التوبة إلى الله
الناشر
دار بلنسية للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤١٦ هـ
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ [النصر].
فغيرُ النبي ﷺ أحوج إلى هذا منه، فليجمع العبد همته وعزمه، وليحاسب نفسه، وليتب إلى الله حتى الممات.
وما من عبد إلا وقد اقترف ذنبًا وفعل إثمًا ... «وكل بني آدم خطاءٌ» (١)؛ فقد أقسم إبليس بعزة الله تعالى أنه لا يفارق ابن آدم بالغواية والإضلال ما دام روحه في جسده.
وعن أبي سعيد ﵁ عن النبي ﷺ قال: «قال إبليس: يا رب وعزتك لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم، فقال الله ﷿: وعزتي وجلالي، لا أزال أغفر لهم ما استغفروني» (٢).
فباب التوبة مفتوح يثوب إليه الشاردون، فيستردون أنفسهم من تيه الضلال، ويعملون عملًا صالحًا إن قدر لهم امتداد في العمر، قبل أن يأتي يوم لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيمانها خيرًا.
فمتى وقع الإياس من الحياة، وعاين ملك الموت، وحشرجت الروح في الحلق، وضاق بها الصدر، وبلغت
_________
(١) رواه «الترمذي» (٢٥٠١) و«ابن ماجه» (٤٢٥١) وأحمد في «المسند» ٣/ ١٩٨ و«الدارمي» في «سننه» ٢/ ٣٠٣ وسنده حسن.
(٢) رواه الإمام أحمد في «المسند».
1 / 27