============================================================
2 - لا جدوى من علوم العقل والنقل إذا لم تستند إلى وجدان روحي يصل الانسان بربه، ويعرفه قدر نفسه، ويلزمه حدود الورع والزهد .
3 - رعاية جماهير المسلمين آمر واجب بعد أن فقدوا الرعاية وأوشك أن يضل هم السبيل في متاهات المدنيات الوافدة.
م بنى الإمام المحاسبي رسالته التي اعتزم أن يؤديها إلى المسلمين على الأسس الآتية: 1 - التطهير خير من عمل البر دون تطهير.
وهذا لأن الانسان مأمور بترك الشر كله، وليس مأمور بفعل الخير كله فالأولى به أن يتتبع خصال الشر في نفسه بالقمع . والتخلص من خصلة واحدة من خصال الشر عنده خير من كثير من أعمال البر، وذلك لأن الخير إذا خالطه الشر استحال إلى شر، فالشر شر كله ، ومنبع الضلال هو إكثار عمل البر مع انكماش القلب على خصال السوء وخداع النفس.
2 - الزهد في الحلال.
فلا شيء يفسد السلوك البشري قدر ما يفسده عقد القلب على حب مظاهر الوجود والاستمساك بها ، واتخاذها غاية من الحياة.
وليس الزهد كما يزعم بعض الناس قاصرا على الحرام، فالحرام قد أمر الناس ال جميعا بتركه ، ولا فضيلة للانسان في تركه إلا اتباع الأمر، أما زوائد اليقين والمعرفة والعلم والصلاح فإنما هي في الزهد في الحلال.
3 - الحب تقليد للمحبوب، وليس ادعاء وترترة.
فحن لا نرى إنسانا مسلما إلا وهو يدعي حب النبي له ، وحب الصالحين والأولياء، فإذا ما لاحظنا سلوك هذا الذي يدعي الحب وجدنا مسلكه مباينا مسالك من يدعي حبهم، وهذا حب كاذب.
صفحة ١٤