تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
الناشر
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ﴾ (^١) وهنا أيضًا جميعهم اتفقوا عليه، ولاحظ كلمة عصبة التي تعني العدد الذي يساوي العشرة فأكثر، وقد تكررت مرتين في هذه السورة الكريمة، في الآية السالفة الذكر، وفي قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ (^٢)، لو كان عدد إخوة يوسف ﵇ أقل من العشرة أو الأحد عشر كما جاء في بداية رؤياه ﵇، لما استُعملت لفظة عصبة، ولكانت لفظة أخرى تنوب عنها، لكن القرآن دقيق جدًّا فسبحان من أنزله.
والذي يتمعن ويستقرئ القصة يجد أن إخوة يوسف ﵇ حتى في تجارتهم كانوا مع بعضهم يسافرون سويًّا من شدة تمسكهم ببعضهم بعضًا، ولم تذكر الآيات الكريمة شيئًا على حزنهم لفراقهم لأخيهم يوسف ﵇ ولم يتذكروه، وذلك من شدة حسدهم له وسعادتهم باختفائه عن أبيهم.
ويجدر بالذكر هنا التنبيه على أن يكون الإنسان محتاطًا عندما يعاشر الأشخاص الجدد أو الجماعات التي لها وقت مع بعضهم بعضًا، وتحمل فكرًا معينًا سيكون هو دخيلًا عليهم، وستكون لهم مبادئ غير
_________
(^١) سورة يوسف الآية (١٤).
(^٢) سورة يوسف الآية (٨).
1 / 89