عودوا الى خير الهدي
الناشر
دار الإيمان
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٤ م
مكان النشر
الإسكندرية
تصانيف
أبو السوار: يا أبا عبد الرحمن إن قومًا عندنا إذا قرئ عليهم القرآن يركض أحدهم من خشية الله، قال: كذبت، قال: بلى وربِّ هذه البَنِيَّةِ (١)، قال: "ويحك إن كنت صادقًا، فإن الشيطان ليدخل جوف أحدهم، والله ما هكذا كان أصحاب محمد" (٢).
وعن عبد الكريم بن. رشيد قال: كنت في حَلْقَةِ الحسن، فجعل رجل يبكي، وارتفع صوته، فقال الحسن: "إن الشيطان ليُبكي هذا الآن" (٣).
فإن قال قائل: فنفرض أن الكلام فيمن اجتهد في دفع الوجد، فلم يقدر عليه، وغَلَبَه الأمر، فمِن أين يدخل الشيطان؟
فالجواب: أنا لا ننكر ضعف بعض الطباع عن الدفع، إلا أن علامة الصادق أنه لا يقدر على أن يدفع، ولا يدري ما
(١) أي الكعبة المشرفة، وكانت تُدعى بَنِيَّةَ إبراهيم ﵇، لأنه بناها، وقد كثر قَسَمُهم بربِّ هذه البنية. (٢) "السابق" ص (٣٦٤). (٣) "السابق" ص (٣٦٢).
1 / 26