* [ذكر بني ورار]
ثم وصلنا إلى بني ورار ، ثم إلى ميلة (1)، فلم نر إلا رسوما بحوادث الدهر محيلة ؛ يقتصر في وصفهما (2) من أراد أن يعمل بيانه ، على ما تقدم من وصف مليانة ، وكلتاهما على شكل مدينة ، ليست بثمينة ولا متينة ؛ عمل البلى فيهما وفي السكان ، وأدخل الجميع في خبر كان ؛ وفي كلتيهما عين تسح ، وعنصر (3) يجود ولا يشح ؛ وبنو ورار أعمر المحلين ، وعينها أغزر العينين ، تسقي البلد نهلا وعللا (4)، وتفيض عليه غللا يشفي غللا (5)؛ وعين ميلة في داخل البلد ، ليست بفيض ولا ثمد (6)، وقد طويت (7) طيا بديع الإحكام ، وبنيت بنيانا يدل على فرط اعتناء واهتمام (8)، تقف [18 / آ] عليه النواظر وقوف استغراب ، وتصفه الألسنة على جهة الإغراب (9)، وكفى ببلد خلاء وفناء ألا يحوي ما يوصف إلا ماء وبناء.
* [ذكر قسنطينة]
ثم وصلنا الى البلد الذي نشفت الخطوب معينه ، وأبت الأقدار أن تكون له معينة ؛ بلد الوضع العجيب ، والموضع الخصيب ، مدينة
صفحة ٩٣