تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
الناشر
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
أولًا: (الوصول للعظمة) من أول هذه الإشارات لمعنى الكوكب
وهو الرمز الركيز (^١) في رؤيا يوسف ﵇:
كيف يكون معنى العظمة مستوحى من رمز الكواكب؟ وهل هناك دليل على ذلك؟
يتبين ذلك عندما نعلم أن رب العزة - تعالى وتعظم - لما وصف نوره - جل وعلا - ذكر الكوكب، يقول تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ﴾ (^٢) (من غير تكييف ولا تمثيل ولا تعطيل)، والله - جل وعلا - عظيم وذو سلطان، فلعل ذكر الكوكب له أثر على المنصب العظيم والسلطة أيضًا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (^٣)، والعظيم سبحانه لا يصف نفسه إلا لعظمته سبحانه وما يتناسب مع تلك العظمة، والمستقرئ لقصة يوسف ﵇ يجد أن السلطة والعظمة تحققتا ليوسف ﵇ في عدة مواقف، منها على سبيل المثال:
_________
(^١) انظر النموذج (٢) حيث إن جميع معاني رموز الرؤيا تتقابل عند معناه.
(^٢) سورة النور الآية (٣٥).
(^٣) سورة الشورى الآية (١١).
1 / 96