تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام
الناشر
بدون ناشر (توزيع الجريسي)
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥ هـ
تصانيف
المطلب الثاني: التأمل في قوله تعالى: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾ (^١)
يقول الإمام الطبري - يرحمه الله (^٢): قال يوسف لأبيه: يا أبت، هذا السجود الذي سجدتَ أنت وأمّي وإخوتي لي ﴿تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ﴾، يقول: ما آلت إليه رؤياي التي كنت رأيتها، وهي رؤياه التي كان رآها قبل صنيع إخوته به ما صنعوا: أنَّ أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر له ساجدون ﴿قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾، يقول: قد حقّقها ربي، لمجيء تأويلها على الصحَّة (^٣).
وينقل - يرحمه الله - عن ابن زيد (^٤) في قوله: ﴿يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ﴾ (^٥)، قال: "يأتي تحقيقه. وقرأ قول الله تعالى: ﴿تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ﴾ (^٦)،
قال: هذا تحقيقها. وقرأ قول الله: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ﴾ (^٧)، قال: ما يعلم حقيقته ومتى يأتي إلا الله تعالى".
(^١) سورة يوسف الآية (١٠٠). (^٢) تفسير الطبري (١٣/ ٦٩). (^٣) بعد التحقيق تبين أن رؤيا يوسف ﵇ لم تعبر، ولم يظهر تأويلها في السورة الكريمة، والله أعلم انظر ص (٧٣). (^٤) حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد ... (^٥) سورة الآعراف الآية (٥٣). (^٦) سورة يوسف الآية (١٠٠). (^٧) سورة آل عمران الآية (٧).
1 / 69