غوي ، كالمليكشي (1) وعبد القوي ؛ رضوا باسم الملك وإن فاتهم معناه ، وادعوه وما لهم منه إلا أسماؤه وكناه ؛ لا يأمن بهم طريق ، ولا يستنقذ بهم غريق ، ولا يذكر منهم أصيل في المجد عريق ؛ لا تندى أكفهم بنائل ، ولا تصون عن الابتذال وجه فاضل ، ولا ينصف بهم [2 / ب] مظلوم ، ولا يقرع (2) بأسيافهم ظلوم.
أو ليس من الأمر الأمر الخارج عن كل قياس ، أن المسافر عند ما يخرج من أقطار (3) مدينة فاس ، (4) لا يزال إلى الإسكندرية في خوض ظلماء ، وخبط عشواء ، (5) لا يأمن على ماله ولا على نفسه ، ولا يؤمل راحة في غده إذ لم يرها في يومه وأمسه ، يروح ويغدو لحما (6) على وضم (7)، يظلم ويجفى ويهتضم ، تتعاطاه الأيدي الغاشمة ، وتتهادا الأكف الظالمة ، لا منجد له ولا معين ، ولا ملجأ يعتصم به (8) المسكين ؛ يستنجد ويستغيث ، وأنى له المنجد والمغيث؟ ينادي وهو في قيد المظالم يرسف : (9) ألا ناصر ينجد؟ ألا راحم يرأف؟ يتذكر (10) ملك
صفحة ٣٣