مخبرا ، وشفى الظماء موردا ومصدرا ، يشتهي الناظر [14 / آ] إليه وهو ريان الشروع ، ويقول : لورش (1) به لأفاق المصروع ، كأن حصباءه (2) جمان (3) والماء من رقته دموع ؛ وبها جامع مليح عجيب ، يدعو الشوق من رآه فيجيب ، ولكن الزمان قد عوضه من حلي عطلا ، (4) وأدى له من حكمة خطلا (5)، وأبدل هالته السها من تلك الأقمار ، وكساه بعد الحبر (6) الأظمار ، (7) وأحل حلاله بعد الأنس بأنسها وحشة العمار ؛ فلو صرحت في الجوى بالجواب ، وأفصحت عن (8) وقوع النوى بالنوائب النواب ، لأنشدت (9) باستعجال ، وقالت (10) بارتجال : [الطويل]
شباب لدى عهد الشبيبة قد عسا
أعلل فيه النفس علي أو عسى (11)
صفحة ٧٩