286

وأما ضبطه : فالأكثر فيه فتح الطاء والقصر ، وترك الصرف وبعضهم يصرفه ، ومده ثابت ، وقال الأصمعي : الممدود بطريق الطائف ، وهذا مقصور ، وفي بعض الروايات : ذو الطواء ممدودا ومقصورا معرفا ، وحكي فيه الضم والكسر مع القصر ، والمشهور من هذا كله ما بدأت به ، وبالله التوفيق.

وإذا سار الركب من ثنية الحصحاص على ذي طوى ، رأوا (1) مكة يمينا وساروا يسرتها ، وقد سترها عنهم الجبل المطل عليها ، حتى يدوروا من ورائها ، ويدخلوا من ناحية المشرق على ثنية كدى التي بأعلى مكة وهي ثنية المقبرة كما تقدم ، ويهبط منها على مقابر (2) مكة وهي الحجون (3)، وقيل : الحجون (4) الجبل المشرف عليها ، ويهبط منها على المحصب وهو الأبطح ، وكنت لما هبطت من هذه الثنية لقيت رجلا من أهل مكة فقلت له : أين المحصب؟ فقال لي : هذا هو ، وأشار إلى بطن الوادي ، قلت : وهو خيف بني كنانة (5)، وفي البخاري : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو بمنى : «إنا نازلون غدا إن شاء الله خيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر» (6) وفسر في الحديث نفسه (7) بأنه المحصب.

صفحة ٣٥٥