[30_2]
ظنوا حصونهم تصون دماءهم ... تبا لهم رجعت عليهم منجعا
يا ملة الكفران ويحكم خذوا ... منه الأمان فلا برحتم مطمعا
هذا الوزير المصطفى والمرتضى ... بالعلم والرأي المنير ترفعا
نجل الوزير الكبر لي محمد ... من عصبة جعلوا الفضائل شرعا
شهم الجوارح والقلوب إذا لقوا ... لبسوا القلوب على الدروع لتمنعا
لا يختشون كانتصاب جسومهم ... كلا ولا يخشون موتا مفزعا
كتبوا بسمر رماحهم يوم الوغى ... في صفحة الأجسام خطا مجزعا
خلقوا عيونا بالصدور وإنما ... جعلوا الحواجب والظهور تشنعا
من كل قرم بالجواد وإن كبا ... فيه الجواد فما يقول له لعا
ألفوا الطعان فلو تغيب منهم ... طعنوا القلوب عن العفاة تبرعا
ورموا بأسهم جودهم إقلال من ... قتل الثراء وشتتوا ما جمعا
وتدرعوا للوافدين فقطعوا ... هامات فقر للمقل تدرعا
خافتهم الآساد في آجامها ... والطفل روع قبل ان يترعرعا
سقي الوشيج دماء من قتلوا وقد ... أنمى وأثر بالرؤوس وأينعا
ما قيل أولد فيهم إلا لوت ... أعناقها الكرماء قبلا خضعا
خضعت لهم أعناقهم حتى إذا ... ذكر اسمهم خروا سجودا ركعا
حمدوا فلولا مخافة من ربهم ... عبدوهم كل الأنام تطوعا
يا أيها الصدر الخطير ومن له ... ذكر شذا بين الورى وتضوعا
أشرقت شمس الدين بعد أفولها ... فكأنما أصبحت فينا يوشعا
ما احسن استعارة هذا البيت، وتوشيحه وحسن تركيبه وتلميحه إلى قصة يوشع بن نون عليه السلام واستيقافه الشمس، كما روي أنه قاتل الجبارين يوم الجمعة، فلما أدبرت الشمس، خاف أن تغيب قبل فراغه منهم، ويدخل السبت فلا يحل قتالهم،
صفحة ٣٠