141

============================================================

خليلي مت، يا خليلي مت. قال: خليلي، كيف وجدت الموت؟ قال : يا خليلي كسفود جعل في صوف رطب تم جذب، قال: أما إنا قد هوناه عليك" .

وروى عن موسى ه، أنه لما صار روحه إلى الله تبارك وتعالى، قال له ربه : ايا موسى كيف وجدت الموت" قال :، وجدت نفسي كالعصفور حيث يقلى على المقلى : لا يموت فيستريح، ولا ينجو فيطير".

ويروى عنه أيضا، أنه قال : وجدت نفسي كشاة حية تسلخ بيد القصاب" (1) .

ويروى عن النبي لله : " أنه كان عنده قدح من ماء عند الموت، فجعل يدخل يده في الماء، ثم يمسح بها وجهه ويقول : اللهم هون على سكرات الموت و فاطمة رضي الله عنها تقول : واكرباه لكربك يا أبتاه، وهو يقول: لا كرب علىا أبيك بعد اليوم" (2).

وقال عيسى عالله : "يا معشر الحواريين، ادعو الله عز وجل ان يهون علي هذ السكرة، يعني: الموت، فلقد خفت الموت مخافة، أوقفني خوفي من الموت على الموت".

وقال عمر بن رزق الله: لولا أني اخاف ان يكون قسما لا أبره لحلفت أن لاا فرح بشيء من الدنيا حتى أعلم ما لي (عند الله) (3) في وجه رسل ربي فهؤلاء أولياء الله وأحباؤه لم تزل عنهم سكرات الموت وغمومه مع تهوينه على بعض، فما ظنك بغموم الموت وكربه وشدته على المخلطين، مع ما قد اجتمع عليهم من الحسرة والندامة والتأسف على ما قد فات، حتى يبلغ منهم الكرب مداه، وينتهي منهم منتهاه؟ فعند ذلك يبدو هم ملك الموت بصفة وجهه.

(1) انظر شرح الصدور للسيوطي، ففيه وصف الموت كما ذاقه كثير من السلف وكذلك العاقبة لعبد الحق الاشبيلي الخراط، مخطوط. وسنن النسائي، باب شدة الموت من كتاب الجنائز، وسنن الترمذي، الباب الثامن من كتاب الجنائز .

(2) انظر : سنن النسائي، الباب6 من كتاب الجنائز، وسنن الترمذي، الباب 8 من كتاب اجنائز .

(3) ما بين الحاصرتين، سقطت من ط 141

صفحة ١٤٠