[الخفيف]
قل لأهل الزمان حاشاك مما
أصبحوا فيه من مساو سواء
وقد تعطل في هذا العصر موسم الأفاضل ، وتبدد في كل قطر نظام الفضائل ، وتفرق أهلها أيادي سبا ، (1) وصاروا حديثا في الناس مستغربا ، فعادوا اسما بلا مسمى ، وحرفا ما دل على معنى ، فالمحدث عنهم في مشرق أو مغرب ، كالمحدث عن عنقاء مغرب ، (2) ولو طاب المورد لحصل الري ، وقديما قال أبو العلاء المعري : (3) [الخفيف]
ويقال : «الكرام» قولا وما في ال
أرض إلا الشخوص والأسماء (4)
وكيف لا تكون الدنيا على ما أصف وأقول ، وعلى وفق المشاهد من ذميم أوصافها والمنقول ، وقد صار الملك الذي هو نظام الأمور ، وصلاح الخاصة والجمهور ، في أكثر الأرض منقوض الدعائم ، مهدوم (5) القوائم ، يدعيه كل
صفحة ٣٢