نتاج الفكر في أحكام الذكر
الناشر
دار التدمرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
حالهم يقول: انظروا إلينا فإننا نسبح الله بقدر هذه الخرزات.
وأنا أستغفر الله أن أتهمهم بهذا، لكنه يخشى منه، فهذه ثلاثة أمور كلها تقتضي بأن يتجنب الإنسان التسبيح بالمسبحة، وأن يسبح الله ﷾ بأنامله.
ثم إن الأولى أن يكون عقد التسبيح بالأنامل في اليد اليمنى؛ لأن النبي ﷺ كان يعقد التسبيح بيمينه واليمنى خير من اليسرى بلا شك، ولهذا كان الأيمن مفضلًا على الأيسر، ونهى النبي ﷺ أن يأكل الرجل بشماله، أو يشرب بشماله، وأمر أن يأكل الإنسان بيمينه، فقال النبي ﷺ: «يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك». (١) وقال ﵊: «لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله». (٢) فاليد اليمنى أولى بالتسبيح من اليد اليسرى اتباعًا للسنة، وأخذًا باليمين فقد: «كان النبي ﵊ يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله». (٣)
وعلى هذا فإن التسبيح بالمسبحة لا يعد بدعة في الدين؛ لأن المراد بالبدعة المنهي عنها هي البدع في الدين، والتسبيح بالمسبحة إنما هو وسيلة لضبط العدد، وهي وسيلة مرجوحة مفضولة، والأفضل منها أن يكون عد التسبيح بالأصابع.
وسئل فضيلته أيضا ﵀: ما رأيكم في استخدام المسبحة في التسبيح؟ جزاكم الله خيرًا.
فأجاب فضيلته بقوله: استخدام المسبحة جائز، لكن الأفضل أن
(١) أخرجه البخاري (رقم: ٥٠٦١) ومسلم (رقم: ٢٠٢٢). (٢) أخرجه مسلم (رقم: ٢٠٢٠). (٣) أخرجه البخاري (رقم: ١٦٨) ومسلم (رقم: ٢٦٨ - ٦٧).
1 / 127