للظمان بلالة (1). وقد شاهدت جمعا من الحجاج ينيفون على الألف وردوها ، ووقفوا إلى ملكها (2) فأعطاهم دينارا واحدا! وأغرب من هذا ما شاهدته [6 / ب] من منصور صاحب مليكش (3)، وهو أن جماعة من الحجاج نحو العشرين ، وقفوا إليه في محلته عند بيته ، فكلموه في عشائهم فرحب بهم واحتفل في السلام عليهم ، ثم أخذ ينادي : يا أهل الدوار (4)، هؤلاء ضيفان الله ، من يحمل منهم إلى بيته واحدا؟! وجعل يكرر ذلك كما يصنع المدرون [أهل المدر] (5)، فلما لم يجبه أحد ولى عنهم ، ووراءه جمع كثيف من الفرسان ، وهو سلطان تلك النواحي.
وتلمسان مدينة كبيرة ، سهلية جبلية ، جميلة المنظر ، مقسومة باثنتين بينهما سور ، ولها جامع عجيب (6) مليح متسع ، وبها أسواق قائمة ، وأهلها ذوو ليانة ولا بأس بأخلاقهم. وبظاهرها في سند الجبل موضع يعرف بالعباد (7) ، وهو مدفن الصالحين وأهل الخير ، وبه مزارات كثيرة ، ومن أعظمها وأشهرها
صفحة ٤٨