الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)

شاذان بن جبرئيل القمي ت. 593 هجري
153

الروضة في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام)

فأين تكون النار؟

قال له الإمام: أرأيت إذا جاء الليل، أين يكون النهار؟

قال الأسقف: دعني، يا فتى حتى أسأل هذا الفظ الغليظ:

أنبئني يا عمر، عن أرض طلعت عليها الشمس ساعة، ولم تطلع عليها من قبل، ولا من بعد؟

قال عمر: دعني واسأل هذا، أخبره يا أبا الحسن، قال (عليه السلام): هي الأرض التي فلق الله البحر لموسى حين عبر هو وجنوده فوقعت عليها الشمس تلك الساعة، ولم تطلع عليها قبل، وانطبق البحر على فرعون وجنوده، ولم تطلع عليها بعده.

فقال الأسقف: صدقت يا فتى قومه، وسيد عشيرته، أخبرني عن أي شيء في أهل الدنيا يأخذ الناس منه مهما أخذوا فلا ينقص شيئا ولا يزيد شيئا؟

قال (عليه السلام): هو القرآن والعلوم، قال: صدقت قال: أخبرني عن أول رسول أرسله الله تعالى لا من الجن ولا من الإنس؟

قال له (عليه السلام): ذلك الغراب، لما قتل قابيل أخاه هابيل، فبقي متحيرا ما يعلم ما ذا يصنع به.

فعند ذلك أرسل الله تعالى غرابا يبحث في الأرض، ليريه كيف يواري سوأة أخيه @HAD@ قال: صدقت يا فتى، لي مسألة واحدة أخبرني عنها- وأومأ بيده إلى عمر- وقال: أين هو تعالى؟

قال: فغضب عمر من ذلك، ولم يرد جوابا، فالتفت إليه الإمام، وقال: لا تغضب يا أبا حفص، حتى لا تقول بمهرب عنها.

قال عمر: أخبره أنت يا أبا الحسن، فعند ذلك قال الإمام (عليه السلام):

كنت يوما جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل عليه ملك فسلم عليه، فرد (عليه السلام)

صفحة ١٦٣