الخلاف أسبابه وآدابه
الناشر
الكتاب منشور على موقع وزارة الأوقاف السعودية بدون بيانات
تصانيف
الرابع عشر - إحسان الظن
إذا تأكد لديك يقينًا نهائيًا أن هذا الأمر المخالف أو الخاطئ صدر من أخيك المسلم فلان، فإن من أولويات ردود الفعل لديك أن تحسن الظن بأخيك المخطئ وأن تتهم نفسك أولًا حتى تسمع رأيه، ولقد أمرنا الله - تعالى - بهذا في كتابه الكريم بقوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ﴾ الحجرات (١٢) .
وقوله تعالى: ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا﴾ النور (١٢) فالواجب كما ظننت - أيها المؤمن - بنفسك الخير أن تظن بأخيك المؤمن خيرًا، لأنه ربما يصلك الخبر صحيحًا من طرقه، ولكن يكون المعنى على غير الذي فهمت تمامًا، فالواجب هو إحسان الظن، وقد نهى النبي ﷺ عن الظن فقال ﵊: «إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث» (١) .
_________
(١) جزء من حديث مختصر صحيح البخاري. د. مصطفى ديب البغا رقم (١٩٤٢) ص٦٦٨.
1 / 57