[المناقب المظفرية]
ونذكر بعد ذلك المناقب الكريمة المولوية المالكية، المخدومية، المظفرية، أعز الله نصرها، فنقول:
أما بعد حمد الله الذي اصطفى من أسرة الملك سريا، ورفع من علا بصفاته وبعلاء أبيه، رضي الله عنه، مكانا عليا، وأتاه من سعادة الجد في المهمات ما أصبح عزمه به وثيق العرى، وميزه من جده المنصور بميزات شهامة سمي بها مظفرا.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه الذين نهضوا في نصرته، وحازوا القربي كونهم من عشيرته وعترته.
فإنه لما كانت العزائم الشريفة، العالية، المولوية، السيدية، المخدومية، المجاهدية، المرابطية، المثاغرية، المظفرية، موسى ابن المولى السلطان السعيد، الشهيد، الملك الصالح علاء الدين علي بن مولانا السلطان الشهيد الملك المنصور سيف الدين قلاون، قدس الله روحه - ينبغي أن يشهر حديثها في الآفاق، ويسطر من أخبارها ما يغدو في سماء المحامد باهر الإشراق، لأنها عزائم من تلقي السعادة كابرا عن كابر، واستشهد في غزواته بألسنة البواتر. وأصبح ونسبه الكريم عليه من شمس الضحى أنوار لامعة . واتصف في ذاته بسجايا غدت لكل مكرمة جامعة. ونهض في خدمة عمه مولانا السلطان الأعظم، الملك الناصر - خلد الله ملكه - يشتد به أزرا، ويطلع منه في ليالي الخطوب بدرا. ويغدوا لمحاسنه يستحلي، ولعرائس هممه يستجلي. ويحمد الله على مؤآزرته حيث تقبل دعاءه، عند قوله: رب وأجعل لي وزيرا من أهلي. ويتسلي به عن أخيه، رضي الله عنه، كلما وقع خطب فادح، ويسد به مسده، ويقول: نعم الخلف الصالح.
صفحة ٥٩