207

* [هجاء أهل القاهرة]

وحسبها شرا أنها جرين لحثالة (1) العباد ، ووعاء لنفاية البلاد ، ومستقر لكل من يسعى في الأرض بالفساد ، من أصناف أهل الشقاق والنفاق (2)، والعناد والإلحاد. استولى الحسد على قلوبهم ، واستوى الغش في جيوبهم ؛ فنار الحسد مضطرمة في الجوانح ، وسم (3) الغش ممزوج في عسل النصائح. خرجت عمارتها عن الحد المعروف ، وزادت كثيرا على القدر المألوف : [الوافر]

وما اللجج الملاح بمرويات

ويلفى الري في النطف العذاب (4)

[67 / ب] فهي سوق ينصب بها الشيطان رايته ، ويجري إليها غايته ، ويري فيها لأتباعه وهم أهلها آيته. أطبقوا (5) على سوء الأخلاق ، وتوافقوا على رفض الوفاق ، وتراضعوا لبان اللؤم ، وتحالفوا لا وجد منا افتراق (6) فجوادهم «أبخل من الحباحب» (7) وشجاعهم : «أجبن من صافر الجنادب» (8) وعالمهم : «أجهل من

صفحة ٢٧٦