الفصل الثالث فى كنينه وما تدل عليه ومن تكنى بها من الملوك إعلم أن كنية مولانا السلطان خلد الله ملكه أبو الفتح ، وهى كل اسم يصدر باب أو أم ، ويستعملها العرب للتعظيم والتوقير ، قربيما يصير كالعلم بالغلبة ، والملوك يختارونها تفاؤلا بمعناها ، ولاشك أن وضع الكنى أيضا إلهام من الله تعالى كالإسماء الأعلام والالقاب يظهر سرها في صاحبها ، وفيه بشارة لمولانا السلطان ثبت الله قواعد دولته إن الفتح والنصر لا يفارقانه ، فإن شاء الله تعالى يفتح له البلاد التى ليست فى ملكه ويطبع له العباد الذين ليسوا خت أمره ، ولا يزال سعيدا في حركاته وسكناته منصورا في جميع ما يتفق له فى أموره الحكام الذين تكنوا باب الفتح والفتح مقرون بالنصر ، قال الله تعالى إذا جاء نصر الله والفتح وقد وجدنا الملوك الذين تكنوا بأبى الفتح فتحت لهم فتوحات ، منهم الملك الظاهر بيبرسر ، فإن كنيته أبو الفتح ، حصلت في أيامه الفتوحات الكثيرة ، منها فيسارية الشام
صفحة ٧٧