التوبة إلى الله
الناشر
دار بلنسية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤١٦ هـ
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الحلقوم، وغرغرت النفس في الحلق فلا توبة.
ويبدأ وقت التوبة عندما يستشعر القلب جلال ربه وعظمة خالقه؛ فيعلن التوبة بالرجوع إلى الله - تعالى - بسلوك صراطه المستقيم الذي نصَّبه لعباده موصلًا إلى رضوانه، وأمرهم بسلوكه بقوله - تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: ١٥٣].
فيتوب قبل أن يتبين له الموت أو المرض وينشئ بتوبته صلاحًا في القلب، وصلاحًا في الحياة ما دام مكلفًا؛ فالرجاء حينئذ باق ويصح منه الندم والعزم على ترك الفعل، وهذا هو المقصود بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ النساء: ١٧].
أي الذين يرتكبون الذنوب ويضلون طريق الهدى عن جهالة، طال أمد ذلك أم قصر، ما دامت تلكم الجهالة لا تستمر حتى تبلغ الروح الحلقوم، إذًا فهي موافقة لمحلها؛ قال رسول الله ﷺ: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغر» (١).
ومع سعة رحمة الله - تعالى - وشمول عفوه وقبول توبة
_________
(١) رواه «الترمذي» (٣٥٣١) عن ابن عمر وحسَّنه، ورواه غيره.
1 / 28