وهذا البيت أيضا شاهد لمن قال : أبرق وأرعد ، بالألف ، أي : تهدد ، وأصله من الرعد والبرق ، وقد أنكره بعضهم (1) بالألف ، وقال : «إنما هو رعد وبرق بغير ألف ، وكذلك رعدت السماء وبرقت» والصواب : أنهما لغتان أشهرهما بغير ألف ، وعليها قول الشاعر : (2) [الكامل]
فإذا حللت ودون بيتي ساوة
فابرق بأرضك ما بدا لك وارعد (3)
وقوله : «علامات ذدت» الوجه فيه حذف الألف ؛ لأن «ما» الاستفهامية إذا دخل عليه حرف جر حذف منها الألف ؛ لكثرة الاستعمال وفرقا بينها وبين الخبرية ، قال تعالى : ( فيم أنت من ذكراها ) (4) وقال جل شأنه : ( في ما هم فيه يختلفون ) (5). ولو حذفت الألف منها لصح الوزن ، وكان الجزء معقولا (6)، ولكنه [10 / آ] زحاف قبيح ، ولو قال : صددت أو طردت ، أو تذود ، أو نحو ذلك ، لسلم من الوجهين معا ، وتخلص من الضرورتين (7) جميعا ، وبالله التوفيق.
صفحة ٦١