[31_2]
فدعا الله سبحانه وتعالى فرد له الشمس حتى فرغ من قتالهم. وكان أول من لمح لهذه القصة أبو تمام بقوله:
لحقنا بأخراهم وقد هون الهوى ... قلوبا عهدنا طيرها وهي وقع
فردت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس بدت من جانب الخدر تطلع
نضا ضوؤها صبغ الدجنة وانطوى ... لبهجتها ثوب السماء الموشع
فو الله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع
وتبعه البلنسي وخاطب بعض من اسمه موسى.
ما مثل موضعك ابن رزق موضع ... زهر يروق وجدول يتدفع
وعشية لبست رداء شجونها ... والجو بالغيم الرقيق مقنع
بلغت بنا أمد السرور تألفا ... والليل نحو فراقنا يتطلع
قابل بها زمن الغبوق فقد أتى ... من دون قرص الشمس ما يتوقع
سقطت ولم يملك نديمك ردها ... فوددت يا موسى لو أنك يوشع
وتبعهم ابن فرج الكحال ولمح إلى القضيتين فقال:
دخل المساء وللنسيم تضوع ... والأنس تنظم شملنا وتجمع
فالزهر يضحك عن بكاء غمامة ... ريعت لشم سيوف برق تلمع
فانعم أبا عمران واله بروضة ... حسن المصيف بها وطاب المربع
يا شادن الجرعاء من بان اللقا ... حيث اللقا وادي النقا والأجرع
الشمس تغرب نورها ولربما ... كسفت ونورك كل حين يسطع
أفلت فناب سناك عن إشراقها ... وجلا من الظلماء ما يتوقع
فأمنت يا موسى الغروب ولم أقل ... فوددت يا موسى لو أنك يوشع
وتبعهم ابن مطروح فقال:
وما أنسى لا أنسى المليحة إذ بدت ... دجى فأضاء الأفق من كل موضع
صفحة ٣١