ومع ذلك ، فلو انتهت خطة القضاء إلى عليان أوماني (1)، لم تكن في الشناعة كانتهائها إلى العمراني (2) بحضرة مراكش (3)، كلأها الله! ولا كلأ القاضي المذكور حيا وميتا! فإنه منجنيق ظلم ترمى به قواعد الدين ، ونفط (4) فساد يضرم قلوب المهتدين ، وقد وفق الله لخضد (5) شوكته ، وإخماد جمرته أمير المؤمنين (6) أيده الله فأغمد من جوره سيفا قاطعا ، وعوض المسلمين من ظلامه ضياء ساطعا. ومن بعض غرائبه التي شاهدتها أن قوما ادعي عليهم القتل ، وأثبت المدعي دعواه بوثيقة عليها إعلامه بصحتها ، فاحتجوا بأن لهم مدفعا ، فطلب المدعي تثقيفهم (7) كما يجب شرعا ؛ فقال له
زادهما على قول أبي العتاهية المشهور :
صفحة ٥١