وذاك أن ضياعا رفضت في خلافة الرشيد، وتركها أهلها، فوجه أمير المؤمنين هرثمة بن أعين لعمارتها، فدعا قوما من مزارعيها وأكرتها للرجوع إليها، على أن يخفف عنه من خراجهم، ولين معاملتهم فرجعوا ، وأولئك أصحاب التخافيف، وجاء قوم منهم بعد فردت عليهم أرضهم على مثل ما كانوا عليه، فهم أصحاب الردود.
وحدثني بكر بن الهيثم، قال: لقيت رجلا من العرب بعسقلان فأخبرني أن جده ممن أسكنهم إياها عبد الملك، وأقطعه بها قطيعة على نحو من أقطع من المرابطة، قال: وأراني أرضا فقال: «هذه من قطائع عثمان بن عفان.» قال بكر: «وسمعت محمد بن يوسف الفريابي يقول بعسقلاني: ها هنا قطائع أقطعت بأمر عمر، وعثمان، لو دخل فيها رجل لم أجد بذلك بأسا.» انتهى قول البلاذري.
وتولى الخلافة بعد الوليد أخوه سليمان سنة 96ه/714م.
وكان سليمان بالرملة لما مات أخوه.
قال الواقدي: «لما ولي سليمان بن عبد الملك أراد الإقامة ببيت المقدس.» البداية والنهاية (9 / 174). وتوفي سنة 99ه/717م.
وكان بالرملة، وتلقاه الأمراء ووجوه الناس، وساروا إليه إلى بيت المقدس، فبايعوه هناك، وعزم على الإقامة بالقدس، وأتته الوفود إلى بيت المقدس، فلم يروا وفادة هناك. وكان يجلس في قبة في صحن المسجد مما يلي الصخرة من جهة الشمال، وتجلس أكابر الناس على الكراسي، وتقسم فيهم الأموال، ثم عزم على المجيء إلى دمشق، وكان ابن عم عمر بن عبد العزيز مستشارا ووزيرا، وبويع لعمر بن عبد العزيز بعده.
وبويع ليزيد بن عبد الملك بعد عمر بن عبد العزيز سنة 101ه/719م، وتوفي بأربد من أرض البلقاء سنة 105ه/723م، وبويع لأخيه هشام بن عبد الملك، توفي سنة 125ه/742م، وفي البداية والنهاية، قال المدائني: «لم يكن أحد من بني مروان أشد نظرا في أصحابه ودواوينه، ولا أشد مبالغة في الفحص عنهم من هشام.» ويقول ابن كثير: «لما مات هشام مات ملك بني أمية.»
ثم بويع الوليد بن يزيد بن عبد الملك سنة 125ه، وقتل سنة 126ه/743م، وكان نائب دمشق عبد الملك بن محمد بن الحجاج الثقفي. ثم بويع ليزيد بن الوليد بن عبد الملك، توفي سنة 126ه.
ثم قامت الفتن، وبايع أهل فلسطين يزيد بن سليمان بن عبد الملك، وذلك لأن بني سليمان كانت لهم أملاك هناك، وكانوا يتركونها يبذلونها لهم. وكان أهل فلسطين يحبون مجاورتهم، فلما قتل الوليد بن يزيد كتب سعيد بن روح بن زنباع، وكان رئيس تلك الناحية، إلى يزيد بن سليمان بن عبد الملك يدعوهم إلى المبايعة له فأجابوه إلى ذلك.
فبعث إليهم وإلى أهل الأردن الجيوش مع سليمان بن هشام، فرجعوا إلى الطاعة، وكتب يزيد ولاية الإمرة بالرملة وتلك النواحي إلى أخيه إبراهيم بن الوليد، واستقرت الممالك هناك. البداية والنهاية (10 / 13).
وتوفي الوليد سنة 126ه/743م وكتب إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، وفي سنة 127ه/744م بويع إبراهيم بن الوليد فجاء مروان بن محمد الملقب بالحمار، وعزل إبراهيم عنها، وبويع وخير رءوس أهل الشام من دمشق وحمص وغيرهم أن يختاروا الأمراء ليوليهم، فاختاروا على الأردن الوليد بن معاوية بن مروان، وعلى فلسطين ثابت بن نعيم الجذامي فولاهما، ولكن أهل سوريا ما لبثوا أن نقضوا البيعة، وكذلك أهل فلسطين، فقد خرج ثابت بن نعيم في أهل فلسطين على الخليفة، وأتوا طبرية فحاصروها فبعث الخليفة إليهم جيشا فأجلوهم عنها واستباحوا عسكرهم، وفر ثابت بن نعيم هاربا إلى فلسطين، فاتبعه الأمير أبو الورد فهزمه ثانية وتفرق عنه أصحابه، وأسر أبو الورد ثلاثة من أولاده فبعث بهم إلى الخليفة وهم جرحى فأمر بمداواتهم، ثم كتب الخليفة إلى نائب فلسطين، وهو الرماحس بن عبد العزيز الكناني يأمره بطلب ثابت بن نعيم، حيث كان، فما زال يتلطف به حتى أخذه أسيرا، وذلك بعد شهرين، فبعثه إلى الخليفة فأمر بقطع يديه ورجليه، وكذلك جماعة كانوا معه، وبعث بهم إلى دمشق فأقيموا على مسجدها؛ لأن أهل دمشق كانوا قد أرجفوا بأن ثابت بن نعيم ذهب إلى ديار مصر فتغلب عليها وقتل نائب مروان فيها، فأرسل إليهم مقطع اليدين والرجلين ليعرفوا بطلان ما كانوا به أرجفوا. البداية والنهاية (10 / 23).
فلسطين في عهد العباسيين
وفي سنة 132ه/749م أخذت البيعة لأبي العباس السفاح، وانتقل الملك إلى العباسيين.
وانهزم مروان إلى الشام، وكان على نيابة دمشق زوج ابنته الوليد بن معاوية بن مروان، واجتاز إلى مصر، وتبعه عبد الله بن علي وجموع العباسين وحاصروا دمشق واقتتل أهلها وقتلوا نائبها، وتبع عبد الله بن علي بني أمية من أولاد الخلفاء فقتل منهم في يوم واحد اثنين وتسعين ألفا (والصحيح رجلا؛ لأن هذا العدد غير معقول) عند نهر بالرملة، وهو نهر العوجا (أبي فطرس تحريف
Antipatris ) وهو اسم رأس العين باليونانية.
ووجه يحيى بن جعفر الهاشمي نائبا على دمشق، وأتى نهر أبي فطرس فوجد مروان قد هرب ودخل مصر، وجاءه كتاب السفاح: «أرسل صالح بن علي في طلب مروان وأقم أنت في الشام نائبا عليها.»
فسار صالح ولحق بمروان في مصر وقتله سنة 132ه.
وفي سنة 133ه/750م جعل السفاح إمرة الشام لعميه عبد الله وصالح ابني علي. البداية والنهاية (10 / 56).
ولد السفاح بالحميمة من أرض الشراة من البلقاء بالشام (شرقي الأردن) ونشأ بها حتى أخذ مروان أخاه إبراهيم الإمام فانتقلوا إلى الكوفة.
توفي سنة 136ه/753م. وخلفه أخوه أبو جعفر المنصور، فبايعته سائر البلاد ما عدا الشام؛ ذلك لأن عبد الله بن علي عمه ادعى الخلافة لنفسه وأن السفاح وعده بها، فبعث إليه بأبي مسلم الخراساني فكتب إليه: «أني لم أؤمر بقتالك، وإنما بعثني أمير المؤمنين واليا على الشام فأنا أريدها.» ثم تقاتلا وأسر عبد الله فسجن ومات.
وفي سنة 140ه/757م حج الخليفة المنصور ورحل الى بيت المقدس فزاره، وكان نائب قنسرين وحمص ودمشق صالح بن علي.
وفي سنة 154ه/770م دخل المنصور بلاد الشام وزار بيت المقدس. البداية والنهاية (10 / 111). وتوفي سنة 158ه/774م وبويع لولده المهدي الذي زار بيت المقدس سنة 163ه/779م.
واتخذ المهدي دواوين الأزمة، واحدها ديوان الزمام
1
في سنة 168ه/784م. وروي أنه لما جمعت الدواوين لعمر بن بزيع تفكر فإذا هو لا يضبطها إلا بزمام يكون له على كل ديوان، فاتخذ ديوان الأزمة في خلافة المهدي. البداية والنهاية (10 / 150). توفي سنة 169ه/785م.
وخلفه موسى الهادي، توفي سنة 170ه/786م، وخلفه هارون الرشيد.
ووقعت في سنة 176ه/792م، فتنة عظيمة بالشام بين النزارية، وهم قيس، واليمانية، وهم يمن، وهذا كان بدء أمر العشيرتين قيس ويمن بحوران، وأعادوا ما كانوا عليه في الجاهلية في هذا الآن، وقتل منهم بشر كثير، وكان على نيابة الشام كلها من جهة الرشيد ابن عمه موسى بن عيسى، وقيل عبد الصمد بن علي، وكان على نيابة دمشق بخصوصها سند بن سهل أحد موالي أبي جعفر المنصور، وقد هدم سور دمشق حين ثارت الفتنة خوفا من أن يتغلب عليها أبو الهيذام المزي رأس القيسية.
ولما تفاقم الأمر بعث الرشيد من جهته موسى بن يحيى بن خالد ومعه جماعة من القواد ورءوس الكتاب، فأصلحوا بين الناس وهدأت الفتنة واستقام أمر الرعية. البداية والنهاية (10 / 168).
وكان نائب فلسطين في سنة 178ه/794م هرثمة بن أعين وقد بعثه الرشيد مع خلق من الأمراء مددا لإسحاق بن سليمان عامل مصر. البداية والنهاية (10 / 771).
وقامت ثورة أو فتنة بين النزارية واليمنية بالشام فأرسل الرشيد جعفر البرمكي في جماعة من الأمراء والجنود، فدخل الشام ولم يدع فرسا ولا سيفا ولا رمحا إلا استلبه من الناس فهدأت الفتنة، واستخلف على الشام عيسى العكي.
ومن الذين تولوا الشام جعفر البرمكي الوزير، ولاه الرشيد الشام وغيرها من البلاد، توفي قتلا سنة 187ه/802م.
وفي سنة 191ه/806م خرج على الرشيد في الشام أبو النداء، فوجه إليه الرشيد يحيى بن معاذ واستنابه على الشام. البداية والنهاية (10 / 206). وفي سنة 193ه/808م، توفي الرشيد، وخلفه محمد الأمين، وقد ولى على نيابة الشام عبد الملك بن صالح، وكان الرشيد قد سجنه، فلما مات الرشيد أخرجه الأمين وعقد له على نيابة الشام. البداية والنهاية (10 / 193). وكان ذلك سنة 196ه/811م، ومات عبد الملك بن صالح في الرقة وعاد الجيش إلى بغداد.
وظهر أمر السفياني بالشام في سنة 195ه/810م، وهو علي بن عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية، فعزل نائب الشام عنها ودعا إلى نفسه، فبعث إليه الأمين جيشا فلم يقدموا عليه، وقتل الأمين سنة 198ه، وبويع للمأمون سنة 198ه/811م، فولى طاهر بن حسين نيابة الجزيرة والشام والموصل والمغرب. البداية والنهاية (10 / 244).
وتوجه إليها سنة 199ه/814م.
وولى المأمون مكان طاهر على الرقة والجزيرة يحيى بن معاذ. البداية والنهاية (10 / 255) في سنة 205ه/820م، وفي سنة 207ه/822م مات طاهر بن الحسين، وكان قد بلغ المأمون أن طاهرا خطب يوما ولم يدع للمأمون فوق المنبر، ومع هذا ولى ولده عبد الله مكانه، وأضاف إليه ، وزيادة على ما كان ولاه أباه، الجزيرة والشام نيابة، وقال المأمون عند موته: «الحمد لله الذي قدمه وأخرنا.»
وثارت القيسية واليمانية في سنة 213ه/828م، فولى المأمون أخاه أبا إسحاق بن الرشيد نيابة الشام، وأطلق له ألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار. البداية والنهاية (10 / 267) ثم أضاف إليه نيابة مصر، وفي سنة 215ه/830م رجع المأمون من بلاد طرسوس إلى دمشق فنزلها وعمر دير مراث بسفح قيسون، وأقام بدمشق مدة. البداية والنهاية (10 / 299). وتوفي المأمون سنة 218ه/833م.
وخلفه أخوه المعتصم وتوفي سنة 227ه/841م، وثار أبو حرب اليماني، وهو رجل من أهل الثغور بالشام، فأرسل له جيشا أمره رجاء بن أيوب فأسره.
وبويع لهارون بن المعتصم في سنة 227ه/841م، وفي سنة 229ه/843م أمر الواثق بعقوبة أصحاب الدواوين، وضربهم واستخلاص الأموال منهم، لظهور خيانتهم وإسرافهم في أمورهم، فمنهم من ضرب ألف سوط، وأكثر من ذلك وأقل، ومنهم من أخذ منه ألف ألف دينار ودون ذلك، وتوفي سنة 232ه/846م وبويع للمتوكل.
وتوجه المتوكل في سنة 243ه/857م من العراق قاصدا مدينة دمشق، ليجعلها له دار إقامة ومحله إمامة. ودخلها سنة 244ه/858م. وأمر بنقل دواوين الملك إليها، وأمر ببناء القصور في طريق داريا، وأقام بها مدة ثم استوخمها ورأى أن هواءها بارد ندي، وماءها ثقيل بالنسبة إلى هواء العراق ومائه، ورأى الهواء يتحرك بها من بعد الزوال في زمن الصيف، فلا يزال في اشتداد وغبار إلى قريب من ثلث الليل، ورأى كثرة البراغيث بها، ودخل عليه فصل الشتاء فرأى من كثرة الأمطار والثلوج أمرا عجيبا، وغلت الأسعار وهو بها، لكثرة الخلق الذين معه، وانقطعت الأجلاب بسبب كثرة الأمطار والثلوج، فضجر منها ورجع إلى سامرا بعد أن أقام بدمشق شهرين وعشرة أيام. البداية والنهاية (10 / 343). وقتل سنة 247ه/861م، وخلفه ابنه محمد المنتصر، وخلفه المستعين بالله، فخلع نفسه سنة 252ه/866م، وخلفه المعتز بن المتوكل، وتوفي بعد خلعه سنة 255ه/866م وبويع للمهتدي بالله.
وفي هذه السنة توفي محمد بن كرام الذي تنسب إليه الفرقة الكرامية، وكان قد سكن بيت المقدس ومات بها، وكان يقول: «إن الإيمان قول بلا عمل.» فتركه أهلها ونفاه متوليها إلى غور زغر (البحر الميت) فمات بها ونقل إلى القدس ودفن بباب أريحا (باب الرحمة) وله ببيت المقدس نحو من عشرين ألفا من الأتباع. البداية والنهاية (11 / 20).
وخلع المهتدي في سنة 256 / 869م، وقتل، وبويع المعتمد على الله، وفي هذه السنة كانت وقيعة عظيمة على باب دمشق بين أماجور نائب دمشق وبين عيسى بن الشيخ، فهزمه أماجور.
وولى المعتمد على الله في سنة 261ه/874م ولده جعفرا العهد من بعده، وسماه المفوض إلى الله، وولاه المغرب، وضم إليه موسى بن بغا ولاية إفريقيا، ومصر، والشام، والجزيرة، والموصل، وأرمينية، وطريق خراسان وغير ذلك، وجعل الأمر من بعد ولده لأبي أحمد المتوكل، ولقبه الموفق بالله وولاه المشرق، وضم إليه مسرورا البلخي وولاه بغداد، والسواد، والكوفة، وطريق مكة والمدينة، واليمن، وكسكر، وكور، ودجلة، والأهواز، وفارس، وأصبهان، والكرخ، والدينور، والري، وزنجان، والسند، وكتب بذلك مكاتبات وقرئت بالآفاق، وعلق منها نسخة بالكعبة. البداية والنهاية (11 / 32).
حكام دمشق في عهد العباسيين *
132ه
عبد الله بن علي العباسي.
136ه
أخوه الصالح.
136ه
عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام العباسي (من قبل المنصور).
175ه
إبراهيم بن الصالح بن علي (وولده إسحاق نائبه).
176ه
موسى بن يحيى بن خالد البرمكي.
177ه
عبد الملك بن صالح.
180ه
جعفر بن يحيى بن خالد.
187ه
شعيق بن حازم.
188ه
191ه
يحيى بن معاذ.
193ه
عبد الملك بن الصالح بن علي العباسي (للمرة الثانية).
195ه
سليمان بن المنصور.
198ه
طاهر بن الحسين ذو اليمينين.
205ه
عبد الملك بن طاهر (بقي إلى 207ه).
213ه
محمد المعتصم بن الرشيد.
213ه
عباس بن المأمون (نودي به سنة 218 خليفة من قبل جنده عند موت المأمون).
225ه
علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ (صاحب المأمون).
226ه
رجاء بن أيوب.
232ه
مالك بن طوق بن التغلبي (صاحب الرحبة وبانيها).
235ه
إبراهيم بن مؤيد بن المتوكل.
247ه
عيسى بن محمد بن النوشهري، ابن الشيخ.
256ه
أماجور (حكم باسم المعتمد توفي سنة 264ه).
264ه
علي بن أماجور (تغلب عليه أحمد بن طولون ودخل دمشق توفي سنة 270ه). *
دي زمباور
Manuel de Généalogie et de Chronologie Pour l’histoire de l’Islam Par E. de E. de Zambaur .
الدولة الطولونية المصرية
وحاصر أحمد بن طولون نائب الديار المصرية مدينة أنطاكية، في سنة 265ه/878م، فاجتمع لأحمد بن طولون ملك الشام بكماله مع الديار المصرية؛ لأنه لما مات نائب دمشق أماجور ركب ابن طولون من مصر فتلقاه ابن أماجور إلى الرملة فأقره عليها، وسار إلى دمشق فدخلها، ثم إلى حمص وحلب وأنطاكية، وتوفي أحمد بن طولون سنة 270ه/884م.
وخلفه في سنة 271ه/884م خمارويه بن أحمد بن طولون ملك بلاد مصر والشام، وأرسل الخليفة جيشا لاسترداد الشام، فاستنجد أهل الشام بأبي العباس بن الموفق، فكسر خمارويه وتسلم دمشق، ولحقه إلى بلاد الرملة، فأدركه على ماء عليه طواحين (طواحين نهر العوجا). ولكن كمينا لجيش خمارويه تمكن من الجيش العراقي فهزمه، واسترد الطولونية دمشق وسائر الشام، وأقاموا أبا العشائر أخا خمارويه أميرا عليهم.
وفي سنة 275ه/888م سجن أبو أحمد الموفق ولده أبا العباس المعتضد في دار الإمارة؛ وذلك أنه أمره بالمسير إلى بعض الوجوه فامتنع أن يسير إلا إلى الشام التي ولاه إياها عمه المعتضد، وأمر بسجنه فثارت الأمراء، وابتدأت سنة 278ه/891م حركة القرامطة الإسماعيلية، نسبة إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصادق، والقرامطة نسبة إلى قرمط بن الأشعث البقار، وتوفي المعتمد سنة 279ه/892م وخلفه المعتضد، وتزوج المعتضد من ابنة خمارويه سلطان الديار المصرية سنة 281ه/894م.
وقتل خمارويه في سنة 282ه/895م في دمشق، وولوا بعده ولده جيش، ثم قتلوه وولوا هارون بن خمارويه، فلما كان المكتفي سنة 289ه/901م عزله وولى مكانه محمد بن سليمان الواثقي، فاصطفى أموال الطولونيين، وكان ذلك آخر العهد بهم.
واضطرب الجيش في سنة 284ه/897م على هارون بن خمارويه، فأقاموا له جعفر بن أبان، فبعث إلى دمشق، وكانت قد منعت البيعة تسعة أشهر بعد أبيه، واضطربت أحوالها فبعث إليهم جيشا مع بدر الحمامي والحسن بن أحمد الماذرائي، فأصلحا أمرها واستعملا على نيابتها طغج بن خف ورجعا إلى مصر. البداية والنهاية (11 / 77).
وقصد القرامطة دمشق في سنة 289ه/901م، فقاتلهم نائبها طغج بن خف من جهة هارون بن خمارويه، فهزموه مرات متعددة، وكان ذلك بسفارة يحيى بن زكرويه بن بهرويه، ومات الخليفة المعتضد، وخلفه المكتفي بالله.
وفي سنة 290ه/902م قتل يحيى بن زكرويه القرمطي على باب دمشق، قتله مغربي من جيش المصريين، وخلفه أخوه الحسين وتسمى بأحمد وتكنى بأبي العباس، وحاصر دمشق فصالحه أهلها على مال، وسار إلى حمص وحماه والمعرة، فكتب أهل الشام إلى الخليفة، فأرسل جيشا كثيفا لحربه وقتل سنة 291ه/903م.
وأرسل الخليفة المكتفي إلى الديار المصرية جيشا لمحاربة هارون بن خمارويه في سنة 292ه/904م فقضى على الدولة الطولونية.
عودة الشام ومصر إلى حظيرة العباسيين
وظهر في سنة 293ه/905م رجل بمصر يقال له: الخليجي، وخلع الطاعة، فأمر الخليفة أحمد بن كنغلغ نائب دمشق أن يقاتله فلم يقدر عليه، ثم هاجم القرامطة دمشق فلم يقدروا عليها، فذهبوا إلى طبرية فقتلوا أكثر أهلها، وتوفي الخليفة المعتضد في سنة 295ه/907م، وخلفه المقتدر، وفي سنة 309ه/921م قلد المقتدر مؤنس الخادم بلاد مصر والشام ولقبه المظفر، وأمر أن يكتب ذلك في المراسلات إلى الآفاق. البداية والنهاية (11 / 132).
وجاء في البداية والنهاية (11 / 148) أن الوزير ابن الفرات أشار على الخليفة المقتدر بالله أن يبعد عنه مؤنسا الخادم إلى الشام - وكان قد قدم من بلاد الروم من الجهاد، وقد فتح شيئا كثيرا من حصون الروم وبلدانهم وغنم غنائم كثيرة - فأجابه إلى ذلك، فسأل مؤنس الخليفة أن ينظره إلى سلخ رمضان، وكان مؤنس قد أعلم الخليفة بما يعتمده ابن الوزير من تعذيب الناس ومصادرتهم أموالهم، فأمر الخليفة مؤنسا بالخروج إلى الشام.
واستدعى الخليفة مؤنسا في سنة 312ه/924م لقتال القرامطة، وكلف علي بن عيسى أن ينظر في أمر الشام ومصر، وكان مقيما بمكة ويسير إلى تلك البلاد في بعض الأوقات فيعمل ما ينبغي ثم يرجع إلى مكة، وفي سنة 314ه/926م ولى الخليفة أبا القاسم عبيد الله بن محمد الكلوذاني نيابة عن علي بن عيسى حتى يقدم، ثم أرسل في طلب علي بن عيسى، وهو بدمشق، فقدم بغداد في أبهة عظيمة، فنظر في المصالح الخاصة والعامة، ورد الأمور إلى السداد. البداية والنهاية (11 / 154). وأصبح علي بن عيسى وزيرا في سنة 315ه/927م.
وخلع المقتدر في سنة 317ه/929م، وتولى القاهر، ثم عاد المقتدر، وفي سنة 319ه/930م خلع علي ابنه العباس الراضي، وجعله نائب بلاد المغرب ومصر والشام، وجعل مؤنس الخادم يسد عنه أمورها، وقتل المقتدر سنة 320ه/832م، وبويع للقاهر وظهر آل بويه سنة 321ه/933م وملكوا بغداد من أيدي الخلفاء العباسيين، وخلع القاهر سنة 321ه/933م وسملت عيناه وعذب ومات سنة 333ه/944م، وافتقر حتى كان يستعطي، وبويع بعده الراضي بالله، وفي سنة 322ه/933م توفي المهدي أبو محمد عبيد الله أول الخلفاء الفاطميين في إفريقية.
لم يبق للخليفة حكم في غير بغداد ومعاملتها سنة 324ه/935م فكانت مصر والشام في يد محمد بن طغج، وعزل الخليفة أحمد بن كلغلغ عن نيابة الشام، وأضاف ذلك إلى ابن طغج نائب الديار المصرية .
وفي سنة 328ه/939م استولى محمد بن رائق على بلاد الشام، فدخل حمص فأخذها، ثم دمشق، وعليها بدر بن عبد الله الإخشيد، وهو المعروف ببدر الإخشيد، وهو محمد بن طغج، فأخرجه منها واستولى عليها.
ثم ركب إلى الرملة فأخذها، وسار فأخذها، وسار إلى العريش فلقيه محمد بن طغج الإخشيد فاقتتلا فهزمه ابن رائق، واشتغل أصحابه بالنهب، ونزلوا بخيام المصريين، فكر عليهم المصريون فقتلوهم، وهرب ابن رائق، ودخل دمشق في أسوأ حال. فأرسل إليه ابن طغج أخاه نصر بن طغج فاقتتلوا عند اللجون، فهزم ابن رائق المصريين، وقتل أخو الإخشيد، فغسله ابن رائق وكفنه، وبعث به إلى أخيه بمصر، وأرسل معه ولده، وكتب إليه يحلف أنه ما أراد قتله، ولقد شق عليه، وهذا ولدي فاقتد منه، فأكرم الإخشيد ولد محمد بن رائق، واصطلحا على أن تكون الرملة وما بعد إلى ديار مصر للإخشيد، ويحمل إليه الإخشيد في كل سنة مائة ألف دينار وأربعين ألف دينار، وما بعد الرملة إلى جهة دمشق تكون لابن رائق. البداية والنهاية (11 / 192)، وفي سنة 329ه/940م، توفي الراضي بالله، وبويع للمتقي.
فلسطين في عهد الإخشيديين
وفي سنة 330ه/940م قتل ابن رائق، فركب صاحب مصر الإخشيد محمد بن طغج إلى دمشق فتسلمها من محمد بن يزداد نائب ابن رائق، ولم ينتطح فيها عنزان. البداية والنهاية (11 / 202).
وعزل الخليفة بدر الخرشني عن الحجابة، وولاها سلامة الطولوني، وجعل بدرا على طريق الفرات، فسار إلى الإخشيد، فأكرمه واستنابه على دمشق فمات بها سنة 333ه/944م.
وخلع الخليفة في سنة 333ه/944م وسملت عيناه، وكان هو مقيم بالموصل، أرسل إلى الإخشيد محمد بن طغج، صاحب مصر والبلاد الشامية، أن يأتيه، فأقبل عليه وخضع له غاية الخضوع، وكان يقوم بين يديه كما تقوم الغلمان، ويمشي والخليفة راكب، وعرض عليه أن يسير معه إلى مصر أو يقيم ببلاد الشام فأبى. فأشار عليه بالمقام بالموصل وأن لا يذهب إلى تورون، وحذره من مكره، وأهداه هدايا كثيرة فاخرة ورجع، أما الخليفة فرجع إلى بغداد، فسمل تورون التركي عينيه، وخلع وبويع للمستكفي بالله.
وركب سيف الدولة الحمداني في هذه السنة إلى حلب، فتسلمها من يانس المؤنسي، ثم سار إلى حمص ليأخذها، فجاءته جيوش الإخشيد محمد بن طغج بقيادة مولاه كافور، فاقتتلوا بقنسرين، ورجع سيف الدولة إلى الجزيرة، ثم عاد إلى حلب فاستقر ملكه بها.
واستقر معز الدولة بن بويه في سنة 334ه/945م ببغداد، وخلع الخليفة، وسملت عيناه، وتوفي سنة 338ه/949م وبويع للمطيع بالله، وضعف أمر الخليفة، وتولى الملك معز الدولة.
وتوفي محمد بن طغج الإخشيد في سنة 334ه/945م، صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية، وأقيم ولده أبو القاسم أبو جور مكانه، وكان صغيرا، وأقيم كافور الإخشيد أتابكه، وكان يدير الممالك بالبلاد كلها، وقصد سيف الدولة الحمداني دمشق فأخذها من أصحاب الإخشيد، ففرح بها، وركب سيف الدولة ونظر الغوطة فأعجبته وقال: «ينبغي أن يكون هذا كله لديوان السلطان.»
فكتب أهل دمشق إلى كافور الإخشيدي يستنجدونه فأقبل إليهم، وأجلى عنهم سيف الدولة، وطرده عن حلب واستناب عليها، وكر راجعا إلى دمشق، فاستناب عليها بدرا الإخشيدي، ويعرف (ببدير). فلما سار كافور إلى مصر رجع سيف الدولة إلى حلب فأخذها ولم يبق له في دمشق شيء يطمع فيه، وكافور هذا هو الذي هجاه المتنبي ومدحه أيضا. البداية والنهاية (11 / 213).
وكانت وفاة أبي بكر الإخشيد محمد بن طغج سنة 334ه/945م بدمشق، ونقل إلى بيت المقدس فدفن هناك. البداية والنهاية (11 / 215) وأما قبره فغير معروف.
وانتزع معز الدولة البويهي في سنة 337ه/948م الموصل من ناصر الدولة الحمداني، ثم تصالحا على أن يحمل ما تحت يد ناصر الدولة من بلاد الجزيرة والشام إلى معز الدولة في كل سنة ثمانية آلاف ألف درهم، وأن يخطب ناصر الدين له ، أي لمعز الدولة وأخويه، على منابر البلاد.
وتوفي كافور الإخشيد سنة (356-357ه/966-967م) وتملك مصر ودمشق، واستقل بالأمر سنة 355ه/965م، واستقرت المملكة، فدعي له على المنابر بالديار المصرية والشامية والحجازية، وقام في الملك بعده أبو الحسن علي بن الإخشيد، ومنه أخذ الفاطميون مصر.
حكام دمشق في عهد الطولونيين والإخشيديين
264ه
لؤلؤ مولى أحمد بن طولون.
283ه
طغج بن الحاكم الطولوني.
289ه (ظهور القرامطة).
283ه
محمد بن طغج الإخشيدي حتى سنة 321ه.
324ه
بدر بن عبيد الله الحكم الإخشيدي.
328ه
محمد بن رائق (فتح سوريا حتى الرملة).
329ه
أبو الحسن أحمد بن علي بن مقاتل نائبه.
330ه
محمد بن يزداد الشهزوري.
334ه
سيف الدولة أبو الحسن علي الحمداني يستولي على دمشق.
336ه
أبو جور الإخشيدي يستعيد بلدة دمشق.
336ه
بدر بن عبيد الله الحاكم الإخشيدي للمرة الثانية.
337ه
أبو المظفر حسن بن طغج.
فلسطين في عهد الفاطميين
ودخل الفاطميون في سنة 358ه/968م مصر بقيادة جوهر الرومي من جهة المعز الفاطمي، وأرسل جعفر بن فلاح في جيش كثيف إلى الشام، وكان بدمشق الشريف أبو القاسم بن يعلى الهاشمي، وبعد قتال خطب للمعز بدمشق، وحمل الشريف أبو القاسم إلى القاهرة، وأسر الحسن بن طغج ونفي إلى أفريقيا؛ واستقرت يد الفاطميين على دمشق سنة 360ه/970م، وظلوا كذلك إلى أن استولى عليها صلاح الدين، وفي تلك السنة دخل الروم إلى حمص ونهبوها.
وخطب في سنة 359ه/969م للمعز بدمشق، عن أمر جعفر بن فلاح، فقاتله الحسن بن طغج بالرملة فغلبه ابن فلاح وأسره وأرسل إلى إفريقية وفيها هاجم الروم طرابلس فحرقوها ومالوا إلى السواحل فملكوا ثمانية عشر بلدا سوى القرى، وأحرقوا حمص. البداية والنهاية (11 / 268).
وأذن بدمشق وسائر الشام في سنة 366ه/976م «بحي على خير العمل.» وقال ابن عساكر في ترجمة جعفر بن فلاح نائب دمشق هو أول من تأمر بها عن الفاطميين. البداية والنهاية (11 / 270).
وخلع المطيع في سنة 363ه/973م وولي الطائع، والتحم المعز الفاطمي والقرمطي، والتف مع الحسين القرمطي أمير العرب ببلاد الشام حسن بن الجراح الطائي، فرجحت كفة القرامطة، فاستمال المعز حسان بن الجراح، فانهزم القرامطة، وانسحبوا إلى أذرعات، وانهزم القرمطي، وبعث المعز سرية وأمر عليهم ظالم بن موهوب العقيلي، فجاء إلى دمشق فتسلمها من القرامطة، واعتقل متوليها أبو الهيجاء القرمطي، وابنه، واعتقل رجلا يقال له: أبو بكر النابلسي
1
من أهل نابلس، كان يتكلم عن الفاطميين، ويقول: «لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم بواحد، ورميت الفاطميين بتسعة.» فقتل. وكان القائد العام الفاطمي الذي نازل القرامطة أبو محمود بن إبراهيم، فلما فرغ من قتالهم أقبل نحو دمشق فخرج إليه ظالم بن موهوب حاكمها، وأنزله ظاهر دمشق، فأخذت العساكر تنهب وتسلب، واصطدموا بالأهلين وأحرقت بعض دمشق، وعزل ظالم بن موهوب وتولى الشام حبيش بن الصمصامة ابن أخت أبي محمود، فلم تنتظم الأمور، فولي عليهم الطواشي ريان الخادم من جهة المعز الفاطمي، فسكنت النفوس. البداية والنهاية (11 / 277).
أخذ دمشق من الفاطميين
ذكر ابن الأثير أن (الفتكين) غلام معز الدولة، الذي خرج عن طاعته، جمع الجيوش ونزل على دمشق، في سنة 364ه/974م، وكان عليها من جهة الفاطميين ريان الخادم، وساعده أهل الشام، فأخرج منها ريان، فاحتل دمشق ونظم أمورها، فشكره المعز، وطلب إليه أن يجعله نائبا من جهته فلم يقبل، فقطع الخطبة للفاطميين، وقصد صيدا وبها خلق من المغاربة عليهم ابن الشيخ، وفيهم ظالم بن موهوب العقيلي الذي كان نائبا على دمشق للمعز الفاطمي، فأخذ البلد وقصد طبرية فأخذها، وتوفي المعز سنة 365ه/975م، وخلفه العزيز فبعث جوهر القائد الصقلي لقتاله وأخذ الشام من يده، فحالفه أهل الشام، وحاصر جوهر الشام سبعة أشهر، فاستنجد الفتكين بالحسين بن أحمد القرمطي، وهو بالحساء، فلما أقبل لنصره، انسحب جوهر إلى الرملة، فتبعه الفتكين والقرمطي، فتواقعوا عند نهر الطواحين (العوجا) على ثلاثة فراسخ من الرملة، وحصروا جوهر بالرملة. ثم أطلقوه فاستنجد بالعزيز وعاد على رأس جيش كبير، وحارب الفتكين والقرمطي والأعراب عن الرملة، فانهزم القرمطي وبقية الشاميين، وأسر الفتكين، فأكرمه العزيز ورجع معه إلى مصر، إلى أن وقع بينه وبين ابن كلس الوزير الفاطمي، فسقاه سما فمات، فغضب العزيز وحبس الوزير ثم عفا عنه.
القرامطة بدمشق
توفي رئيسهم الحسين أحمد القرمطي سنة 366ه/976م، وقد تغلب على الشام سنة 357ه/967م وعاد إلى الإحساء بعد سنة، ثم عاد إلى دمشق سنة 360ه/970م وكسر جعفر بن فلاح أول نائب فاطمي بالشام، ثم توجه إلى مصر فحاصرها سنة 361ه/971م واستخلف على دمشق ظالم بن موهوب، ثم عاد إلى الإحساء، ثم رجع إلى الرملة فتوفي فيها سنة 366ه/976م وكان يظهر الطاعة للعباسيين. البداية والنهاية (11 / 286).
ملك قسام التراب لدمشق
لما ذهب الفتكين إلى مصر نهض رجل من أهل دمشق، يقال له: قسام التراب، فاستحوذ على دمشق، وحاصره جنود العزيز من مصر فلم يقدروا عليه، وجاء أبو تغلب الحمداني فحاصره فلم يقدر عليه، فانصرف إلى طبرية، فوقع بينه وبين بني عقيل وغيرهم من العرب حروب، وقتل أبو تغلب، وكان قسام التراب هذا (من بني الحارث بن كعب من اليمن) أقام بالشام سنين عديدة، وقال ابن عساكر: أصله من قرية تلفيتا، وكان ترابا، قلت: إن العامة يسمونه قسيم الزبال، ولم يكن زبالا، بل ترابا، من قرية تلفيتا قرب منين، وكان ينتمي إلى رجل من أحداث دمشق، يقال له: أحمد بن المسطان، فكان من حزبه، ثم استحوذ على الأمور، وغلب على الأمراء والولاة، إلى أن قدم بلكتكين التركي من مصر سنة 376ه/986م واختفى قسام التراب، فأرسل إلى مصر وعفي عنه.
وقبض على الخليفة الطائع بالله، في سنة 381ه/991م وبويع للقادر بالله، وفي هذه السنة ظهر أبو الفتوح الحسين العلوي أمير مكة، وادعى أنه خليفة وسمي الراشد بالله، فتلقوه بالرحب، ولكن الحاكم بأمر الله بعث إلى عرب الشام ووعدهم بالذهب، فانتظم أمر الحاكم، وتمزق أمر الراشد. البداية والنهاية (11 / 310).
وتوفي الطائع بالله، في سنة 393ه/1002م واستناب الحاكم بأمر الله على دمشق وجيوش الشام أبا محمد الأسود، ثم بلغه أنه عزر رجلا مغربيا سب أبا بكر وعمر، وطاف به في البلد، فخاف من معرة ذلك فبعث إليه فعزله مكرا وخديعة. البداية والنهاية (11 / 332).
وتوفي القادر بالله في سنة 422ه/1030م وبويع للقائم بالله، وتوفي الطاهر بن الحكم الفاطمي سنة 427ه/1036م وتكفل بأعباء المملكة الأفضل أمير الجيوش، واسمه بدر الجمالي.
وظهر السلاجقة في نيسابور سنة 429ه /1037م. وفي هذه السنة قتل جيش المصريين لصاحبه شبل الدولة، نصر بن صالح بن مرداس، واستولوا على حلب وأعمالها، وفي سنة 434ه/1042م ملك ثمال بن صالح بن مرداس حلب، وأخذها من الفاطميين فبعث إليه المصريون من حاربه. البداية والنهاية (12 / 50).
وملك المصريون في سنة 441ه/1049م مدينة حلب، وأجلوا عنها صاحبها ثمال بن صالح بن مرداس، توفي 454ه/1062م.
وهجم ملك الروم أرمانوس في سنة 462ه/1069م، ومال نحو الشام وأهله ميلة واحدة، فاستعاده من أيدي المسلمين ونشب بينه وبين ألب أرسلان قتال انتهى بفوز ألب أرسلان. البداية والنهاية (12 / 100).
وتوفي السلطان ألب أرسلان، في سنة 465ه/1072م وأقيمت الدعوة العباسية في بيت المقدس، وتوفي القائم بأمر الله في سنة 467ه/1074م وخلفه المقتدي بأمر الله.
وملك الأقسيس مدينة دمشق في سنة 468ه/1075م، وانهزم المعلي بن حيدر نائب المستنصر العبيدي في مدينة بانياس، والأقسيس هذا هو أتسز بن أون الخوارزمي، لقبه الملك المعظم، وهو أول من استعاد بلاد الشام من أيدي الفاطميين بعد أن كان يؤذن بحي على خير العمل على منابر دمشق وسائر الشام مائة وست سنين، وبنى قلعة دمشق، فأكملها بعده الملك المظفر تتش بن ألب أرسلان السلجوقي. البداية والنهاية (12 / 112). الذي انتزع الملك سنة 469ه/1076م منه.
واستمرت إلى أيام نور الدين محمود بن زنكي، وجددها الملك صلاح الدين في عهد نائبه ابن مقدم، ثم اقتسمها الملك العادل وأولاده، وجددها الملك الظاهر بيبرس، ثم ابتنى بعده، في دولة الملك الأشرف خليل بن المنصور، نائبه الشجاعي.
وملك حلب نصر بن محمود بن مرداس بعد وفاة أبيه، في سنة 469ه/1076م، وملك المظفر تاج الملوك تتش بن ألب أرسلان السلجوقي دمشق، في سنة 471ه/1078م، وقتل ملكها أقسيس، وفي سنة 479ه/1086م كانت الوقعة بين تتش صاحب دمشق وبين سليمان بن قتلمش صاحب حلب وأنطاكية وتلك الناحية، فانهزم أصحاب سليمان، وقتل هو نفسه بخنجر كانت معه. فسار السلطان ملكشاه السلجوقي من أصبهان إلى حلب، وملك ما بين ذلك من البلاد التي مر بها، مثل: حران، والرها، وقلعة جعبر، وكان جعبر شيخا كبيرا قد عمي وله ولدان، وكان قطاع الطريق يلجئون إليها فيتحصنون بها، فراسل السلطان سابق بن جعبر في تسليمها فامتنع عليه، فنصب عليها المناجيق والعرادات ففتحها وأمر بقتل سابق، فقالت زوجته: «لا تقتله حتى تقتلني معه»، فألقاه من رأسها فتكسر، ثم أمر بتوسيطهم بعد ذلك فألقت المرأة نفسها وراءه فسلمت، فلامها بعض الناس، فقالت: «كرهت أن يصل إلي التركي فيبقى ذلك عارا علي.» فاستحسن منها ذلك.
واستناب السلطان على حلب قيم الدولة اقسنقر التركي، وهو جد نور الدين الشهيد.
حكام دمشق في عهد الفاطميين
358ه
أبو علي جعفر بن فلاح يستولي على دمشق باسم المعز (قتله القرامطة سنة 360ه).
358ه
استولى القرامطة على المدينة.
363ه
ظالم بن موهوب العقيلي.
حبيش بن محمد بن الصمصامة (ولي إمرة الشام ثلاث مرات).
ريان المعزي.
364ه
الفتكين المعزي.
367ه
قسام التراب.
369ه (حرب ضد ابن فلاح).
371ه
بلكتكين (يلتكين) التركي.
372ه
بكجور.
381ه
منير الخادم.
381ه
منجوتكين.
386ه
سليمان بن فلاح.
388ه
بشارة الإخشيدي.
388ه
حبيش بن محمد بن الصمصامة (قتل سنة 390ه).
390ه
تميم بن إسماعيل المغربي.
390ه
سليمان بن فلاح (للمرة الثانية).
392ه
خوتكين الداعي (الضيف).
392ه
طزملت بن بكار البربري (أوتمذوات).
394ه
أبو صالح مفلح اللحياني.
399ه
حامد بن ملحم.
401ه
وجيه الدولة أبو المطيع بن حمدان بن ناصر الدولة.
401ه
بدر العطار.
403ه
أبو عبد الله بن نزال.
404ه
أبو الحسن علي بن جعفر بن فلاح.
405ه
عبد الرحيم بن إلياس.
407ه
شمس الدولة شاه تكين.
407ه
يوسف بن ياروخ.
408ه
سديد الدولة أبو منصور.
409ه
بدر العطار (للمرة الثانية).
410ه
عبد الرحيم بن إلياس (للمرة الثانية).
412ه
وجيه الدولة (للمرة الثانية).
414ه
شهاب الدولة شاه تكين.
415ه
وجيه الدولة (للمرة الثالثة).
419ه
أنوشتكين الدزبري الجيلي منتخب الدولة أمير الجيوش (توفي سنة 443ه).
433ه
ناصر الدولة الحمداني.
440ه
بهاء الدولة طارق الصقلبي المستنصري.
441ه
عضد الدولة المستنصري.
441ه
معين الدولة ذو الرئاستين، حيدرة بن عضد الدولة بن الحسين بن مفلح (المعز أو المعتز أيضا).
449ه
مكين الدولة أبو علي الحسن بن علي بن ملهم.
450ه
ناصر الدولة (للمرة الثانية).
452ه
سبكتكين المستنصري.
452ه
موفق الدولة جوهر المستنصري.
453ه
حسام الدولة بن البتشناكي.
453ه
عتاد الدولة بن ناصر الدولة.
453ه
معين الدولة حيدرة (للمرة الثانية).
455ه
أمير الجيوش بدر الجمالي.
460ه
قطب الدولة بارزتغان.
461ه
حصن الدولة معلى بن حيدرة بن معز.
468ه
زين (أو رزين) الدولة انتصار بن يحيى المصمودي .
468ه
أتسز *
التركي (يستولي على المدينة باسم السلاجقة نهاية الدولة الفاطمية في الشام).
470ه
هجوم المصريين. *
الأقسيس.
استيلاء المصريين على عدة بلاد من بلاد الشام
في البداية والنهاية (12 / 135) استولى جيش المصريين على عدة بلاد من بلاد الشام في سنة 482ه/1089م.
وفي سنة 485ه/1092م ملك تاج الدولة تتش صاحب دمشق مدينة حمص، وقلعة غزنة، وقلعة فامية.
وأخذ المستنصر العبيدي مدينة صور من أرض الشام في سنة 486ه/1093م. البداية والنهاية (12 / 145).
وتوفي أقسنقر الأتابك السلجوقي الحاجب صاحب حلب في سنة 487ه/1094م، وهو جد الملك نور الدين الشهيد بن زنكي بن أقسنقر. وكان من أصحاب السلطان ملكشاه السلجوقي، ثم أعطاه حلب وأعمالها بإشارة الوزير نظام الملك. وكان موته على يد السلطان تاج الدولة تتش صاحب دمشق، وذلك أنه استعان به وبصاحب حران والرها على قتال ابن أخيه بركيارق بن ملكشاه، ففرا عنه وتركاه، فهرب إلى دمشق، فلما تمكن ورجعا قاتلهما بحلب فقتلهما وأخذ بلادهما إلا حلب، فإنها استقرت لولد أقسنقر زنكي في سنة 523ه/1128م. قال ابن خلكان: كان مملوكا للسلطان ملكشاه، فلما ملك تتش حلب استنابه بها فعصى عليه فقصده، وكان قد ملك دمشق أيضا فقاتله، فقتله في سنة 487ه/1094م ودفنه ولده عماد الدين زنكي وهو والد نور الدين، وقبره بحلب.
وفي سنة 488ه/1095م قدم يوسف بن أبق التركماني من جهة تتش صاحب دمشق إلى بغداد، وتوجه تتش لقتال أخيه بناحية الري، وقتل تتش في هذه الأثناء واستقل بالأمر بركيارق، وكان دقاق بن تتش مع أبيه حين قتل فسار إلى دمشق فملكها، وكان نائب أبيه عليها الأمير ساوتكين، واستوزر أبا القاسم الخوارزمي، وملك عبد الله بن تتش مدينة حلب.
وكان تتش تاج الدولة بن ألب أرسلان، صاحب دمشق وغيرها.
فاستنجده أتسز في محاربة أمير الجيوش من جهة صاحب مصر، فلما قدم دمشق لنجدته، وخرج إليه أتسز أمر بمسكه وقتله، واستحوذ هو على دمشق وأعمالها سنة 471ه/1078م. ثم حارب أتسز وقتله، وتحارب مع أخيه بركيارق ببلاد الري فقتل في المعركة، وتملك ابنه رضوان حلب إلى سنة 557ه/1161م وقام بعده ولده تاج الملك بوري، ثم ابنه الآخر شمس الملك، ثم أخوه شهاب الدين محمود بن بوري، ثم أخوه محمد بن بوري ثم مجير الدين ارتق من سنة 534ه/1139م إلى أن انتزع الملك منه نور الدين محمود.
وكان أتابك العساكر في دمشق معين الدين أنر، وإليه تنسب المعينية بالغور والمدرسة المعينية بدمشق.
وفي سنة 490ه/1096م خطب الملك رضوان بن تاج الملك تتش للخليفة الفاطمي المستعلي.
دخول الصليبيين سوريا
وملك الإفرنج أنطاكيا سنة 491ه، فاجتمع لمقاتلتهم الأمير كربوقا صاحب الموصل، ودقاق صاحب دمشق، وجناح الدولة صاحب حمص، وغيرهم. البداية والنهاية (12 / 155).
وأخذ الإفرنج القدس في سنة 492ه/1097م، وفي سنة 493ه/1099م التقى الإفرنج مع (ستكين بن انشمند طايلو) أتابك دمشق واسمه أمين الدولة، وهو واقف الأمينية بدمشق، وبصرى فهزم الإفرنج. البداية والنهاية (12 / 158).
وملك دقاق بن تتش صاحب دمشق مدينة الرحبة في سنة 496ه/1102م، وتوفي دقاق سنة 497ه/1103م فأقام مملوكه طغتكين ولدا له صغيرا مكانه، وأخذ البيعة له، وصار هو أتابكة فأدار المملكة مدة بدمشق. البداية والنهاية (12 / 163).
الدولة البورية
497-547ه
ووقعت وقعة عظيمة بين المسلمين والإفرنج في أرض طبرية في سنة 507ه/1113م، كان فيها ملك دمشق الأتابك طغتكين، ومعه صاحب الموصل مودود بن زنكي، فقتله باطني، وهو يصلي. وجاء كتاب من الإفرنج إلى المسلمين وفيه: «إن أمة قتلت عميدها، في يوم عيدها، في بيت معبودها، لحقيق على الله أن يبيدها.» وفيها ملك حلب ألب أرسلان بن رضوان بعد أبيه، وقام بأمر سلطنته لؤلؤ الخادم، فلم يبق معه سوى الرسم. البداية والنهاية (12 / 176).
ولجأ صاحب الموصل الأمير أقسنقر البرشقي، الذي ولاه السلطان محمد بن ملكشاه صاحب العراق إلى طغتكين صاحب دمشق في سنة 508ه/1114م، فاتفقا على عصيان السلطان محمد، فجرت بينهما حروب وبين نائب حمص قرجان بن قراجة ثم اصطلحوا، وجرد عليهم السلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي سنة 509ه/1115م جيشا مع الأمير برشق بن إيلغازي صاحب ماردين إلى صاحب دمشق طغتكين، وإلى أقسنقر، ولما فرغ منهما عمد لقتال الإفرنج. ولما اقترب الجيش من بلاد الشام هربا منه وتحيزا إلى الإفرنج، ثم اعتذر طغتكين صاحب دمشق إلى السلطان في بغداد، فرضي عنه ورده إلى عمله. البداية والنهاية (12 /177).
وولد نور الدين محمود بن زنكي صاحب حلب بدمشق في سنة 511ه/1117م، وفي سنة 522ه/1128م ملك تاج الملوك بوري بن طغتكين مدينة دمشق بعد وفاة أبيه، وتوفي بوري سنة 526ه/1131م وخلفه ملك دمشق شمس الملوك إسماعيل بن بوري بن طغتكين، واستوزر يوسف بن فيروز، وولد السلطان صلاح الدين في سنة 532ه/1137م.
وقتل صاحب دمشق شهاب الدين محمود بن تاج الملوك بوري بن طغتكين في سنة 533ه/1138م، وحاصر زنكي دمشق سنة 534ه/1139م فحصنها الأتابك معين الدين ابن مملوك طغتكين، واتفق موت ملكها محمود بن بوري، فأرسل معين الدين إلى أخيه مجير الدين أرتق، وهو ببعلبك، فملكه دمشق، وقتل عماد الدين زنكي صاحب الموصل سنة 541ه/1146م فخلفه على حلب نور الدين محمود، وفيها جاء نجم الدين أيوب إلى صاحب دمشق، فسلمه القلعة وأعطاه إمرة عنده بدمشق.
واستغاث مجير الدين بن أتابك دمشق بالملك نور الدين صاحب حلب على الإفرنج، في سنة 543ه/1148م فالتقى بهم بأرض بصرى فهزمهم، ورجع إلى الكسوة، فخرج ملك دمشق مجير الدين أرتق فخدمه واحترمه، وشاهد الدماشقة حرمة نور الدين حتى تمنوه. البداية والنهاية (12 / 223).
وفي هذه السنة حاصر الإفرنج دمشق، وعليها مجير الدين أرتق وأتابكه معين الدين، وهو مدبر المملكة، فاستغاث أرتق بنور الدين محمود صاحب حلب، فانهزم الإفرنج، وتوفي معين الدين ابن أتابك العساكر بدمشق، في سنة 544ه/1149م وهو والد خاتون زوجة نور الدين. ولما مات معين الدين قويت شوكة الوزير الرئيس مؤيد الدولة علي بن الصوفي وأخيه زين الدولة حيدرة، فوقعت بينهما وبين الملك مجير الدين أرتق وحشة، فاقتتلا ثم تصالحا.
وقصد نور الدين دمشق في سنة 545ه/1150م ليأخذها، فلم يتفق له ذلك، فخلع على ملكها مجير الدين أرتق وعلى وزيره ابن الصوفي وتقررت الخطبة له بها بعد الخليفة والسلطان، وكذلك السكة. البداية والنهاية (12 / 228).
حكام السلاجقة
472ه
أتسز يسلم دمشق لتاج الدولة تتش بن ألب أرسلان.
488ه
دقائق بن تتش.
497ه
بكتاش بن تتش.
دولة بوري
497ه
طغتكين يعلن استقلاله.
522ه
تاج الملك بوري.
526ه
شمس الملك إسماعيل.
529ه
شهاب الدين محمود.
533ه
جمال الدين محمد.
534ه
مجير الدين أرتق بن محمد.
الدولة النورية
السلطان نور الدين زنكى الشهيد في دمشق (549-572ه)
وجاءت الأخبار سنة 549ه/1154م من مصر بأن خليفتها الظافر قد قتل، ولم يبق إلا صبي صغير ابن خمسة شهور، وقد ولوه عليهم ولقبوه بالفائز، فكتب الخليفة عهدا إلى نور الدين محمود بن زنكي بالولاية على بلاد الشام والديار المصرية.
وانتزع نور الدين في هذه السنة دمشق من يد ملكها مجير الدين أرتق لسوء سيرته، وحاصرته العامة في القلعة مع وزيره علي بن الصوفي، فتغلب الخادم عطاء على المملكة، وكان الناس يدعون ليل نهار أن يبدلهم بالملك نور الدين، واتفق أن أخذ الإفرنج عسقلان، فحزن نور الدين وهو لا يستطيع الوصول إليهم؛ لأن دمشق بينه وبينهم، فأرسل نور الدين الأمير أسد الدين شيركوه إلى مجير الدين، فلم يلتفت إليه. فدخل نور الدين دمشق قهرا، وأسر مجير الدين، وعوضه مدينة حمص، ففرح الناس به، بل إن ملوك الإفرنج كتبوا إليه يهنئونه بدمشق، ويتقربون إليه، ويخضعون له. البداية والنهاية (12 / 232).
وجعل نور الدين الأمير شمس الدولة بوران شاه بن نجم الدين شحنة دمشق، في سنة 550ه/1155م ثم من بعده جعل أخاه صلاح الدين يوسف هو الشحنة، وجعله من خواصه، وكان لا يفارقه، فقد كان حسن الشكل، حسن اللعب في الكرة، وكان نور الدين يحب لعب الكرة لتدمين الخيل وتعليمها الكر والفر. البداية والنهاية (12 / 232).
آخر الخلفاء الفاطميين
توفي الظافر سنة 555ه/1160م فخلفه العاضد، آخر خلفائهم، وزالت دولة الفاطميين على يد صلاح الدين، وذلك سنة 564ه/1168م، وكان يدبر المملكة الفاطمية الملك الصالح طلائع بن رزيك الوزير الأرمني، وهو الذي كسر الفرنج بأرض عسقلان سنة 553ه/1158م.
وقام أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين يفتحان الإسكندرية سنة 562ه / 1166م، وفتحت مصر في سنة 564/ه1168م على يد الأمير أسد الدين شيركوه وأصبح وزيرا للعاضد، فدانت مصر لنور الدين، وتوفي أسد الدين في هذه السنة، وتولى الوزارة صلاح الدين ولقب بالملك الناصر، وأصبح نائبا للملك نور الدين.
وشرع صلاح الدين سنة 566ه/1170م في تهيد الخطبة لبني العباس وقطع الأذان (بحي على خير العمل) وفي سنة 567ه أمر بالخطبة لبني العباس، وكانت الخطبة قد قطعت في مصر منذ سنة 359ه/969م أي مائتين وثمان سنين، وتوفي العاضد سنة 567ه/1171م وخطب للخليفة المستنصر بالله العباسي.
وتوفي نور الدين سنة 569ه/1173م وخلفه ابنه الصالح إسماعيل، وجعل أتابكه الأمير شمس الدين بن المقدم، ثم أخذ الصالح إسماعيل، وكان صغيرا إلى حلب بإشراف الطواشي سعد الدولة مستكين، وسلمت دمشق إلى الأتابك شمس الدولة بن المقدم، والقلعة إلى الطواشي جمال الدين ريحان، ودخل صلاح الدين دمشق سنة 570ه/1174م وخطب لنور الدين في مصر والشام.
في عهد الأيوبيين1
568-648ه/1196-1250م
أول من ولي أمر بيت المقدس بعد الفتح الصلاحي سنة 583ه/1187م هو الأمير حسام الدين سياروخ التركي، أحد أمراء الملك صلاح الدين، وكان دينا حسن السيرة، واستمر على ولايته إلى حين وقوع الهدنة بين السلطان والإفرنج في سنة 588ه/1192م.
ثم جاء بعده الأمير عز الدين جرديك أحد أمراء السلطان الملك العادل نور الدين الشهيد، وكان أميرا معتبرا شجاعا، اتصل بخدمة الملك الناصر صلاح الدين، فلما حصل الصلح بين السلطان والإفرنج بالهدنة فوض إلى الأمير جرديك ولاية القدس الشريف.
وولي الأمير علم الدين قيصر أعمال الخليل، وعسقلان، وغزة، والداروم، وما وراءها سنة 588ه/1192م.
وكان الأمير سنقر الكبير صاحب القدس متوليا عليها في سنة 593ه/1196م وتوفي في السنة المذكورة.
واستقر بعده في القدس الأمير صارم الدين قطلو مملوك عز الدين فرخشاه بن شاهنشاه بن أيوب.
وكان الأمير الاسفهسلار عز الدين سعيد السعداء، أبو عمرو عثمان بن علي بن عبد الله الزنجيلي متوليا على القدس، وهو الذي عمر قبة المعراج بصحن الصخرة سنة 597ه/1200م.
ثم الأمير حسام الدين أبو سعيد عثمان بن عبد الله المعظمي متولي القدس، وهو الذي تولى عمارة قبة النحوية (المدرسة النحوية) بصحن الصخرة (من الجهة الجنوبية الغربية) بأمر الملك المعظم عيسى سنة 604ه/1207م.
وكان الأمير رشيد الدين فرج عبد الله المعظمي متوليا للخليل في زمن الملك المعظم عيسى، وهو الذي تولى عمارة المنارة بمقام السيد يونس بقرية حلحول (يراها المسافر إلى يسار الطريق) وذلك سنة 623ه/1226م.
دولة زنكي والأيوبيين
549ه
نور الدين زنكي (شيركوه الحاكم)
الأيوبيون 572-658ه
597ه
المعظم شرف الدين عيسى (ملك 615-624).
615ه
615ه
بدر الدين محمد بن مازن المعظمي.
624ه
أبو المنصور عز الدين أيبك المعظمي (للناصر داود).
626ه
635ه
جواد يونس بن مودود بن سيف الدين الأيوبي (توفي سنة 637ه).
658ه
استيلاء المغول على دمشق.
658ه
استعادة البلدة من قبل المصريين (معركة عين جالوت).
658ه
عز الدين أيبك الزراد.
660ه
علاء الدين طيبرس الوزيري.
661ه
جمال الدين آقوش النجيبي الصالحي (حتى 670ه).
663ه
شجاع الدين إسماعيل عمر الزوري.
في عهد المماليك البحريين
648-784ه/1250-1382م
كان الأمير الكبير
1
علاء الدين الأعمى، وهو أيدغدي بن عبد الله الصالحي النجمي من أكابر الأمراء، فلما أضر أقام بالقدس وولي نظره فعمره، كان ناظرا للحرمين أيام الظاهر بيبرس إلى أيام المنصور قلاوون، بنى المطهرة قريبا من المسجد النبوي، وأنشأ بالقدس رباطا بباب الناظر، وبلط صحن الصخرة، وعمر المغلق بالخليل على باب المسجد، وبداخله الأفران والطواحين، وهو مكان من العجائب يغلق عليه باب واحد، وفوقه الحاصل الذي يوضع فيه القمح والشعير، وكان سماط الخليل في كل خميس خمس كيالج قمحا وكيلجة عدسا فأصبح السماط كل يوم غرارتين قمحا توفي سنة 693ه/1293م، ودفن برباط بباب الناظر بالقدس.
ثم كان القاضي شرف الدين بن عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي، أقام الملك المنصور لاجين ناظرا للحرمين الشريفين مكة والمدينة، وحرمي القدس والخليل، وذلك سنة 697ه/1297م. عمر منارة الغوانمة (الجهة الشمالية الغربية) بالمسجد الأقصى.
وجاء بعده الملك الأوحد نجم الدين يوسف ابن الملك الناصر داود ابن الملك المعظم عيسى، ولي نظر القدس والخليل سنة 698ه/1298م، توفي سنة 698 / 1298ودفن برباطه المعروف بالمدرسة الأوحدية بباب حطة.
وكان الأمير ركن الدين منكورش الجاشنكير نائب السلطنة بقلعة القدس، توفي سنة 717ه/1317م ودفن بماملا.
أما الأمير علم الدين أبو سعيد سنجر الجاولي، فقد ولد بآمد ثم صار لأمير من الظاهرية يسمى جاولي، وانتقل بعد موته إلى بيت المنصور، ثم صار مقدما بالشام، وفي زمن الناصر محمد بن قلاوون ولي نظر الحرمين الشريفين، والنيابة بالقدس والخليل، وولي نيابة غزة، ثم استقر أميرا مقدما بمصر، ثم ولي نيابة حماه، ثم أعيد إلى نيابة غزة، ورتب مسند الشافعي ترتيبا حسنا، وشرحه في مجلدات بمعاونة غيره، وبنى عند مسجد الخليل المسجد المعروف بالجاولية، عمره من ماله، وعمر جامعا بغزة، وخانقاه بظاهر القاهرة، ومدرسة بالقدس، صارت في عصر مجير الدين الحنبلي 901ه/1495م مسكنا للنواب بالقدس، ووقف أوقافا كثيرة بغزة والخليل والقدس وغيرها، توفي سنة 745ه/1344م ودفن بالخانقاه التي أنشأها بالقاهرة.
وولي الأمير أبو الوقاسم عثمان بن أبي القاسم التميمي البصروي الحنفي، أحد أمراء الطبلخانة، نابلس، ونظر القدس والخليل، توفي بالقدس سنة 760ه/1358م ودفن بماملا.
وكان الأمير قطلوبغا ناظر الحرمين متوليا في دولة الملك الأشرف شعبان في سنة 769ه/1367م ، وهو الذي عمر منارة باب الأسباط.
وكان الأمير تمراز ناظر الحرمين، ونائب السلطنة بالقدس والخليل، متوليا في سنة 777ه/1375م.
وكان الأمير بدر الدين حسن بن عماد الدين العسكري ناظر الحرمين، ونائب السلطنة بالقدس والخليل، متوليا في سنة 782ه/1380م.
في عهد المماليك الشراكسة
784-922ه/1382-1517م
كان الأمير ناصر الدين محمد بن بهادر الفخر بن الظاهر ناظر الحرمين ونائب السلطنة في دولة الملك الظاهر برقوق متوليا في سنة 789ه/1387م.
وخلفه الأمير شرف الدين موسى بن بدر الدين حسن ناظر الحرمين ونائب السلطنة، وكان متوليا في سنة 793ه/1390م.
ثم تولى الأمير يلو الظاهري ناظر الحرمين ونائب السلطنة، وهو الذي عمر المحراب والمصطبة الكائنة تحت شجرة الميس المحددة (تجاه باب الناظر) في سنة 795ه/1392م، والسبب في عمل السلسلة الحديد عليها أنها شجرة عظيمة، وتفسخت أغصانها في زمن الأمير أركماس، فجعل عليها السلسلة الحديد صيانة لها من التفسخ.
ثم تفسخت في زمن الأمير طوغان، فزاد عليها سلسلة ثانية، فصارت تعرف بالميسة المحددة.
وكان الأمير جنتمر الركني الظاهري ناظر الحرمين ونائب السلطنة متوليا في سنة 796ه/1393م.
ثم ولي الأمير شهاب الدين أحمد اليغموري، نظر الحرمين ونيابة السلطنة بالقدس والخليل، في دولة الملك الظاهر برقوق في سنة 796ه/1393م، وأبطل المكوس، والمظالم، والرسوم التي أحدثها النواب قبله، وعمر الحرم الخليلي، ومقام السيد يوسف الصديق.
وكان الأمير أصغان بلاط ناظر الحرمين متوليا في سنة 804ه/1401م.
وولي الأمير زين الدين عمر بن علم الدين سليمان المشهور بابن العلم، نسبة لوالده، وكان والده يعرف بابن المهذب، النيابة والنظر بالقدس والخليل، توفي قتيلا في سنة 806ه/1403م.
أما الأمير علاء الدين علي ابن نائب الصبيبة، ناصر الدين محمد، فقد ولي قلعة الصبيبة بعد والده، وولي الحجوبية بالشام غير مرة، وولي نيابة القدس، وعمر به مدرسة بالجهة الشمالية من المسجد الأقصى، توفي بدمشق سنة 809ه/1406م ونقل إلى القدس ودفن بمدرسته.
وممن ولي الأمير علاء الدين الكركي وكان شاهين المؤيدي متوليا في سنة 816ه/1413م .
وتوفي الأمير ناصر الدين محمد بن العطار، ناظر الحرمين بالقدس سنة 828ه/1424م ودفن بماملا.
وكان الأمير شاهين المشهور بالذباح، نائب السلطنة بالقدس، وكان شجاعا وسبب تسميته بالذباح أنه أمسك جماعة من العرب (البدو) وذبحهم عند باب دار النيابة، فجرى الدم إلى مسافة بعيدة لكثرة المذبوحين، كانت ولايته في دولة الملك الأشرف برسباي في حدود سنة 830ه/1426م وبعدها.
وكان الأمير سودون المغربي، ناظر الحرمين متوليا في سنة 831ه/1427م، وولي بعده نظر الحرمين الأمير شاهين الشجاعي، وكان الأمير شرف الدين يحيى بن شلوه الغزي، ناظر الحرمين، متوليا في سنة 833ه/1429م.
وولي بعده الأمير أركماس الجلباني نظر الحرمين ونيابة السلطنة في دولة الملك الأشرف برسباي، عمر الأوقاف ونماها، وصرف المعاليم، واشترى للوقف مما أرصده من المال جهات من القرى والمسقفات. ثم عزل وتوفي سنة 838ه/1434م، ودفن بماملا.
ثم تولى الأمير حسن الأمير حسن قجا نظر الحرمين ونيابة السلطنة، وفي أيامه سرق مال الوقف الموضوع بصندوق الصخرة، واتهم به جماعة من الخدام، فأخذهم الأمير حسن إلى دار النيابة، وضرب بعضهم بالمقارع، وحبس شيخ الحرم جمال الدين بن غانم، كان متوليا في سنة 838ه/1434م وبعدها.
ثم كان الأمير حسام الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن عبد الله الشهير. بالكشكلي، ناظر الحرمين، ونائب السلطنة، عمر المدرسة الحسنية بباب الناظر، ووقف عليها أوقافا، ورتب لها وظائف من التصوف وغيره، وذلك سنة 838ه/1434م توفي بالقدس، بعد انفصاله عن النظر سنة 842ه/1438م، ودفن بماملا.
ثم الأمير طوغان العثماني ناظر الحرمين، ونائب السلطنة بالقدس والخليل، وكاشف الرملة ونابلس، ومتولي الصلت وعجلون، واستادرارا الأغوار، وغير ذلك من التكلم على الجهات السلطانية، جمع له بين هذه الوظائف في دولة الملك الأشرف برسباي سنة 840ه/1436م وبعدها في دولة الملك الظاهر جمقمق، له محاسن كثيرة ببيت المقدس من العمارة وإقامة الحرمة. ولما توفيت زوجته الست زهرا جعل لها مصحفا شريفا يقرأ لها بالصخرة، ودفنها على رأس جبل طور زيتا (جبل الطور الآن أو جبل الزيتون) في قبة عمرها بالقرب من خروبة العشرة، وعزل في سنة بعض وأربعين وثمانمائة 840ه/1436م وتوفي بغزة.
القاضي غرس الدين خليل بن أحمد بن محمد بن عبد الله السخاوي، جليس الحضرة الشريفة الظاهرية ومشيرها صحب الملك الظاهر جقمق قبل السلطنة، فلما تسلطن ولاه نظر الحرمين في أواخر سنة 843ه/1439م وأفردها عن الأمير طوغان، واستمر طوغان نائبا، قدم السخاوي القدس سنة 844ه/1440م وكان عليه خلعة السلطان بطرحه، فعمر الأوقاف، ورتب الوظائف وأقام نظام الحرمين، وفعل فيهما من الخير ما لم يفعله غيره، توفي بالقاهرة سنة 847ه/1443م.
ثم باشر الأمير خشقدم نيابة السلطنة بالقدس في دولة الملك الظاهر جقمق بشهامة، فحصل منه عسف للرعية، وقد جار عليهم.
فوثب عليه أهل القدس، وشكوه للسلطان فعزله وطلب إلى القاهرة.
ثم بذل مالا، وولي مرة ثانية، وحضر من القاهرة وهو يهدد أهل القدس، ويدعوهم بكل سوء، ودخل القدس، ومات فيها سنة 850ه/1446م ونيف، فلم يمكنه الله من أحد من أهل القدس.
ويقول صاحب الأنس الجليل إنه ولي نيابة القدس (أي نيابة السلطنة) جماعة، وبعضهم أضيف إليه النظر (أي نظر الحرمين بالقدس والخليل) قبل الثمانمائة وبعدها إلى نحو الأربعين أو الخمسين والثمانمائة.
فمنهم أحمد الحمصي، وأحمد الهيدباني، وحسن بن باكيش، وعلاء الدين يلبغا العلائي، وأحمد حيدر، ومحمد الشريف، وأمير جاح بن شندمر، وأمير علي بن الحاجب، وجركس، وكمشبغا الرماح، وصدقه بن الطويل، ومنكلي بغا، ويونس الرماح، وشعبان بن اليغموري في دولة المؤيد شيخ، وعمر بن الطحان من الملك المؤيد أيضا، ويلبغا من الملك المؤيد، وخالد من الملك المؤيد، وإلياس، ويلباي، وأبو يزيد، وقجقار، ومغلباي، وسودون الجاموس، ويعقوب شاه، وطيبغا، وأحمد بن بكتمر، ومحمد بن مقبل، وإينال الرجبي، وأقبغا الهيدباني، وخليل بن الحاجب، وقرابغا، وقوزي، وبرسباي، وعلي بن قرا، ويشبك طاز وغيرهم. (الأنس الجليل مخطوط، ص212).
وكان الأمير تمراز المصارع - نائب السلطنة - متوليا في زمن الملك الظاهر جقمق، في عصر القاضي أمين الدين عبد الرحمن بن الديري الخالدي، ناظر الحرمين، ووقع بينهما فتنة اتصل أمرها بالسلطان، وطلب الناظر إلى القاهرة، وكان ذلك بعد سنة 850ه/1446م.
ثم كان الأمير مبارك شاه نائب القدس، متوليا في دولة الملك الظاهر جقمق في سنة نيف و850ه/1446م وكان حاكما معتبرا، وهو والد الأمير أحمد بن مبارك شاه الذي ولي النيابة فيما بعد.
ثم القاضي شمس الدين محمد بن الصلاح محمد الحموي الشافعي الأديب، المنشئ البليغ النحوي، الناظم الناثر، باشر التوقيع بديوان الإنشاء بالديار المصرية، ثم ولي في دولة الملك الظاهر جقمق نظر القدس والخليل سنة 852ه وقدم القدس فعمره، وفي أيامه أنعم الملك الظاهر على جهة الوقف بمبلغ ألفي دينار وخمسمائة دينار، ومائة وعشرين قنطارا من الرصاص برسم العمارة، توفي بالقدس سنة 853ه/1449م ودفن بالمدرسة المعظمية.
ثم ولي القاضي شهاب الدين أحمد بن محاسن النابلسي النظر في دولة الملك الظاهر جقمق سنة 853ه/1449م ولم تطل مدته، وعزل بعد محن حصلت عليه ثم استوطن مكة وتوفي بها بعد سنة 870ه/1465م.
وكان الأمير فارس العثماني، نائب السلطنة بالقدس، متوليا في سنة 856ه/1452م.
وولي الأمير اسنبغا الكلفكي، نظر الحرمين ونيابة السلطنة بالقدس والخليل في أواخر دولة الملك الظاهر جقمق، ودخل متسلمه إلى القدس في سنة 856ه/1452م، ودخل ولده ناصر الدين محمد إلى القدس سنة 857ه/1453م بخلعة السلطان، وقرئ مرسوم السلطان لوالده باستقراره في النيابة والنظر، ومرسوم الملك المنصور عثمان ابن الملك الظاهر جقمق بالإعلام بأن والده خلع نفسه من الملك وأنه استقر مكانه سنة 857ه/1453م، ثم دخل النائب الأمير اسنبغا إلى القدس بخلعة السلطان بالنيابة والنظر، وقرئ توقيعه بالمسجد الأقصى.
فلم تطل مدته وعزل بعد أربعين يوما في أول دولة الأشرف أينال.
واستقر في النيابة الأمير حسن بن أيوب، ودخل متسلمه ابن أخيه عيسى بن أيوب إلى القدس سنة 857ه/1453م ووقع له العزل والولاية من النيابة مرات إلى آخر دولة الظاهر خشقدم، وأول ولاية الملك الأشرف قايتباي، وولي وعزل منها، وتوفي بالقدس سنة 880ه.
واستقر الأمير عز الدين بن عبد العزيز بن المعلاق العراقي في النظر، ودخل ولده حسن متسلمه صحبة النائب الأمير حسن بن أيوب، ثم دخل الناظر إلى القدس سنة 857ه/1453م.
وفي أيامه أنعم الملك الأشرف أينال على جهة الوقف بألف ومائتي إردب قمح، القيمة عنها أربعة آلاف دينار وثمانية دنانير، واستمر ناظرا إلى أن توفي الملك الأشرف أينال سنة 865ه/1460م. وكان من خواصه وله عنده وجاهة، وقد عمر الأوقاف وصرف المعاليم كاملة. ولما توفي الملك الأشرف أينال حصل له من الظاهر خشقدم محنة، فصادره وعزله واستمر معزولا مقيما في الرملة إلى أن توفي بعد سنة 870ه/1465م.
وتولى الأمير قانصوه نيابة القدس عوضا عن الأمير حسن بن أيوب في دولة الملك الأشرف أينال، ودخل القدس سنة 860ه/1455م وقرئ توقيعه يوم الجمعة ثاني يوم دخوله بالمسجد الأقصى، وعزل بسرعة، وأعيد ابن أيوب، ودخل القدس في السنة المذكورة.
وولي الأمير إياس البجاسي نيابة القدس عوضا عن الأمير حسن أيوب، ودخل متسلمه
1
القدس سنة 863ه/1458م، ثم طلب الأمير حسن في دولة الملك الأشرف أينال إلى القاهرة، وامتحن من السلطان بالضرب، وعزل إياس بعد مدة يسيرة نحو الشهر.
وولي الأمير شاه بكر منصور بن شهري، ودخل متسلمه القدس قبله، ودخل هو القدس بعده بأيام، وعزل بعد شهرين وولي الأمير حسن بن أيوب.
الأمير أبو بكر المشهور بميزة أصله من بلاد المشرق، يقال: إنه من الرها، ثم ولي نيابة القدس في دولة الملك الظاهر خشقدم، ودخل القدس سنة 867ه/1462م وأقام في النيابة نحو سنة، وعزل وصار تاجرا في القاهرة، وبقي إلى بعد 880ه/1475م.
ثم ولي الأمير تغري بردي والي قطيا، النيابة بالقدس، وكان يقال له: أبو القرون، وسبب ذلك أنه كان يلبس العمامة على طريقة أمراء مصر، ولم يعهد ذلك قبله ببيت المقدس، وكان يدق الكئوس في الطبلخانة في كل ليلة على عادة الأمراء بمصر، وغيرها، ولم تجر بذلك عادة قبله بالقدس، ولم تطل مدته، وعزل سنة 869ه/1464م، وولي بعده الأمير حسن بن أيوب واستمر إلى أول دولة قايتباي.
ثم ولي بعده الأمير ناصر الدين محمد بن الهمام، كان من أعيان بيت المقدس ، واستقر في نظر الحرمين بعد الأمير عبد العزيز بن المعلاق العراقي سنة 865ه/1460م، وفي أيامه أنعم السلطان الملك الظاهر خشقدم على جهة الوقف بستين غرارة من القمح، القيمة عنها ثمانمائة وأربعون دينارا، ثم طلب إلى القاهرة سنة 869ه/1464م وعزل من النظر، وتوفي سنة 876ه/1471م ودفن بماملا.
وخلفه الأمير حسن بن ططر الظاهري دوادار تنمر نائب الشام ولي نظر الحرمين بعد عزل الأمير ناصر الدين بن الهمام، ودخل القدس سنة 869ه/1464م، واستمر إلى أول دولة الملك الأشرف قايتباي وعزل وتوفي قبل سنة 880ه/1475م.
واستقر الأمير بردبك التاجي في وظيفة نظر الحرمين عوضا عن حسن الظاهري سنة 872ه/1467م.
واستقر الأمير دمرداش العثماني في نيابة السلطنة عوضا عن الأمير حسن بن أيوب.
وفي سنة 874ه/1469م استقر الأمير يوسف الجمالي المشهور بابن فطيس خازندار جاتم نائب الشام في نيابة السلطنة بالقدس عوضا عن دمرداش العثماني.
2
وفي هذه السنة سير السلطان الأمير ناصر الدين محمد بن النشاشيبي لكشف أوقاف الحرمين بالقدس والخليل، ودخل القدس، واستقر في نظر الحرمين في سنة 875 وكان الأمير ناصر أحد الخزندارية بالخدمة الشريفة، فأخذ في النظر في مصالح الوقف، وعمر المسجد الأقصى، وصرف المعاليم وصلح حال سماط الخليل.
واستقر الأمير دقماق الأينالي سنة 877ه/1472م في نيابة السلطنة عوضا عن يوسف الجمالي، ولاه الأمير يشبك الدوادار بمدينة غزة ودخل القدس، وأوقد له المسجد على العادة، وكان عسوفا، ولم تطل مدته فأقام في القدس مائة وأربعة أيام، وتوفي في تلك السنة ودفن بالزاوية القلندرية بماملا.
وتولى بعده النيابة الأمير جقمق نائب دمياط الظالم، وكان كما قال بعضهم (لا فارس الخيل ولا وجه العرب) ودخل متسلمه القدس في رجب، ودخل هو في رمضان، وشرع العوام يقولون: «تولى جقمق من خالفه شنق.» وكان يوم دخوله كثير المطر، وتفاءل الناس أن لحيته باردة، وكان كثير المزاح وتصدر منه كلمات فشرية وترهات في المجالس، ويتكلم بالكلام المهمل الموجب لضحك الناس عليه، وتوجه إلى القاهرة سنة 879ه/1474م.
واستقر بعده في نيابة القدس الأمير جار قطلي الظاهري سنة 879ه/1474م.
وفي سنة 882ه/1477م ولى السلطان الملك الأشرف وهو بغزة الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب القدس عوضا عن جار قطلي، وألبسه كاملية خضراء بفرو وسمور.
واستقر الأمير سنطباي البجاسي سنة 884ه/1479م في نيابة السلطنة عوضا عن الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب.
وفي سنة 885ه/1480م أنعم على الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب باستقراره في نيابة القدس عوضا عن الأمير سنطباي البجاسي، ووصل متسلمه، وهو أخوه الشهابي أحمد إلى القدس قبله.
واستقر الأمير شهاب الدين أحمد بن مبارك شامسنة 885ه/1480م في نيابة السلطنة بالقدس عوضا عن الأمير ناصر الدين محمد بن أيوب، ودخل متسلمه القدس قبله، ثم دخل وصحبته جمع كبير من العرب والعشير.
واستقر الأمير جانم الأشرفي سنة 888ه/1483م في نيابة القدس، وحضر متسلمه خضر بك الذي ولي النيابة فيما بعد، وتسحب أحمد بن مبرك شاه المنفصل، وضبط موجوده.
3
وتولى الأمير خضر بك سنة 891ه/1486م نيابة القدس، ووصل متسلمه السيفي كتبغا، مملوك الأمير قانصوه (نائب الشام) وقرئ المرسوم بالمسجد الأقصى بعد صلاة الجمعة في رمضان، ودخل النائب القدس في ذي القعدة وقرئ توقيعه، وكان كبس قرية جلجوليا، فقبض على جماعة من أهلها، ودخلوا معه القدس بعد ضربهم وإشهارهم على الجمال، وقصد قتلهم عند بابا الخليل، فوقعت الشفاعة فيهم.
وكثر ظلم خضر بك فشكاه شيخ المدرسة الصلاحية إلى السلطان، فأمر السلطان الداودار تغري ورمش بالتوجه إلى القدس والتحقيق، وكتب الكشف على النائب، وتوجه إلى مصر سنة 893ه/1487م فمثل أمام السلطان فضربه وسجنه ورسم أن يدفع ما عليه من الحقوق لأربابها، وعزله عن النيابة.
أما الناظر الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي، فإنه استعفى من وظيفته، وسأل في عزل نفسه، فتوقف السلطان في ذلك، فادعى العجز وألح عليه في الاستعفاء فأعفي، وشغرت كل من الوظيفتين النيابة والنظر .
فكتب السلطان مرسوما إلى ملك الأمراء أقباي، نائب غزة بتجهيز داوداره إلى القدس ليقيم بها إلى أن يوليه السلطان، فجهز داوداره السيفي خشقدم، فقدم إلى القدس وأحسن السياسة.
واستقر الأمير دقماق داودار أينال الأشقر سنة 893ه/1487م في نظر الحرمين ونيابة السلطنة بالقدس والخليل، بعد أن بذل عشرة آلاف دينار للخزائن الشريفة، غير ما تكلفه لأركان الدولة، وحضر متسلمه طرباي إلى القدس وكان دقماق ظالما، يخاطب آحاد العوام بالترهات الفشرية، ويعتمد أفعالا لا تليق، منها أنه وزن نفسه في القبان وكان يجالس السفهاء، ويكثر المزاح، وكان إذا مر بجماعة يقول: «سلام عليكم جماعة» فنقموا عليه لذلك، وشرع بعض الناس يرتب ألفاظا ويسجعها منها: «سلام عليكم جماعة، دقماق عنده سقاعة» فأرسل وراء الرجل وقال له: «تقول عني كذا» قال: «معاذ الله» إنما قلت: «سلام عليكم جماعة، دقماق عنده شجاعة.»
وفي سنة 896ه/1490م استقر الأمير خضر بك الذي كان نائب القدس في نظر الحرمين ونيابة السلطنة بالقدس والخليل عوضا عن دقماق وألبسه دوادار السلطان الخلعة بظاهر مدينة الرملة
4
وتوفي بالطاعون سنة 897ه/1491م.
واستقر الأمير جان بلاط، أخو الأمير خضر بك مكان أخيه سنة 897ه/1491م، وعزل سنة 900ه/1494م.
ويقول مجير الدين: إن الأمور اختلت بديار مصر والديار الشامية سنة 900ه.
حكام دمشق في عهد المماليك
670ه
عز الدين أيدمر الظاهري حتى سنة 676ه.
678ه
سنقر الأشقر، نودي به ملكا بدل قلاوون.
678ه
حسام الدين طرقطاي، قتله السلطان خليل سنة 689ه.
690ه
عز الدين أيبك الحموي.
695ه
سيف الدين قبجق أغرلو العادلي.
699ه
هجوم المغول ونهب المدينة.
707ه
أصلام.
711ه
أقوش الأفرم.
712ه
سيف الدين أبو سعيد خليل تنكز الأشرفي حتى سنة 741ه.
741ه
قطلوبغا الفخري، عزل سنة 742ه.
750ه
أرغون شاه.
750ه
سيف الدين أرقطاي.
750ه
قطلوجا الحموي.
751ه
ارتميش الناصري.
752ه
أرغون المكاملي الدوادار.
753ه
علاء الدين علي المارداني (أكثر من مرة بين 753-770ه).
753ه
حروب أهلية.
762ه
حروب أهلية.
769ه
سيف منجق الأشرفي.
775ه
سيف الدين أشيقتيمور المارداني (للمرة الأولى).
775ه
سيف الدين قجماز الإسحاقي (للمرة الأولى).
780ه
سيف الدين طوموشبغا المنصوري الظاهري.
782ه
أشيقتيمور (للمرة الثانية).
785ه
قجماز (للمرة الثانية).
أشيقتيمور (للمرة الثالثة).
794ه
تيمور بغا المنجقكي.
797ه
يشبك الحسني.
801ه
تنم.
801ه
أقبغا الجمالي الأطرش.
802ه
سودون.
806ه
سيف الدين شيخ (صار فيما بعد سلطانا).
807ه
تغربردي.
809ه
نوروز الحافظي.
817ه
قانيبك المحمدي.
818ه
الطنبغا العثماني.
820ه
أقباي.
820ه
جقمق.
825ه
إياس بن صارم الدولة إبراهيم.
836ه
صاريقطاي.
842ه
أينال الجكمي.
844ه
جلبان السيفي (سيف الدين المؤيدي).
863ه
قانيباي الحمزاوي.
886ه
قجماز الإسحاقي.
893ه
قانصوه اليحياوي.
903ه
جانبولاط الناصري (صار فيما بعد سلطانا).
904ه
قصروه.
910ه
سودون العجمي.
922ه
الغزالي.
في عهد الأتراك العثمانيين
زالت دولة الجراكسة سنة 922ه/1516م وحل محلهم آل عثمان، فأصبحت فلسطين جزءا من الإمبراطورية العثمانية.
1
وعهد السلطان سليم إلى خير بك والغزالي بتوليتهما مصر والشام.
وقد ساعداه في فتح سوريا وفلسطين. شذرات الذهب (8 / 145).
وتوفي السلطان سليم سنة 926ه/1519م.
وتوفي جان بردي بن عبد الله الجركسي الشهير بالغزالي، وكان قد ولاه السلطان سليم نيابة الشام، فطمع وأمر الخطباء أن ينوهوا بسلطنته عند سماعه بموت السلطان سليم، فجهز السلطان سليمان جيشا عليه فقتل، وذلك سنة 927ه/1520م وقتله فرحات باشا.
وكان نائب الشام سنة 936ه/1529م عيسى باشا. الشذرات (8 / 225). وتوفي سنة 950ه/1543م، وكان يلقب بأمير الأمراء، وكان من العلماء الصالحين.
ثم تقلب على فلسطين ولاة كان مركزهم دمشق، وكانت فلسطين تابعة لدمشق في أعمالها الإدارية، حتى سنة 1830م، ثم تبعت إيالة صيدا فعكا من ذلك التاريخ إلى حين تشكيل ولاية بيروت سنة 1885م، ثم أصبحت تابعة للشام مدة، ثم استقلت، وكان حاكم القدس يلقب بالباشا، وكانت رتبته (متصرف). وكان رئيسه الوالي. (وكان هذا الأخير برتبة مشير).
وأصبح ساحل فلسطين شمالي نهر العوجا بما فيه لواء نابلس، وشمال فلسطين كلها تابعة لبيروت، وبقيت متصرفية القدس فتبعت الشام، ثم أصبحت مستقلة تخابر نظارة الداخلية مباشرة، وإليك قائمة بولاة الشام وحكامها وكفلائها.
ولاة الشام وكفلاؤها وأمراؤها ونوابها
أويس باشا 971ه/1563م. المحبي (4 / 344).
مراد باشا نائب الشام 976ه/1568م المحبي (3 / 321).
درويش باشا
2
عمر جامعا في دمشق، 982ه/1574م، الشذرات (8 / 395).
حسن باشا ابن محمد باشا، 985ه/1577م. المحبي (2 / 40).
سنان باشا، 988/1580م. المحبي (2 / 216).
حسن باشا ابن محمد باشا (للمرة الثانية)، 997ه/1588م. (الأمير إبراهيم الطالوي تولى ولاية نابلس) المحبي (2 / 150).
حسن باشا ابن محمد باشا (للمرة الثالثة)، 999ه/1590م.
محمد باشا، 1001ه/1592م. المحبي (3 / 300).
مراد باشا، 1002ه/1593م، المحبي (4 / 356).
مصطفى باشا بن راضية، 1002ه/1593م. المحبي (4 / 450).
سنان باشا، 1004ه/1595م.
لالا باشا، 1004ه/1595م.
محمد باشا سيد الشريف، 1007ه/1598م، المحبي (4 / 432)، 1008-1599م.
فرهاد باشا، 1012ه/1603م، المحبي (4 / 449). (الأمير أحمد بن رضوان بن مصطفى تولى إمارة غزة 1015ه) المحبي (1 / 187).
كوجك سنان باشا، 1017ه/1608م، المحبي (2 / 208).
أحمد باشا الحافظ، 1018ه/1609م، المحبي (1 / 380).
عزل سنة 1022ه/1613م، وولي مكانه محمد باشا جركس، وتولى الأمير علي بن فخر الدين المعني على صفد، وعمه الأمير يونس على صيدا وبيروت.
سنان باشا بن جغال 1019ه/1610م. المحبي (4 / 249).
كان أحمد باشا الجوخ دار في سنة 1025ه واليا على دمشق ، فعزل علي بن فخر الدين من ولاية صفد، وولي عليها حسين اليازجي، ثم تقاتل اليازجي والأمير علي، فعهد إليه بولاية صفد وصيدا وبيروت.
محمد باشا السلحدار 1027ه/1617م، المحبي (2 / 26).
سليمان باشا 1029ه/1619م، المحبي (2 / 213).
الأمير محمد بن فروخ تولى إمارة نابلس سنة 1030ه/1620م. المحبي (3 / 271).
وفي سنة 1032ه عزل والي دمشق جماعة فخر الدين عن نابلس وعجلون مصطفى باشا الخناق 1033ه/1623م (2 / 220)، (3 / 302)، (4 / 296).
أحمد باشا كوجك
3
1039ه/1629م، (1 / 385).
أيضا 1042ه/1632م
درويش باشا 1045ه/1635م (2 / 157).
مصطفى باشا السلحدار 1048ه/1638م (1 / 200).
عثمان باشا جفتلرلي 1048ه/1638م (3 / 428).
أحمد باشا السرجي 1052ه/1642م (3 / 156).
محمد باشا سبط رستم باشا قبوجي زاده 1052ه/1642م (4 / 303).
محمد باشا الكوبري 1056ه/1646م تولى الشام ثم القدس (4 / 209).
سنان باشا ابن محمود، أمير الأمراء تولى إمارة القدس 1059ه/1649م. (2 / 220).
مصطفى باشا بشر 1060ه/1650م (4 / 396).
جعفر باشا 1062ه/1651م (1 / 488).
محمد باشا ابن مصطفى باشا الدفتر دار 1063ه /1652م (4 / 226).
و1064ه/1653م (3 / 227).
غازي باشا الجركسي 1056ه/1654م (3 / 244).
مرتضى باشا الكرجي (ثانية) 1067ه/1656م (2 / 418).
1073ه/1663م (4 / 429).
محمد باشا بويني أكري (أي أعوج الرقبة) 1067ه/1656م (4 / 215).
عبد القادر باشا 1069ه/1658م.
أحمد باشا ابن محمد باشا الكوبرلي 1071ه/1660م (1 / 352). (حسين بن حسن بن أحمد بن رضوان حاكم غزة والقدس ونابلس).
مصطفى باشا القليلي 1073ه/1662م، المحبي (2 / 88).
صالح باشا الموستاري 1075ه/1664م، المحبي (2 / 242).
أحمد باشا الفاضل.
حسين باشا الطيار (للمرة الثانية) 1081ه/1670م المحبي (2 / 124).
أحمد باشا الطيار، المحبي (2 / 418).
وفي سنة 1088ه/1677م خرجت حكومة اللجون من الأمراء آل طرباي، ووليها أحمد باشا الترزي.
وكان عمر الظاهر الزيداني بن صالح الملقب بالظاهر الصفدي حاكما لعكا وشيخا للبلاد الصفدية سنة 1106ه/1694م.
أحمد باشا كوبرلي 4-167، المحبي (4 / 167).
أحمد باشا بن كرديرم 1115ه/1703م، المرادي (1 / 69).
وكان نصوح باشا واليا على دمشق سنة 1123ه/1711م.
وكان يوسف باشا كافلا لدمشق، ومات سنة 1128ه/1715م، المرادي (4 / 265).
عبد الله باشا الأيدنيلي 1143ه/1730م، المرادي (3 / 47).
سليمان باشا العظم 1145ه/1732م، 1147ه/1734م، المرادي (4 / 194).
أسعد باشا العظم
4
1147ه/1734م انتقل من إيالة صيدا إلى دمشق، المرادي (3 / 12).
حسين باشا بن مكي والي دمشق 1155ه/1742م، المرادي.
أخذ بلاد غزة إقطاعا بطريق المالكانة، المرادي (2 / 61).
إسماعيل باشا العظم 1158ه/1745م، المرادي (2 / 84).
محمد راغب باشا 1170ه/1756م، المرادي (2 / 61).
حسين باشا مكي 1172ه/1758م.
عبد الله باشا الشته جي 1169ه/1755م، 1173ه/1759م.
أحمد بن حسين باشا الكيواني
5
1173ه/1759م المرادي (1 / 98).
عثمان باشا أبو طوق
6
1177ه/1763م، 1185ه/1771م، (3 / 161).
محمد باشا العظم 1185ه/1771م.
ثانية 1187ه/1773م.
ومات وهو والي سنة 1197ه/1782م.
وفي سنة 1189ه/1775م استولى على الشام محمد بيك أبو الذهب، وفي هذه السنة تولى أحمد باشا الترزي إمارة اللجون.
درويش بك عثمان 1197ه/1782م، المرادي (3 / 39).
سليمان باشا العظمى 1190ه/1776م، المرادي (3 / 184).
جواد الدين درويش بن عثمان 1199-1784م. (2-72) المرادي.
وفي سنة 1202ه/1787م توجهت ولاية دمشق على أحمد باشا الجزار سنة، ثم أمر بالعودة إلى عكا.
وفي سنة 1204ه/1789م كان إبراهيم باشا واليا لدمشق، وكان عبد الله باشا واليا على دمشق سنة 1212ه/1797م.
وغزا نابليون فلسطين سنة 1213ه/1798م، وولي صالح بن ظاهر العمر على صفد.
وتولى دمشق يوسف باشا الكنج، وخلفه سليمان باشا سنة 1225ه/1810م، وخلفه عبد الله باشا 1235ه/1819م، وفي سنة 1238ه/1822م، أرسل الباب العالي درويش باشا واليا على دمشق مكان عبد الله باشا الذي جعل واليا على صيدا.
فلسطين تحت الحكم المصري
وفي سنة 1247ه/1831م، فتح إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا المصري سوريا، وكان والي دمشق علي باشا، وأخذ عبد الله باشا والي عكا أسيرا.
وكانت سوريا لهذا العهد منقسمة إلى أربعة ولايات: عكا، وطرابلس، ودمشق، وحلب.
وكان حسين أغا متسلما
1
لسنجق جنين في سنة 1247ه/1831م، وكان عبد الله باشا واليا لصيدا وطرابلس، ومتصرف لواء غزة، والرملة، والقدس، والخليل، ونابلس، وجنين حالا.
وكان المتسلم لسنجق القدس الشيخ سعيد المصطفى (9 محرم سنة 1247ه/1831م). وخلفه بيافا الشيخ عيسى الماضي.
وكان موسى محمد أغا متسلم الناصرة وطبريا في 3 محرم سنة 1247ه/1831م.
وكان محمد القاسم متسلم نابلس في 25 ربيع 1247ه/1831م. وكان متسلمها قبل ذلك الشيخ عبد الله الجرار.
وخلف الشيخ عيسى الماضي متسلم يافا بيلانلي الحاج عمر أغا في 15 جمادى الأولى سنة 1247ه/1831م.
وخلفه خليل أغا في 21 جمادى الأولى سنة 1247ه/1831م، بالنظر لوفاة الأول.
وفي 21 جمادى الأولى سنة 1247ه/1831م عزل سعيد المصطفى عن متسلمية القدس، ونصب متسلم لواء غزة الأسبق مكانه الحاج محمد شاهين أغا، ونصب سر أرناؤط حسين بيك وكيلا.
وكان متسلم لواء غزة، والرملة، ولد، والخليل أباظة إبراهيم أغا في 29 جمادى الأولى سنة 1247ه/1831م.
وخلف خليل أغا متسلم يافا إبراهيم أغا في ذات التاريخ.
وغزا العسكر المصري فلسطين بهذا التاريخ وأبقى إبراهيم باشا، محمد القاسم متسلما في نابلس كما في السابق 1247ه، الأصول (1 / 15).
وكذلك أبقى إبراهيم أغا في يافا، وأبقى شاهين أغا متسلما في القدس 1247ه، الأصول (2 / 25). ثم نصب يحيى بك الأي بيك متسلما في القدس في 26 جمادى الآخر 1247ه/1831م.
ونصب قره حسين زاده الحاج محمد سعيد أغا متسلما في 17 رمضان سنة 1247ه/1831م، وظل إلى 26 ربيع الآخر في القدس 1248ه/1832م.
وكان متسلم يافا في 22 ربيع سنة 1248ه/1832م. الشيخ محمود عبد الهادي، وقد خلف أبازة (أباظة) إبراهيم أغا.
وكان متسلم نابلس في 28 ربيع سنة 1248ه/1832م، الشيخ محمد القاسم.
وخلف محمد سعيد أغا الشيخ قاسم الأحمد متسلما في القدس في 26 ربيع الآخر سنة 1248ه/1832م.
وعين الشيخ سليمان الحسين عبد الهادي متسلما على نابلس في 26 ربيع سنة 1248ه/1832م.
وفي 23 جمادى الأولى سنة 1249ه/1833م، تعين الشيخ محمد القاسم متسلما للقدس بدل والده قاسم الأحمد نظرا لشيخوخته.
ونصب الشيخ يوسف القاسم متسلما للقدس في 28 رمضان سنة 1249ه/1833م، بدل أخيه محمد القاسم الذي توجه إلى الحج.
وكان الشيخ حسين عبد الهادي مديرا لإيالة صيدا في 8 صفر 1250ه/1834م، وكان ولده سليمان عبد الهادي وكيلا عنه من 25 صفر إلى ربيع الأول سنة 1250ه/1834م.
وكان الشيخ جبر أغا أبو غوش
2
متسلما للقدس في 2 ربيع الأول إلى جمادى الأولى سنة 1250ه/1834م.
وكان أسعد بك الخضر متسلما في فلة يا سنة 1250ه/1834م، وكان الشيخ عيسى الماضي متسلما لصفد سنة 1250ه/1834م، وكان الشيخ محمود عبد الهادي وكيل مدير إيالة صيدا في 28 ربيع الأول سنة 1250ه/1834م.
وكان الشيخ مصطفى السعيد متسلما ليافا في 3 ربيع الآخر سنة 1250ه/1834م، وكان عبد الله بك الصلاح متسلم حيفا وساحل عتليت في 25 ربيع الآخر سنة 1250ه/1834م.
وكان علي محسن أفندي وكيلا لمتسلم القدس في غرة ربيع الثاني سنة 1251ه/1835م.
وأقيم حسين أغا متسلما في القدس في 9 جمادى سنة 1251ه/1835م.
وأقيم حسن بك موسى باشا زاده متسلما في القدس في 17 شوال سنة 1251ه/1835م.
وعين مصطفى أغا السعيد متسلما للقدس في 5 رمضان سنة 1252ه/1836م.
وكان محمد عارف أغا متسلم يافا في 5 شوال سنة 1253ه/1837م.
وكان سليمان عبد الهادي وكيلا لمدير عكا في غرة جمادى الأولى سنة 1254ه/1838م.
وعين أحمد أغال الدزدار متسلما في القدس في 9 ذي القعدة سنة 1254ه/1838م.
3
وعين حسين أفندي راشد قائمقام ملكية ومتسلما لسنجق القدس في 16 جمادى سنة 1256ه/1840م.
فلسطين في يد العثمانيين ثانية
وأقيم عزت محمد باشا واليا لعكا وسر عسكر برية الشام في رمضان سنة 1256ه/1840م، من قبل السلطان عبد المجيد.
ثم أقيم أحمد أغا الدزدار متسلما للقدس وكالة في 11 رمضان سنة 1256ه/1840م، من قبل الدولة العثمانية.
وكان خليل أفندي متسلم الخليل في 15 رمضان سنة 1256ه/1840م.
وكان علي باشا حاكما في القدس سنة 1261ه/1845م.
وكان محمد قبرصلي باشا حاكما للقدس سنة 1263-1264ه/1846-1847م. وكان محمد عبد الهادي بن حسين بك عبد الهادي حاكما لغزة سنة 1266ه/1849م.
وكان مصطفى ظريف باشا حاكما للقدس سنة 1265ه/1848م.
وكان حافظ باشا حاكما للقدس سنة 1269ه/1852م، وعين يعقوب باشا (قره عثمان أوغلي سنة 1271ه/1854م)، وتوفي في هذه السنة، وكان علي بك طوقان حاكما لنابلس في تلك السنة.
ثم جاء كامل باشا حاكما سنة 1272ه/1855م، وهو الذي سلم المدرسة الصلاحية بالقدس للإفرنسيين، وكان محمود بك عبد الهادي حاكما في نابلس في تلك السنة.
وتوالى على القدس متصرفون أتراك نذكر منهم: ثريا باشا، وعزت باشا سنة 1863-1865م، ونظيف باشا، وكامل باشا الأشقر، وعلي بك، وكامل باشا، وفائق بك.
وفي سنة 1303ه/1885م، فصلت ولاية بيروت عن ولاية سوريا، وجعلت ولاية مستقلة، وكان أول من وليها المغفور له علي باشا. تاريخ سوريا للدبس (2 /304 ).
ثم تولى حكومة القدس رءوف باشا 1876-1888م، ورشاد باشا، وإبراهيم حقي بك، وتوفيق بك، وجواد بك، وكاظم بك.
ثم تولى الحكام (المتصرفون) الآتون على القدس؛ وهم:
تاريخ التعيين
تاريخ الانفصال
عطوفتلو رشيد بك
18 آب 1320
21 تشرين الثاني 1322 رومي
علي أكرم بك
6 كانون الأول 1322
31 تموز 1324 *
سعاد تلو صبحي بك
10 أيلول 1324
28 تشرين الثاني 1325
عطوفتلو عزمي بك
19 نيسان 1326
27 آذار 1327
جودة بك
29 حزيران 1327
حزيران 1328
طاهر خير الدين بك
2 كانون الثاني 1328
16 كانون الثاني 1328
ماجد بك
3 آذار 1329
22 كانون الأول 1330
مدحت بك
21 كانون الثاني 1330
29 تشرين الثاني 1332
حمد منير بك
1 كانون الأول 1332
7 آذار 1333
عزت بك
6 حزيران 1333
الاحتلال البريطاني في ديسمبر 1917م *
م. عهده أعلن الدستور العثماني سنة 1908م.
ملحوظة: لم نعثر على قيد لتاريخ تعيين الحكام الأتراك قبل رشيد بك، ولهذا فقد يكون هناك تقديم وتأخير في تتابع هؤلاء الحكام، وهو ما لم نستطع تجنبه لفقدان المصادر المخطوطة الموثوقة.
صفحة غير معروفة