90

ثم قلت لهما: إنني أملك أن أنشره في غير الصحيفة الوفدية، إذا حيل بيني وبين نشره فيها.

وكان قد جاءني فعلا من يعرض علي العروض الطوال العراض لأعطيه المقال وينشره حيث يشاء.

وبعد مناقشة طويلة قال «مكرم باشا»: إننا كنا نود لو قبلت رجاءنا وعدلت عن نشر مقالك، أما وأنت مصر على نشره فاقبل منا رجاء آخر.

قلت: ما هو؟

قال: أن يخلو المقال من الملام الشديد.

قلت: إنني إذا ذكرت الحقائق كما حصلت، فلا حاجة بي إلى ملام شديد.

ومضت سنوات ثلاث أو نحوها و«الهلباوي بك» لا يقع لي في طريق.

وحدثت في خلال ذلك جفوة بيني وبين المرحوم «عبد القادر حمزة» لمناقشة دارت بيني وبينه حين كنت أكتب في صحيفة «الجهاد».

ثم زارني يوما بعد طول القطيعة، وهو يقول لي: لقد مررت بدارك وأنا في «مصر الجديدة» فحمدت هذه الفرصة وقلت لنفسي: فلنزره إن كان هو لا يزورنا، فما رأيك؟

قلت: إنه فضل لك سبقتني به، وعلي أن أشاركك فيه.

صفحة غير معروفة